بدأ بوريس جونسون، وهو أحد قادة حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي بحزب المحافظين، مساعيه لأن يصبح رئيس الوزراء القادم الذي يقود بريطانيا للخروج من الاتحاد، متجاهلاً بذلك مخاوف الاضطرابات السياسية الاقتصادية، واعدًا بأنه يمكنه تقديم "مستقبل أكثر أمنا وازدهارا" خارج الاتحاد الأوروبي. ولكن عمدة لندن السابق، الذي يعتبر المرشح الأوفر حظًا عندما يتنحى ديفيد كاميرون في الخريف، سيواجه تحديات غير مسبوقة بعد حالة الاضطرابات السياسية، وهي الأكبر في تاريخ بريطانيا الحديث. عملية مؤلمة للخروج من الاتحاد أول هذه التحديات ظهرت في البيان المشترك لرئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، ورئيس المفوضية جان كلود يونكر، حيث يتوقعان أن تكون مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد "عملية مؤلمة". كما أكد البيان، أن بريطانيا يجب ألا تتوقع معاملة خاصة، محذرًا من أن أي اتفاق مع بريطانيا يجب أن يكون متوازنًا من حيث الحقوق والواجبات. صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، قالت إنها حصلت على نسخة من خطة طوارئ حملت عنوان "استراتيجية ألمانية لخروج بريطانيا من الاتحاد"، حذرت من معاملة متساهلة أكثر من اللازم للمملكة المتحدة؛ خوفًا من تشجيع الدول الأخرى على أن تحذو حذوها. اضطرابات اقتصادية وهبوط الإسترليني ذكرت صحيفة "الإندبندنت"، أن الأسواق المالية قد تعافت بعد أن تضررت كثيرا بسبب حالة الذعر الأولية، والتي شهدت سقوط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له مقابل الدولار. وبحلول نهاية تعاملات أسواق الجمعة، كان الجنيه الإسترليني ما زال في مستويات لم يشهدها منذ الانهيار المالي، وانخفض مؤشر FTSE ل 250 من الأسهم القيادية لما يقرب من 7%. استفتاء جديد على انفصال إسكتلندا وفي إسكتلندا، التحدي الأكبر، حيث صوت الناخبون لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي، قالت الوزيرة الأولى نيكولا ستورجيون، إنه أصبح من المرجح إجراء استفتاء ثان على الاستقلال. وأضافت: "من غير المقبول ديمقراطيا" أن تواجه إسكتلندا الخروج من الاتحاد الأوروبي على عكس إرادتها، مؤكدة أن الحكومة الإسكتلندية من الممكن أن تستعد لتشريع يمكنها من إجراء استفتاء آخر. وكانت إسكتلندا قد صوتت لصالح البقاء ضمن المملكة المتحدة في استفتاء أجري في عام 2014. المنافسون وبعد ساعة واحدة من إعلان النتيجة رسميًا، ظهر ديفيد كاميرون في "داونينج ستريت" - مقر الحكومة البريطانية - ليعلن أنه أبلغ الملكة نيته بالاستقالة. وأطلق قراره هذا شارة البداية للمنافسة على زعامة حزب المحافظين، حيث يظهر جونسون بأنه الأوفر حظا لتولي المنصب، لكن سيواجه بالتأكيد منافسة قوية من وزيرة الداخلية تيريزا ماي، وربما وزير العمل الجديد ستيفن كراب. بينما أصبحت آمال جورج أوزبورن، وزير المالة، لخلافة كاميرون في "داونينج ستريت" محدودة جدا. الاضطرابات السياسية لا تقتصر على الحكومة وحزب المحافظين جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال، الأسبوع المقبل سيواجهة اقتراح بسحب الثقة قدمه اثنين من قادة حزب العمال، بعد اتهامات بأنه قاد حملة ضعيفة فشلت في حشد مؤيدي الحزب. وسيتم مناقشة هذا الاقتراح في اجتماع لنواب حزب العمال، الإثنين المقبل، ويمكن أن يؤدي إلى إجراء اقتراع سري من النواب على مستقبل كوربين. آن كوفي، أحد الموقعين على الاقتراح، قالت "أعتقد أنه ما لم نغير قائدنا، لن نتمكن من الفوز في الانتخابات القادمة"، مضيفة: "وحيث أننا أصبحنا خارج الاتحاد الأوروبي، فنحن بحاجة أكثر من أي وقت مضى، لحكومة من حزب العمال من شأنها حماية مصالح الطبقة العاملة، ويجب أن تكون هذه هي أولويتنا وليس ولائنا لأي زعيم معين". من جانبه، أدان متحدث باسم كوربين، الخطوة، ووصفها بأنها دعوة تحمل مصالح شخصية، رغم أنه اعترف بأنها تمت مناقشتها في اجتماع ما بعد الاستفتاء لحكومة الظل. آراء مربكة وصف زعيم حزب الاستقلال، نايجل فاراج، انتصار الخروج من الاتحاد الأوروبي بأنه "الفجر الذي أدى إلى المملكة المتحدة المستقلة"، وتابع بجملة وصفت بال"استفزازية" أنه يأمل أن هذا التصويت يكون حافزا لانهيار كامل للاتحاد الأوروبي. ولكن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، قال إن نتيجة الاستفتاء جعلته حزينا بشأن بلاده وأوروبا والعالم. في المقابل، أصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن "العلاقة الخاصة" بين بريطانيا والولايات المتحدة ستكون أقوى بعد نتيجة الاستفتاء، مشيرًا إلى بقاء المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي "شريكين لا غنى عنهما".