يبدو أن مسلسل المظاهرات يجتاح أوروبا، ففي إحدى أكبر المظاهرات منذ انهيار الشيوعية، نظَّم عشرات الآلاف من البولنديين مسيرة ضخمة في العاصمة وارسو، احتجاجًا على سياسات حزب القانون والعدالة اليميني الحاكم، و التي اعتبروا أنها تهدد الديمقراطية، ودعمًا لعلاقة بولندا مع الاتحاد الأوروبي. و شارك حوالي 200 ألف شخص في هذه المظاهرات حسب عضو في حزب المنبر المدني المعارض، وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة للاتحاد الأوروبي وللديمقراطية أثناء توجههم إلى وسط المدينة، ورفعوا الأعلام البولندية إلى جانب أعلام الاتحاد الأوروبي، و أخذوا يرددون شعار "نحن في أوروبا وسنبقى فيها"، وذلك بدعوة من لجنة الدفاع عن الديمقراطية وهي مبادرة مدنية. من جانبه قال الرئيس السابق الليبرالي برونيسلاف كوموروفسكي، للمتظاهرين: "نحن هنا لأننا نريد الدفاع عن حرية بولندا وعن الديمقراطية". وتأتي هذه المظاهرة الضخمة، في إطار سلسلة من الاحتجاجات نظمتها المعارضة للتنديد بإصلاحات قانونية اقترحتها الحكومة تشمل المحكمة الدستورية ووسائل الإعلام العامة والخدمة المدنية، وقد ندد الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا بهذه الإصلاحات المقترحة. وبدأ الاتحاد الأوروبي تحقيقًا بشأن قوانين جديدة حول هيئات الإذاعة والتليفزيون الحكومية في البلاد والدستور وسلطات الشرطة، التي ينظر إليها على أنها تقوض القيم الأساسية للاتحاد. وعلى صعيد آخر، نظَّم قوميون مناصرون للحكومة مسيرة صغيرة نددت بتدخل الاتحاد الأوروبي في شؤون بولندا، وحثوا الحزب الحاكم على الاستمرار في سياساته.