رغم مرور أكثر من شهر على تولي داليا خوشيد حقيبة الاستثمار في التعديل الوزاري الذي أجراه المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء حفاظًا على ماء وجه حكومته قبل إلقاء بيانها أمام مجلس النواب، إلا أنها حتى الآن لم تلعب أي دور في تحسين المناخ الاستثماري بمصر . وتولت "خورشيد" منصب وزير الاستثمار بعد 15 عامًا قضتها في شركة "أوراسكوم" القابضة للإنشاءات إحدى كبرى الشركات العاملة في القطاع الخاص المصري، لكن يبدو أن نجاحها في إدراة تلك الشركة لم يمكن كافيًا لتولي وزارة الاستثمار التي تعد من أهم الوزارات التي تعول عليها مصر في زيادة معدلات الاستثمار الأجنبي. وبينما اشترطت "خورشيد" لقبول منصب الوزيرة فصل قطاع الأعمال العام عن الاستثمار واقتصر دورها في الترويج للاستثمارات المحلية والأجنبية وحل منازعات الاستثمار، إلا أنها حتى الآن لم تكشف عن خطة زمنية محددة الملامح لتحقيق تلك الأهداف أو كيفية تحقيقها أو الإعلان عن معدلات الاستثمار الأجنبي التي تستهدفها الحكومة خلال العام الحالي. وزيرة الاستثمار تتهرب من لقاء المستثمرين : يبدو أن الوزيرة تتهرب من لقاء المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء، حيث أنها لم تلتقيهم لبحث المشكلات التي تواجه استثماراتهم في مصر باستثناء لقاءين فقط مع الرئيس الإقليمي لمجموعة ماجد الفطيم الإماراتية و المستثمر السعودي فواز الحكير ومجموعة من المستثمرين السعوديين قبيل زيارة العاهل السعودي لمصر في مطلع الشهر الجاري. وفي 12 أبريل رفضت الوزيرة لقاء وفد استثماري من ولاية بافاريا الألمانية برئاسة فرانس بشيرر وزير ولاية بافاريا للشئون الاقتصادية، كان يزور الهيئة العامة للاستثمار لرغبته في الاستثمار بالسوق المحلية، معللة ذلك بإنشغالها، وهو ما أعطى انطباعًا سيئًا لدى المستثمرين عن جدية الحكومة في التعامل مع الاستثمارات الأجنبية. و تغيبت الوزيرة عن حضور الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال المصري السعودي، الذي عقد في القاهرة 9 أبريل الجاري تزامنًا مع زيارة العاهل السعودي لمصر، إضافة إلى أنها لم تحضر ندوة أعدتها الجمعية البريطانية لرجال الأعمال عن مناخ الاستثمار في مصر. ويبدو أن وزيرة التعاون الدولي أصبحت تتولى توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تبرمها مصر مع الدول الأخرى نيابة عن وزيرة الاستثمار التي يجب أن يكون ذلك من ضمن مهام عملها. وحتى الآن لم تجتمع خورشيد بمجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار كونها رئيس المجلس، مما يتسبب في تعطيل العديد من القرارات نتيجة عدم انعقاد مجلس الإدراة. الهروب من اللقاءات الإعلامية وتجاهل صحفيي الوزارة: اكتفت داليا خورشيد بالتواصل مع الصحفيين عبر البيانات الصحفية رغم وعدها في لقاء وحيد جمعها مع صحفي الوزارة، ببحث آلية جيدة للتواصل معهم بشكل دوري، ورغم محاولة بعض الصحفيين التواصل معها عبر الهاتف أو رسائل "الواتس أب" للحصول على معلومات بشأن الاتفاقيات التي ستوقع خلال الزيارات التي قام بها عدد من رؤساء و ملوك العالم لمصر خلال الفترة الأخيرة، إلا أن تلك المحاولات لم تلق أي صدى من الوزيرة، و اكتفت بإرسال بيانات تعبر عن سعادتها بتوقيع الاتفاقيات الموقعة ووعدها بدعم مناخ الاستثمار و تذليل المعوقات أمام المستثمرين. ولم تجيب الوزيرة منذ توليها المنصب منذ أكثر من شهر على أي سؤال للصحفييين خلال المؤتمرات المحدودة التي حضرتها. ووُجِّهت انتقادات عديدة لكلمة الوزيرة أمام اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، حيث صرحت بضرورة زواج المستثمر والفرصة. فهل تظل الوزيرة على نفس الوتيرة فى إدارة وزارة الاستثمار؟ وتبدأ في وضع خطة محددة لتحسين المناخ الاستثماري في مصر أم نشهد تعديل وزاري قريب؟