قال الدكتور عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث المتفرغ بكلية الآداب بجامعة حلوان إنَّ الجدل الدائر حاليًّا حول جزيرتي "صنافر وتيران" لا قيمة له، وبخاصةً أنَّ الجزيرتين واقعتان عند مدخل خليج العقبة بين الجهة المصرية والسعودية ضمن حدود المملكة منذ عام 1926، وسبق أن تنازلت عنها للجانب المصري عقب هزيمة 1948 حتى لا تتورط المملكة في الدفاع عن أرضها ضد إسرائيل. وأضاف، في تصريحاتٍ ل"التحرير"، اليوم السبت: "وضع الجزيرتين السعوديتين يختلف تمامًا عن وضع حلايب وشلاتين المملوكتين للسيادة المصرية، ولا يحق للسودان أن تضع أيديها عليهما، فكلتاهما تحت سيادة الدولة المصرية رغمَّ مزاعم رئاسية سودانية أنَّ حلايب تابعة لولاية السودان، وقد تمَّ إعلان المنطقة كمحمية طبيعية منذ عام 1983 تحت اسم محمية رأس محمد وجزيرتي تيران وصنافير". وحول تواجد القوات متعددة الجنسيات داخل الجزيرتين، أكَّد الدسوقي: "ليس من حق هذه القوات الدولية إدارة "صنافير وتيران" ولا تملك الأرض كذلك، ولكنها تحميها من أي اعتداء اسرائيلي عليها بنص اتفاقية كامب ديفيد، حيث أنَّ الجزيرتين هما جزء من المنطقة ج المحددة في معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، بحيث لا تتواجد فيها سوى الشرطة المدنية، كما أنَّها تعتبر مكانًا لتواجد القوات الدولية لحفظ السلام". وتقرّ معاهدة السلام المصرية مع الكيان الإسرائيلي الموقعة في عام 1979 بحق إسرائيل في الملاحة عبر مضيق تيران، ومن ثمَّ وجود قوات دولية في شرم الشيخ والمضائق لضمان حرية الملاحة، نظرًا للتخوفات الإسرائيلية من إغلاقها ما يهدِّد حرية الملاحة البحرية في ميناء "إيلات". وأوضَّح أنَّ اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين الجانبين المصري والسعودي التي وقع عليها المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء وولي ولي العهد محمد بن سلمان أمس الجمعة خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز تقضي بتسليم الجزيرتين لأصحاب الأرض، وعلى المملكة أن تتحمل المواجهة المباشرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.