أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب أذربيجان وستدعمها في النزاع المسلح بمنطقة قره باغ الجبلية (ناجورني كارباخ) المتنازع عليها. وقال داود أوغلو في كلمة ألقاها أمام البرلمان التركي اليوم الثلاثاء "ليعلم العالم برمته أن تركيا ستسير بجانب أذربيجان حتى يوم القيامة. وسنواصل دعم أذربيجان في كل شيء بما في ذلك القضايا المتعلقة بقره باغ، حتى تحرير كافة الأراضي الأذربيجانية". ودان رئيس الوزراء التركي ما وصفه بأنه "هجمات إرهابية" على الأراضي الأذربيجانية. وسبق أن تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بدعم أذربيجان، حليفة أنقرة "حتى النهاية" في نزاعها مع أرمينيا حول إقليم قرة باغ. ونقلت الرئاسة التركية عن أردوغان قوله أثناء زيارته إلى الولاياتالمتحدة: "نصلي من أجل انتصار أشقائنا الأذربيجانيين في هذه المعارك بأقل خسائر ممكنة"، مؤكدا: "سندعم أذربيجان حتى النهاية". وتعتبر تركيا، التي تربطها علاقات ثقافية ولغوية قوية مع أذربيجان، حليفة أساسية لباكو. ولا تقيم في المقابل علاقات مع أرمينيا بسبب الخلاف حول المجازر بحق الأرمن في ظل السلطنة العثمانية عام ١٠١٥ والتي تعتبرها يريفان "إبادة جماعية"، وهو ما ترفض أنقرة الاعتراف به. وعلى الرغم من محاولات تركيا التدخل المباشر في الأزمة بين أرمينياوأذربيجان، والسعي إلى تأجيج الصراع، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن موسكو لا تتهم أنقرة بتصعيد التوتر في قرة باغ، موضحا: "نحن لا نتهم أي جهة خارجية بأنها حفّزت هذا التصعيد الراهن للتوتر، ولا نتهم أنقرة". ولكنه دعا في الوقت نفسه تركيا إلى وقف تدخلها في شؤون جيرانها، مؤكدا وجود أدلة على تورطها في دعم الإرهاب. وشدد لافروف، في سياق الأزمة بين أرمينياوأذربيجان، على أنه يستطيع التنويه بوجود محاولات لإفشال التسوية من قبل الجهات التي لا ترضيها أسس التسوية في قرة باغ. وأشار إلى أن هذه الأسس ثبتت من قبل روسيا وفرنسا والولاياتالمتحدة في وثائق كثيرة بما في ذلك الوثائق الموقعة من قبل رؤساء البلدان الثلاثة والتي تفترض تسوية نزاع قرة باغ بصورة سلمية سياسية حصرا. وأعرب الوزير الروسي عن أمله بأن تجد الدعوات لوقف إطلاق النار الصادرة عنه وعن وزير الدفاع الروسي والرئيس الروسي صدى في باكو ويريفان، وقال "عبّرنا عن قلقنا الجدي وأكدنا رسالة الرئيس الروسي حول ضرورة وقف انتهاك نظام وقف النار فورا، والامتناع عن وضع عراقيل أمام استئناف جهود الانتقال إلى التسوية السلمية للنزاع". هذا ويتبادل الجانبان الأذربيجاني والأرمني الاتهامات بمواصلة القصف على خط التماس في منطقة قرة باغ بعد استئناف القتال هناك السبت الماضي، وهددت باكو بتوجيه ضربة إلى العاصمة ستيبانكرت. وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن ١٦ من جنودها قتلوا خلال اليومين الأخيرين بمنطقة النزاع في قره باغ، مضيفة أن الجانب الأرمني "خسر ٧٠ جنديا ونحو ٢٠ قطعة من الآليات العسكرية". وأشارت الوزارة إلى استمرار التوتر على خط الجبهة الليلة الماضية، مضيفة أن "الجانب الأرمني يواصل قصف البلدات الواقعة قرب خط التماس". من جانبها نفت وزارة الدفاع الأرمنية اليوم مشاركتها في المواجهات المسلحة على خطة التماس في قرة باغ، إلا أنها أكدت أن أرمينيا تضمن أمن شعب قرة باغ. وذكرت أن خسائر قرة باغ بعد اندلاع المواجهات في المنطقة بلغت ٢٠ قتيلا، بينهم طفل، و٣ مدنيين و٧٢ جريحا، مضيفة أن ٢٦ شخصا فقدوا ولم يعرف مصيرهم حتى الآن. وأشارت إلى أن جيش قره باغ خسر ٧ دبابات وانسحب من ٨ مواقع، إلا أنه لا يزال يسيطر على كل بلدات قرة باغ.