لم يتخيل بعضنا أن هناك الكثير من بني البشر عرضوا في أقفاص كالحيوانات وتمت معاملتهم بنفس الأسلوب الهمجي غير الإنساني ليس باعتبارهم أسرى حرب أو عبيد عند أحد الأسياد، ولكن باعتبارهم كائنات غريبة تعرض في أبشع أماكن العنصرية العرقية وهي حدائق الحيوان البشرية. حدائق الحيوان البشرية أو ما يعرف ب"Human zoo"، عبارة عن حدائق عامة ذات أسوار، تأسست مابين القرن التاسع عشر والعشرين في بلدان أوروبا وخصصت لعرض أشكال عدة من البشر أصحاب البشرة الملونة في أقفاص محاطة بسياج وأسلاك حتى يتمتع بمشاهدتهم الزوار ذوات البشرة البيضاء. ويعرض بهذه الحدائق البشر، من أصحاب الأمراض أو الهيأت الجسدية الخاصة كالأقزام والمصابين بالبهق والحدب، على العامة في ما يسمى بالدولة الطبيعية أو البدائية مما يوضح الاختلافات والتطور الحضاري بين الأوربين الغربين وغيرهم من أصحاب الحضارات المختلفة الذين اقتنعوا بأنهم كائنات بدائية ومثلوهم بالقرود وهو ما يبهر الزوار البيض بتلك الكائنات المعروضة. كانت تلك الحدائق من أبرز وأسوأ مظاهر العنصرية العرقية خلال القرون الماضية، تطور اسمها من حدائق حيوان البشر لتستبدل بحدائق الأنثولوجي أو معارض الأعراق أو مستعمرات الزنوج، مثلما ظهرت في أول حديقة أسست في إيطاليا تحديدا بالفاتيكان بالقرن ال16 حيث عرضت مجموهة مختلف من البشر ذات الأجناس المتنوعة بدأت بالبربر، ومورز، والتتار، والهنود والأتراك والأفارقة. وظهرت تلك المجموعات واضحة في مدينة موكتيزوما بالمكسيك، التي تعتبر واحدة من أقدم حدائق الحيوان المعروف، والتي تألفت ليس فقط من مجموعة واسعة من الحيوانات، ولكن البشر أيضا ومع تطور تلك التجارة العنصرية انتشرت حدائق الحيوان البشرية في كل من باريس، هامبورج، أنتويرب، برشلونة، لندن، ميلانو ونيويورك، وارسو، وجلبت لهم الملايين من الموارد المالية لكثرة زوراها من مختلف البلدان.