"كل ما أريده فقط العودة إلى وطني، وأن يتعافى من جديد"، كلمات لم يمتلك غيرها الطفل ناصر المقيم في مخيمات اللاجئين بلبنان بعد تدمير بيته في حلب ومدرسته، لم يعد يملك ذو ال13 عامًا شيئًا بين راحتيه من مأكل أو ملبس غير أكوام القمامة، يبحث بين أكياسها عن معادن أو قطع بلاستيكية قد تعود عليه بربح دولار أو اثنين لأسرتهم. بات ذلك الصبي الذي لم يتخط طوله بضعة سنتميترات تتقارب لمتر واحد ربًا لأسرته، بعد تعب أبيه، فبعد أن كان يخرج من الخيام غير الصحية، باحثًا عن طعام وشراب وعمل يساعدهم على الصمود أصبح طريح الفراش من كثرة الأعياء والتعب، لتتحول المسؤولية لناصر ليكون معيل أبيه وأمه وأخوته الأصغر منه. ويشارك اليونسيف وبرنامج الغذاء العالمي قائلًا: أحيانا أعتقد أنني لم أعد قادرًا على الذهاب إلى المدرسة أو القدرة على القراءة، فآخر مرة ذهبت فيها كانت من 4 سنين منذ تركت مدرستي في سوريا، أنا فقط بحاجة لمساعدة عائلتي. والدي كان يعمل، ولكن مريض الآن. قصة ناصر هي واحدة من العديد من القصص التي أطلقها برنامج الغذاء العالمي تحت رعاية اليونيسيف، تحت شعار واحد IAMSYRIAN# #أنا سوري، ليذكروا العالم وكل من غفل بما يحدث في سوريا، بعد مرور خمس سنوات على العنف الحادث بها وانهيار آلاف البيوت وتشريد آلاف الأسر والأطفال، وتهجيرهم. أنا سوري، أنا رجل. أنا امراة. أنا أم، ابن، أب، أو ابنة. أنا لاجئ، خمس سنوات من الحرب تضرر الملايين فقدوا البيوت والأهل، حياة تتبدل لتنتقل من بيتك لتفترش التراب والخيام، مستقبل مجهول وضمانات منعدمة خالية أمام الوجبة التالية والقدرة على البقاء على قيد الحياة بعيدًا عن الحرب والتدمير أقصى ما يكون. يستمر برنامج الأغذية العالمي في توفير طعام لنحو 4 ملايين سوري كل شهر وتقديم المساعدات الغذائية إلى ما يقرب من 1.5 مليون لاجئ سوري في الدول المجاورة كل يوم، كل يوم يصادفون المزيد من القصص يعيشون حالاتهم إلى أن اتخذوا القرار بإطلاق حملة #أنا سوري في هاشتاج بالإنجليزية #IamSyrian ليكشفوا الستار عن قصص فعلية لأولئك الضحايا على مدار ال6 أشهر المقبلة. وطالبت اليونسيف العالم والمشاهير وكل فرد في العالم بالمشاركة وتنشيط الحملة لجذب مصادر غذائية أكبر لكل سوري يحتاج لمأوى وطعام، من خلال قصصهم المصورة التي من المقرر أن تنزل بشكل متتابع خلال الأشهر القادمة لإعطاء الناس فرصة لإظهار التضامن مع معاناة الملايين من النازحين السوريين داخل سوريا واللاجئين خارج البلاد. وتفاعل بالفعل عدد من المشاهير حول العالم مثل المغني سامي يوسف واللاعب ريكاردو كاكا والمغنية والممثلة أمل الدباس، وغيرهم من الداعمين للقضية السورية حول العالم، تزامنًا مع انسحاب القوات الروسية من سوريا وتصريحات الأسد الأخيرة.