على مدى 22 عاما، ظل محمد، يحلم بلقاء أهله، لكنه في أقصى تفائله لم يكن ليصدق ما حدث، هكذا بدأ المهندس أحمد "اسمه الجديد " حديثه ل"التحرير"، واستطرد لم أتقاعس طوال الفترة الماضية، منذ نضجت في البحث عن عائلتي وكنت على ثقة في الله أنني سوف أجدهم يوما ما. نجحت وسائل التواصل الاجتماعي، في إعادة الشاب محمد إلى أحضان أهله في أسيوط بعد غياب 22 عاما، والذي فقد يوم سبوع ابن عمه وبدأت القصة عندما قام "أحمد" بنشر صورًا له وهو طفل على صفحة "أطفال مفقودة - ما عدا العنوان" بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وروي قصته أنه طفل مفقود وقامت إحدى السيدات بتربيته. وشاهد أحد افراد عائلة أحمد، صورته على مواقع التواصل الاجتماعي، التي توافقت مع الصور التي لديهم وتم التواصل مع الصفحة للوصول إلى أحمد وبعد إجراء تحليل ال DNA، التي أثبتت صحة النسب عاد أحمد إلي عائلة "رحومة " بالعقايلة بقرية النواورة التابعة للبداري مرة أخرى ليحمل إسمه الحقيقي وهو "محمد" بعد غياب أكثر من 20 عامًا. كانت عائله رحومة، قد فقدت ابنها محمد عبد الله أحمد علي رحومة، في عام 1994، وكان عمره وقتها 3 سنوات ونصف وهو أخ وحيد لخمس بنات، بعد أن كان يحتفل مع أهله بيوم سبوع ابن عمه، وكان يلهو أمام المنزل حتى اختفى فجأة وظن الجميع أنه قد لقي مصرعه غرقًا نظرا لقرب نهر النيل من المنزل وبعد أسابيع من البحث وإحضار الغواصين لم يستدلوا على أي شيء واستمر البحث من أسيوط حتى الإسماعيلية. وعلى أنغام كلمات أغنية سالمة يا سلامة روحنا وجينا بالسلامة، زف أحمد على خيل عربي أصيل حتى داره بالعقايلة وسط ترحاب شديد من أهالي القرية وعائلة رحومة، التي ينتسب إليها، حيث طافوا به شوارع القرية واستقبله أخوته البنات الخمسة على باب الدار بالزغاريد، بينما توافد المهنئون من كل مكان على بيت رحومة، فيما رتبت عائلته وليمة كبيرة لأهالي القفرية فرحا بعودة ابنهم. يقول محمد عبد الله رحومة، "الحمد لله عدت إلى أهلي أخيرا لأنعم بهم وبتواجدهم جانبي، وأكون عونا لأخوتي البنات بعدما علمت أنني الولد الوحيد للأسرة"، ويشير إلى أنه غاب عن أسرته لمدة 22 عاما، بدأت بلعبه أمام المنزل وركوبه أحد السيارات التي كانت تنقل الحجارة لتدبيش ضفاف نهر النيل بالقرية، وذلك أثناء توقفها بالقرب من منزله، وبعدها وجد نفسه في مدينة أسيوط ليأخذه رجل وجده يبكي أمام أحد المساجد وذهب بعدها إلى محطة القطار وركب أول قطار متجه إلى القاهرة، ليجد نفسه في محطة رمسيس ومنها إلى المطرية، حيث وجدته سيده في محطة المطرية يبكي فحاولت أن تبحث عن أسرته ولم يكن يدري شيئا وبعد عام فقدت الأمل في العثور على عائلة محمد، فقدمته إلى إحدى دور الرعاية بالقاهرة. يضيف أحمد، بان أحدى سيدات الأعمال الخيرات تكفلت برعايته حتى اتم تعليمه العالي، وتخرج من كلية الحاسبات ونظم المعلومات، مشيرا إلى أنه قام بنشر حكايته على موقع التواصل الاجتماعي، ونشر عدة صور له وهو صغير ومن خلال أحد أقاربه علم والده الذي يتواجد بالمملكة العربية السعودية بوجوده في القاهرة لكنه لم يكن متاكدا. وبقول أحمد بان والده جاء من السعودية إلى القاهرة، ليتعرف عليه وقررا بعدها إجراء تحليل DNA، للتاكد رسميا من ثبوت نسبه إليه ويشير أحمد إلى أن الفترة التي قضاها بدار الرعاية كان يشعر فيها بأنه قريب من كل أطفال الدار، وأنهم أهله. لا يرغب أحمد في ترك أسرته، ولكنه يريد أن يكتمل حلمه بالعمل في القاهرة بمجال تخصصه والعمل بالقطاع الخاص. ويشير والده عبد الله رحومة، والذي يعمل بالسعودية لمدة 25 عاما، إلى أنه أخيرا وجد ابنه بعد طول عناء، مؤكدًا أنه سيسافر الآن وقلبه وعقلة مستريحين إلى أنه ترك رجلا في البيت يحل محله دون قلق أو خوف على بناته الخمسة.