صرح الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، بأن 28 وزير دفاع من الدول الأعضاء في الحلف، وافقوا على توسيع التواجد العسكري في شمال البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. وقال ستولتنبرج، في نهاية اليوم الأول من الاجتماع الوزاري في بروكسل: "اتفقنا على توسيع التواجد البحري لحلف شمال الأطلسي في شمال البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود". ما وصفه المراقبون بأن الحلف اتفق على التوسع شرقا نحو الحدود الروسية، وقد يبدأ الحلف بتضمين تلك المهمة رسميا في وثائقه. أما النقلة النوعية الأخرى، فتكمن في تصريح ستولتنبرج، أن الحلف ليس لديه بعد خطة لتعزيز مراقبة الحدود التركية من أجل مكافحة الهجرة غير الشرعية، موضحا أنه "من السابق لأوانه الإجابة عن هذا السؤال". ولكن المراقبين رأوا أن الناتو يضع تركيا ضمن سيناريو متحرك يمكن استخدامه لأسباب مختلفة ومتعددة في حال قرر الحلف أن يقوم بمواجهات جزئية مع روسيا في الشرق الأوسط أو في البحر الأسود. من جهة أخرى، يمكن للحلف أن يتذرع بموضوع الهجرة غير الشرعية للتدخل في نزاعات الشرق ال,سط، وعلى رأسها الأزمة السورية، والليبية أيضا. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد استبق تصريحات ستولتنبرج، وقال إن تعزيز مواقف روسيا في العالم لا يروق للقيادة الأمريكية على الإطلاق، ولذلك يحاول البعض في واشنطن إجبار موسكو على الخوض الحرب على جبهتين. وعلى الرغم من أن لافروف أكد أنه ليس من أنصار نظرية المؤامرة، إلا أنه رأى وجود دلائل على رغبة البعض في واشنطن في إجبار روسيا على خوض الحرب على جبهتين، كما يقولون هم بأنفسهم في دوائر ضيقة. واعتبر أن هؤلاء "الصقور" الأمريكيين لا يريدون تخفيف التوتر في أوكرانيا، بل يعملون على إثارة "مراحل ساخنة" جديدة في سياق الأزمة بمنطقة دونباس في جنوب شرق أوكرانيا، لكي لا يشعر الروس بحياتهم في سوريا كأنها "الفردوس الموعود"، على حد تعبيره. وأكد لافروف أن إصرار واشنطن على الحفاظ على عقوباتها ضد روسيا، يثبت أن الأمر يتعلق في حقيقة الأمر، ليس بالوضع في أوكرانياوسوريا، بل بتعزيز مواقف روسيا كدولة لها توجهات خاصة بها في الشؤون العالمية، وهو وضع لا يروق للكثيرين في واشنطن على الإطلاق. كما اعتبر أن الجهود الرامية لترويج "خرافة الخطر الروسي" في العالم تأتي من أجل تبرير وجود حلف الناتو، الذي فقد هدفه كحلف عسكري منذ تفكك حلف وارسو. وشدد لافروف على أن مواصلة توسع الناتو شرقا، يعتبر تجاهلا تاما للالتزامات التي أخذها الغرب على عاتقه بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، عندما تعهد بعدم نشر بنية تحتية عسكرية في أراضي الأعضاء الجدد في الحلف. كما أوضح بأن أعضاء الناتو رفضوا قطعيا اقتراحا روسيا جعل مبدأ "الأمن غير القابل للتجزئة"، ملزما قانونيا، وأصروا على أنه لا توجد أي ضمانات مطلقة على الأمن خارج الحلف. واعتبر الوزير الروسي أن هذا الوضع المصطنع يجعل الدول الأوروبية الصغيرة ضحية للتلاعب بها، إذ يتم جرها إلى الناتو بذريعة تقديم ضمانات الأمن هذه المزعومة لها.