قدِمت من بلاد بعيدة، وتحديداً من أرض النوبة بأسوان، واستقرت هي وأسرتها في زحام العاصمة، وكانت حياتها مثالية في منزلهما الجديد بحي شبرا، وبمرور الأيام تزوجت زواجا تقليدي عقب تخرجها من الجامعة، من شاب يكبرها بعشر سنوات، وارتأت فيه الزوج المناسب لها، إذ مركزه الاجتماعي المرموق، ومنصبه الوظيفي الرفيع مديرا لفرع بأحد البنوك الخاصة، وظنًت أن الدنيا ابتسمت لها، لكنها لم تعلم أن زوجها مريض بداء «الجنس» ولا يرى في الزواج إلا الحصول على لذته فقط، ونسى أن الحياة الزوجية مبنية على المودة والرحمة بينهما. بكلمات ممزوجة بالحسرة والقهر وعيون تمتلىء بالدموع، قالت «سماح. ع»26 سنة، أمام محكمة الأسرة بزنانيري، في الدعوى رقم 631 لسنة 2015، إنها متزوجة من سنتين، ومنذ أن تزوجت لاحظت حب زوجها المفرط للجنس، وأضافت « كان يعاشرني ليل ونهار، واشتكيت لأهلي منه، فبرروا لي بأن المتزوجين حديثاً يكون لديهم نهم تجاه الجنس، ولكنني اكتشفت بأن شغفه يزيد، ويطلب مني أشياء غريبة، وعاشرنى بوحشية، أهان جسدى وكرامتى، جعلنى أكره نفسى، لكنى صمت وآثرتها فى نفسى وصبرت على وحشيته، على أمل أن ينصلح حاله». وتابعت الزوجة الشابة، بأنها اكتشفت سبب الأوضاع الغريبة، التي يطلبها منها زوجها خلال العلاقة الحميمة بينهما، وهو أنه يشاهد أفلام إباحية، ويريد أن يفعل جميع ما يراه، إلى أن طلب منها الحرام، وأصر عليه، وعندما رفضت قام بضربها. واستكملت الزوجة في حياء أمام قاضي محكمة الأسرة :« وصل الأمر بزوجي إلى تقييدي، ومحاولته معاشرتي بالقوة، وكأنني إمرآة خطفها ليغتصبها، وينفث فيها رغباته الجامحة المحرمة، فلجأت للقضاء لأخلعه، وأحمد الله أنني لم أرزق منه بأطفال». واختتمت سماح دوافعها لطلب الخلع من زوجها الشره جنسيا:« حياتي معه أصبحت مستحيلة خاصة وأنني لا استطيع مجاراته فيما يطلب، وحاولت الإستمرار معه لكنني فشلت لانه يريد جسد فقط وليس زوجه وأطفال وأسرة مثل باقي البشر».