استمعت محكمة جنايات بورسعيد، برئاسة المستشار محمد الشربينى، اليوم الأربعاء، إلى مرافعات الدفاع، بمحاكمة 51 متهمًا بمحاولة اقتحام سجن بورسعيد، والتسبب فى مقتل ضابط وأمين شرطة وأكثر من 40 مواطن من الأهالى. وطالب نيازى يوسف المحامى، ببراءة المتهمين، ودفع بعدم جدية التحريات لتناقضها مع أولياء الدم -قاصدًا أهالى القتلى- الذين نفوا عن المتهمين الإتهامات المٌسندة إليهم، ودفع ببطلان التحقيقات وما ترتب عليها من أمر إحالة المتهمين للمحاكمة، وقصور عمل النيابة العامة في معاينة جثة الضابط المٌتوفى وأمين الشرطة. واستند الدفاع فى طلب براءة المتهمين، إلى شهادة اللواء سامي سيدهم، مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن أثناء الأحداث، مؤكدًا أنها برأت المتهمين، حينما أسند ارتكاب جرائم القتل خلال الأحداث لمجموعة مسلحة جاءوا من قرية «الشبول» القريبة من المحافظة، بهدف تهريب 500 سجين من أهل البلدة مودعين بالسجن لتنفيذ أحكام صادرة بحقهم في أحداث بحيرة المنزلة.
وشكك المحامى فى أى رواية أخرى للأحداث، متسائلًا عن مدى منطقية أي أقوال تصدر من شاهد آخر تٌخالف ما قاله مساعد وزير الداخلية. كما استند الدفاع إلى شهادة الطبيب الشرعي عماد الشحات، حينما أكد أنهم شرّح ثمانية جثامين في الأحداث، واقتصرت إصاباتهم على منطقتين بالجسد هما الرأس والصدر، ولم يجزم الطبيب الشرعى إن كانت تلك الإصابات تؤكد أن القاتل محترف من عدمه، وهو ما عقب عليه الدفاع مستنكرًا "الطب الشرعي لا يعلم ، أسأل مين ؟. كما استشهد «نيازي» بأقوال الشهود من الضباط، الذين أكدوا أن إطلاق النيران على السجن كان «عشوائياً»، ليتسائل عن منطقية أن يكون الإطلاق العشوائي سبباً في إصابة المجني عليهم بإصابات محددة في الصدر و الرأس . واشتكى الدفاع لهيئة المحكمة من طريقة معاملة المتهمين، قائلًا: «أسرى اسرائيل عوملوا بكرامة أكثر منهم» ، مؤكدًا أنه طلب من قاضى المعارضات إثبات ما يتعرض له المتهمون من تعذيب، واستشهد بواقعة بكاء أحد المحاميين المدعين بالحق المدني، عن المجني عليهم، خلال أحدى جلسات المحاكمة، وذلك لحزنه على حال مدينة بورسعيد وأهلها ومنهم المتهمين بسبب الأحداث التى لحقت بها. وقال المحامى: إن أهم أسباب الدفع بالمتهمين في القضية، هو رغبة نظام الرئيس المعزول في الانتقام من أهل و شعب بورسعيد لأنهم تجرأو على الإعتداء على أنصاره و حلفاؤه من «ألتراس أهلاوي»، علاوة على مبادرة أهالي المدينن بتحرير توكيلات للرئيس عبد الفتاح السيسي، ليس لانقاذ بورسعيد فقط ولكن لإنقاذ مصر كلها. وتابع المحامى قائًلا إن أهالى مدينة بورسعيد، قدموا للعالم مظهراً لتحدي الرئيس المعزول، حينما كسروا حظر التجوال الذي فرضه بلعب الكرة في أهم شوارع المحافظة، ليشير بأن ما زاد من إمتعاض المعزول من المحافظة وأهلها، زاد عندما ابتكر المواطنين شعارات إستغاثة وُضعت على «ممشى ديلسبس»، ووصل صداها لأنحاء العالم ، ليسأل عنها مسئولي إحدى الدول الأجنبية الرئيس المعزول في إحدى زياراته الخارجية ليجيبهم بأن أهالي المدينة هم «بلطجية بيضربوا الطيارات». واستنكر المحامى تصريحات للرئيس المعزول محمد مرسي، قائلًا إنه أجاب على سؤال فى حوار صحفي أُجرته معه صحفية أجنبية بالقول فيها «أنا رئيس جمهورية جاي بعد ثورة ، فيها إيه لما شوية ناس تموت». وكانت النيابة قد وجهت للمتهمين أنهم بتاريخ 26 و27 و28 يناير 2013 قتلوا وآخرون مجهولون الضابط أحمد أشرف إبراهيم البلكى وأمين الشرطة أيمن عبد العظيم أحمد العفيفى، و40 آخرين عمداً مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل رجال الشرطة والمتظاهرين المدنيين، وذلك عقب صدور الحكم فى قضية مذبحة استاد بورسعيد، ونفاذًا لذلك الغرض أعدوا أسلحة نارية واندسوا وسط المتظاهرين السلميين المعترضين على نقل المتهمين فى القضية أنفة البيان إلى المحكمة.