بقوة صبر تخلت عن كل ما يمت بصلة ل"الأنثى"، وقررت أن تنفق على أسرتها بالعمل، أول بائعة فول وطعمية فى محافظة قنا.. تنهمك يوميًا فى العمل من أجل الإنفاق على أسرتها، تستقيظ فجر كل يوم، وتذهب إلى عملها الكائن فى مركز نجع حمادى شمال المحافظة، تسمع أذان الفجر وهى تمسك بيديها السكين وأدوات تجهيز الفول والفلافل. عرفها أهالى مركز نجع حمادى، بأنها السيدة الطموحة التى لا تترك دقيقة إلا وتفكر فى ماذا سوف تفعل اليوم فى عملها ب"مطعم زوجها المريض"، وعلى الرغم من كونها تتحمل أعباء ومشاق العمل، لكنها لا تمل ولا تكل من عملها، الذى ظلت فيه ما يقرب من 18 عامًا. 18 عامًا عاملة فى مطعم "فول وطعمية" من أجل الإنفاق على أسرتها، وذلك عقب تعرض زوجها لوعكة مرضية شديدة على أثرها قامت بدوره فى مطعم، وأصبحت المعلمة آمال. تقول السيدة آمال محمد البالغة من العمر 48 عامًا، إنها لم تتذوق النوم يومًا واحدًا منذ ما يقرب من 18 عامًا بسبب قيامها بالخروج فجر كل يوم إلى مطعمها، الذى يبعد عن بيتها ما يقرب من 10 دقائق، وتبدأ فى عملها. تضيف آمال أن الأهالى لقبوها ب"المعلمة" نظرًا لكونها تتعامل مع المواطنين مثلما يتعامل الرجال، ونسيت أنها أنثى بالأساس، وأصبحت رجلا، تضحك وتمزح مع الرجال وتتعامل معهم بقوة فى كل شىء، فأصبحت رجلًا فى كل المعاملات بين الرجال والنساء. أشارت السيدة إلى أن زوجها مر بوعكة صحية منذ فترة كبيرة، وكان يملك مطعمًا ل"الفول والطعمية" فققرت أن تعمل بمكان زوجها بالمطعم، واضطرت إلى أن تتخلى عن أنوثتها وتصبح "المعلمة" حتى تسيطر على المطعم وعلى العاملين فى المطعم، وتسيطر على أنظار الرجال الذين ينظرون لها نظرات جارحة لها ولأنوثتها. أكدت السيدة أنها تعيش رجلًا أمام المواطنين حتى تنفق على أسرتها، وتقف إلى جوار زوجها يعتبر أهم من أن تكون أنثى، ولا تقف بجانب زوجها، ولا تقف بجانب أسرتها فكان لا بد فى أن تخرج وتعمل فى مطعم زوجها.