في مواجهة وجها لوجه، بين الإعلامي، مجدي الجلاد، وكل من أنيسة حسونة، وسوزان حرفي، ومي الشربيني، في برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا"، الذي تقدمه الإعلامية مفيدة شيحة، ومنى عبد الغني، على شاشة "سي بي سي"، قال الجلاد إن لديه ميول للمعارضة طول الوقت، وإنه يرى الكثير الجيد، ولكن الأكثر ليس جيدا، موضحا أن لديه أمل في أن يرى مصر جيدة وهو "عايش". وأضاف الجلاد أن مصر لن تكون دولة متقدمة، إلا بالاستثمار في البشر، وأن هذا سبب خلافه مع حكومات متعاقبة، لأن كل الدول التي تقدمت بالعالم كنت ببداية صحيحة خاصة ببناء إنسان يبني الوطن، مشيرا إلى أنه ليس يائس، ولكنه مؤمن أن الإنسان المصري بحاجة إلى بناء شخصيته من جديد، وبالتالي يجب البدء من الطفل، حتى تظهر النتيجة بعد ذلك. وتابع أن الشعب يحب السرعة في الإنجاز، وأن الدول تسير على مسارين، الأول توفير بيئة صحية للإنسان، والمسار الأخر وهو البدء من التعليم، وأنه يبدو كمعارض، ولكنه في حقيقة الأمر يحلم، قائلا إن مصر لم تبدأ بعد في بناء الإنسان الجديد، وسيقول إنها بدأت عندما يجد إعلام وتعليم مختلف، وأسرة وكنيسة ومسجد جيد. ولفت الإعلامي إلى أن :"كنت متفائل بعد ثورة 25 يناير، ولكني وجدت الطريق ينحرف، والمجتمع لم يكن مستعدا لهذه اللحظة، وأنا اعترف بأني اخطأت، لأني لا يمكن أن أنقد الغير بدلا من أن أنقد نفسي، وأرى أن الصحافة والإعلام شاركت في انحراف يناير، وبعد يناير الإعلام كان في معظمه مناصر ومؤيد بشكل زائد عن اللزوم، وبالتالي عندما انتهت الثورة أو عتقدنا انها انتهت بتنحي مبارك، اخطأت الصحافة في أمرين، الأول أنه كان ينبغي علينا أن تكون وعاء للنظام الجديد، وكنا بحاجة إلى جولة جديدة". واستكمل أن :"صناعة الإعلام اخطأت في هذا، حتى القنوات والصحف خرجت بالشكل القديم، وبالتالي المواطن كان مغترب عن الإعلام، والمشهد مرتبك الآن، وهناك خلل في المنظومة، سواء الرسمي أو غير الرسمي، وهذا ناتج عن أن أي إعلام لا ينصلح بذاته دون نظام يحكمه، والدولة ينبغي أن تضع نظاما منضبطا للإعلام المصري، والقوانين التي تدير الإعلام في أي دولة تقوم على مجالس وهيئات مستقلة تحاسب الإعلام وتصحح مساره". وتعجب الجلاد من أن :"ما الجهة التي تحسابنا الآن ؟!، ولو أني اخطأت أو قلت لفظ خارج، أو قلت شائعة، لن أجد من يحاسبني، ولكني أريد سلطة القانون مثل باقي الدول، وهناك صناع إعلام ورؤوس إعلام قامت بعمل منصات إعلامية هي لا تعرف في الأساس وظيفة الإعلام، وعندما يخرج مذيع يسب المشاهدين على الهواء، ويقول ألفاظ خارجة، ولكن لا أحد يحاسبه". وأستطرد أن :"نحن في المنطقة الأصعب في مصر، والتليفزيونات العربي أمرين، أما محطات لخدمة الحكومات ومنها الجزيرة والعربية، أو قنوات خاصة، تقع في مشكلة أيضا لأنها تخضع لوجهة نظر صاحبها، أو الإعلانات، وبالتالي لا نعطي المشاهد ما يحتاجه بل ما يريده، وهذه المشكلة، وهذه نفس مشكلة السينما أيضا، والأكثر اسفافا والأكثر إثارة هو الأكثر مشاهدة، إذن نحن امام مشكلة، وهي أن من يجلس امام الشاشة بدلا من أن يرتقي بمستواه، يهبط به، وهذا ناتج عن أن أصحاب رأس المال لا يفهمون إعلاما". واكد الإعلامي أن :"التوجه لا علاقة له بالمهنية، فالسي إن إن لها توجه، ولكنها مهنية، وهذه المهنية تفرض ضوابط ومعايير، وفي الخارج من يعمل في الإعلام يستمر به فقط، ولكن في مصر الإعلام بيزنس تكميلي لحماية مصالح آخرى اسثمارية او سياسية، ومن يدفع مالا في الإعلام يكون بهدف تحقيق مصالح آخرى". وصرح الجلاد بأن :"أنا لست صاحب رأس مال، بل أقدم إعلام وصحافة فقط، وتجربتي كانت في المصري اليوم، والوطن، وحاولت فيهم الالتزام بالمعايير المهنية، ولم أخض في الأعراض، أو اتحدث عن القضايا الأكثر إثارة في المجتمع، وعندما عملت في الإعلام كنت مع رؤوس أموال محترمة، وأتحدى أن يأتي أحد بأي خطأ قمت به ومخالف للذوق العام". وألمح إلى أن :"الجامعات الأعلى ترتيبا في العالم كله تهتم ببناء الشخصية وليس بالحشو، حتى يصبح الطالب متحملا للمسؤولية، وقادر على التحليل العلمي، ونحن جيل كان يخرج ناظرا للأرض، ولكن الجيل الحالي ينظر للطائرة، ويجب أن يكون الأمر ببدايته من التعليم، ونحن لدينا مصيبة وهي ان هناك إعلاميين غير مؤهلين يظهرون على الفضائيات، والسبب هو رأس المال". وكشف عن ان :"تركت جريدة الوطن بسبب رغبتي المهنية في عمل تجربة جديدة، وخرجت منها بشكل محترم جدا، وعلاقة ودودة مع الإدارة ومجلس الإدارة، وأجهز لتجربة جديدة، مع رجل الأعمال نجيب ساويرس، وتجربة المصري اليوم فتحت المجال للصحف في مصر، وأخذت قرار مع فريقي على أننا لو لم نقم بخطوة جديدة مهنية لن نخرج للنور". واستكمل أن :"سنبدأ كما قال الكتاب، أي بمعايير حقيقية، ومادة صحفية حقيقية، ولن يكتب فيها أي شخص، ولن يكتب نجيب ساويرس فيها، وهو لا يتدخل في هذه الأمور، وسيكتب بها المتخصصين فقط، وساويرس لن ينسحب من المصري اليوم، ولن يتركها، ونحن أصدقاء منذ فترة، وأعتقد ان هذه التجربة ستصدر عن أي تجربة في مصر، وسيكون لنا مراسلين في العالم كله، وسيكون بالجريدة مساعدة للرأي العالم، وأنا أثق في الرئيس عبد الفتاح السيسي لأنه حريص على مصر جدا، وأعلم أنه يقرأ الصحف بنفسه، والقاريء يحتاج إلى صحافة جديدة". ولفت إلى أن :"المصريين الأحرار حصل على مقاعد بالبرلمان، وهناك كوادر في الحزب يقودونه، وليس نجيب ساويرس، والصحيفة لا علاقة لها بالحزب، ولو قلنا أن الحزب حصل على مقاعد كثيرة، فحزب مستقبل وطن حصل على مقاعد كثيرة أيضا، فمن حزب مستقبل وطن هذا". وأكد الجلاد أن :"اسمي لم يرد في أي قضية فساد بمصر، وقلت سابقا إن أي شخص لديه أي شيء علي، أو علامات استفهام يتقدم للنائب العام، لأني واثق في نفسي، وأنا لم أرى وزير الزراعة الذي في السجن الآن في حياتي، ولم أدخل الوزارة، ومسألة دفاعي عن مبارك حديث مغيبين، لأن المصري اليوم كانت أكبر جريدة معارضة في مصر إبان حكمه، وأنا كنت مرتبط بأمي الراحلة، وكانت مدلعاني، وكنت أنام في حضنها وأنا كبير، وكانت شخصية قوية، وتزوجت بعد قصة حب خرافية، وكتبت مقالا عن هذا الحب في جريدة الوطن، وكانت كتابة ساخرة، وزوجتي عصمت تقوم بدورها كزوجة مصرية قديمة".