صدمت حادثة إطلاق نار بمنشأة خدمات اجتماعية في منطقة سان برياردينيو في ولاية كاليفورنيا أمس الأربعاء الأمريكيين لتجدد مطالب تغليظ قوانين حمل السلاح في الولاياتالمتحدة. وأسفر الحادث عن مقتل 14 شخصا وإصابة 20 آخرين ولم يتم التعرف على دوافع المهاجمين بعد - حتى كتابة السطور - فيما أفاد شهود لوسائل إعلام أمريكية بأن أحد حضور احتفال بمركز لخدمات ذوي الإعاقة دخل في جدال ثم ترك المكان وعاد فيما بعد ومعه شخصان مسلحان.
قوات الأمن تساعد المصابين وأفادت شرطة ولاية كاليفورنيا بأن اثنين من المشتبه بهم مدججين بالسلاح - أوضحت أنهما " رجل وامرأة" - لقيا مصرعهما على في تبادل لإطلاق النار، مضيفة أنها اعتقلت آخر مشتبه بضلوعه في الحادث يدعى سيد فاروق أمريكي المولد، ولم تنف فرضية أن يكون الهجوم إرهابيا. الشرطة الأمريكية تطارد سيارة مشتبه بهم نيران صديقة وجاءت حادثة سان برناردينو لتفتح ذاكرة الأعمال الإجرامية التي هزت قلوب الأمريكيين بعدما ثبت أن المهاجمين من خارج دائرة التطرف والإرهاب. وزادت حدة العنف بين الأمريكيين في الفترة الأخيرة إذ أعلنت الشرطة الأمريكية عن مقتل شخص وإصابة آخر جراء إطلاق نار بالقرب من جامعة جنوب تكساس في 9 أكتوبر 2015 وتم إلقاء القبض على أحد المشتبه بتنفيذهم الهجوم، وسبق ذلك بأيام هجوم مسلح أسفر عن إصابة شاب 25 عاما بطلق نارى فى بطنه، وتعرفت الشرطة على مطلق النار ويدعى داريوس تريمان. وفي 8 أغسطس 2015 أطلق رجل النار في منزل بمدينة هيوستن في ولاية تكساس الأمريكية، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص منهم 5 أطفال واستسلم بعدها المهاجم لرجال الشرطة دون أي مقاومة. لكن تسلسل أعمال العنف الدموية في السنوات الأخيرة لدى الأمريكيين يبرز بلونه الأحمر في مذبحة فيرجينيا إذ قتل 33 شخصا وجرح 28 آخرين في حادث إطلاق النار وقع يوم 16 أبريل 2007 داخل جامعة فرجينيا، وعرف إعلاميا ب"مذبحة جامعة فرجينيا"وانتحر مرتكب الجريمة شو سينغ هو ولم تعرف دوافعه. وتزيد القصة الدموية للأمريكيين بؤسا في واقعة الضابط الأمريكي نضال حسن الذي فتح نيرانه عشوائيا فقتل 13 شخصا وأصاب 38 آخرين يوم 5 نوفمبر 2009 بقاعدة "فورت هود" العسكرية بولاية تكساس، عقب صدور أوامر بانتقاله إلى مراكز الحرب في أفغانستان، وصدر حكم بالإعدام ضده بعد إدانته فى أغسطس 2013. ولقيت عضوة الكونجرس عن ولاية أريزونا جابريل جيفوردز وستة أشخاص آخرين مصرعهم في حادث إطلاق نار يوم 8 يناير 2011 بأحد محال البقالة في مدينة توسان وتم القبض على الجاني. كما فتح جندى مشاة بالبحرية الأمريكية ويدعى أوزيبيو لوبيز النار على اثنين من زملائه، ثم قتل نفسه فى قاعدة "كوانتيكو البحرية"، بولاية فيرجينيا في 21 مارس 2013. وتأتي واقعة معبد السيخ في "أوك كريك" مثيرة علامات الاستفهام حولها بعد غموض دوافعها، ففي 5 أغسطس 2012 قتل 6 أشخاص وأصيب 4 آخرين في إطلاق نار داخل المعبد، ولقي المهاجم مصرعه خلال الحادث، وتبين أنه يدعى وايد مايكل بيدج وهو جندي سابق سُرح من الجيش الأمريكي في 1998 وموسيقي في صنف القوة البيضاء. وترتفع وتيرة غموض حوادث إطلاق النيران الأمريكية مع فاجعة إطلاق نار بمدرسة ساندي هوك الابتدائية، التابعة لمدينة نيوتاون بولاية كونيتيكت الأمريكية في يوم 14 ديسمبر 2012، وتسببت في مقتل 27 ضحية، منهم 20 طفلا وأطلق الجاني ويدعى أدم بيتر لانزا النار على نفسه، وكان بين الضحايا والدته. فيما تتواصل أبرز حوادث القتل الجماعي بمجمع "نيفي يارد" العسكري التابع للقوات البحرية فى العاصمة واشنطن، بعدما أطلق جندى سابق فى البحرية الأمريكية يدعى آرون ألكسيس 34 عاما نيرانه وسط زملائه في 16 سبتمبر 2013، وأسفر الحادث عن مقتل 13 شخصا بمن فيهم المسلح، وأفادت التحقيقات أن الجندي مضطرب سلوكيا ومتورط فى أحداث إطلاق نار سابقة، رغم أنه لم يسبق اتهامه رسميا. مطالب قديمة وطوال فترة رئاسته طالب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بمعالجة حوادث إطلاق النار والقتل الجماعي أو العشوائي من خلال تشديد قوانين حمل السلاح. وتمر السنوات ليعود اليوم الخميس ويجدد مطالبه ودعوته لمراقبة الأسلحة النارية، وذلك خلال مقابلة له مع قناة سي بي إس" الأمريكية، للتعليق على الحادث.