مفارقة صعبة شهدها أهالي الإسكندرية المتضررين من مياه الأمطار، بعد أن قررت محافظة الإسكندرية نقل 32 أسرة متضررة من مساكنهم بمنطقة شدس التي غرقت في مياه الأمطار، إلى مساكن بديلة بمنطقة زاوية عبد القادر بغرب الإسكندرية، والتي تعاني أيضًا من نفس الأزمة بعد أن حاصرتها مياه الأمطار والصرف الصحي. «التحرير» قامت بجولة في منطقة زاوية عبد القادر غربي المحافظة والتي من المنتظر أن تستقبل 32 أسرة تم إعلان أسمائهم، أمس الاثنين، بالقرعة العلنية لتسكينهم بمساكن محدودي الدخل التابعة للمحافظة، ولا يختلف المشهد كثيرًا عن المنطقة المنكوبة التي أتى منها الأهالي. مشاهد مأساوية «زاوية عبد القادر» جسدت مشهدًا مأساويًا اختلطت فيه مياه الصرف الصحي بالقمامة، وغرقت الشوارع نتيجة ارتفاع منسوب المياه إلى أكثر من نصف المتر، مما أدى إلى حدوث تصدعات ببعض منازل المواطنين، وحوّل المنطقة لبيئة ملوثة تسمح بانتشار الأمراض وسط الأهالي الذين رووا جزءً من معاناتهم اليومية. وأكد عبد المجيد إبراهيم، أحد أهالي المنطقة، أن زاوية عبد القادر من أكثر المناطق تضررًا في محافظة الإسكندرية، خاصة وأنها تفتقر لمظاهر الحياة الآدمية، فالمنطقة بلا شبكة صرف وكانت تعتمد على نظام أبيار الصرف الصحي البدائية. وقالت فايزة علي، من أهالي المنطقة: "بيوتنا اتخربت ومش لاقيين مكان نعيش فيه، مش لاقيين طريق نمشي عليه، ولا حتى ميه كويسة نشربها، ومفيش مسؤول اهتم بينا، والعربيات اللي الحكومة بعتتها تسحب المية مش كفاية للمنطقة". تبرير الحكومة من جانبه أفاد مصدر مسؤول بديوان عام محافظة الإسكندرية بأن الأزمة التي تتعرض لها زاوية عبد القادر، أزمة وقتية شأنها شأن المناطق التي تماثلت بها الأزمة وجار العمل على حلها، من خلال إدارة الأزمة بحلول سريعة لنزح المياه، لحين العمل على تجديد شبكة الصرف بالمنطقة. وردًا على سؤال حول سبب نقل الأسر المتضررة من منازلهم إلى مساكن أخرى تواجه نفس أزمة الصرف، أوضح المصدر أن الأسر ال 32 الذين تقرر نقلهم وفق القرعة العلنية، كانوا من سكان "منطقة شدس" وهي أحد المناطق التي تعد مساكنها ذات خطورة داهمة على حياة المواطنين. وأشار إلى أن أزمة الصرف في منطقة شدس ليست بجديدة ولكنها تفاقمت مع موجة الطقس السيئ، فالمنطقة تعاني من تهالك في شبكات الصرف، والمياه الناتجة عن ذلك أضرت بأساسات العقارات لدرجة وصلت لنمو بعض الطحالب على جدران المنازل من الأسفل نتيجة الفترة الطويلة لغرقها في المياه، وهذا على عكس ما تشهده زاوية عبد القادر المقرر نقل الأهالي إليها والتي يتم معالجة أزمة الصرف بها. كانت أسفرت القرعة العلنية التي أجرتها محافظة الإسكندرية، أمس الإثنين، عن تسليم 32 أسرة من سكان مأوي شدس، بوسط الإسكندرية، وحدات سكنية جديدة، بعد تضررهم من كارثة الأمطار والصرف الصحي التي تعرضت لها المحافظة. وقال مدحت عزت، مدير إدارة بحوث الإسكان بحي العامرية، إنه تقرر نقل 32 أسرة بمأوى شدس رقم "2، و3" للوحدات الجديدة بالعقار رقم 62 "أ ، ب" بمساكن زاوية عبد القادر غرب الإسكندرية. وأوضح عزت أن ما يتردد عن إقصاء القرعة العلنية لبعض الأسر المتضررة، غير صحيح، مبينا أن القرعة تتم فقط لتحديد رقم الشقة والطابق لكل أسرة، والوحدات السكنية تبلغ مساحتها 68 مترًا وتتكون من غرفتين وصالة وحمام ومطبخ، مقابل إيجار يقدر ب 150 جنيهًا شهريًا. * * * * * * * * * *