عقب زيارته الأخيرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واجه الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، انتقادات لاذعة، لقيامه بزيارة تعتبر غير رسمية إلى بوتين في مقر إقامته بالقرب من موسكو، حيث عبَّر الرجلان عن الأسف إزاء الخلافات بين بلديهما. وتعرض ساركوزي، الذي يرأس الحزب الجمهوري المحافظ ومن المتوقع أن يخوض سباق الرئاسة مرة أخرى في 2017، لانتقادات من الحكومة الاشتراكية بسبب الزيارة، معلقة : “إن ساركوزي ليس من حقه التدخل لعرقلة السياسة الخارجية لفرنسا"، وفقا لما ذكرته صحيفة لوفيجارو الفرنسية.
فمن جهة، تنتقد باريس بشدة التدخل العسكري الروسي في سوريا، وقال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند: إنه "لا يرى دور للأسد في أي انتقال سياسي مستقبلي"، ومن جهة أخرى، أكد ساركوزي، أن الحكومة السورية يجب أن تشارك فى العملية السياسية فى البلاد، حيث لا يمكن التوصل إلى أي اتفاق دون حوار مع النظام الحالي، ويجب أن تشارك السلطات السورية الحالية فى عملية المصالحة السياسية. وأثارت تصريحات "ساركوزي" هياج الفرنسيين أكثر على ساركوزي، الذي أكد للعالم أيضًا أن "العالم بحاجة إلى روسيا"، معتبرًا أنه "لا مفر من التعاون بين روسيا وأوروبا"، على حد قوله. يأتي ذلك في الوقت التي توجه فيه باريس انتقادات للضربات العسكرية الروسية في سوريا، ما يمثل تجاهلًا لكل هذه الانتقادات. واعتبر نائب رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية الروسية بالبرلمان الفرنسي عضو حزب الخضر، فرانسوا ميشل لامبير، أن "الدبلوماسية الموازية لساركوزي تلحق ضررًا بالبلاد"، مشيرًا إلى "أنه لشيء مثير للدهشة أن رئيس الدولة السابق له لمسة من الحنكة السياسية"، حسبما نقلت صحيفة "سيدني مورنينج هيرلد" الأسترالية. في المقابل، دافع الوزير المحافظ السابق، كسافييه برتران، الذي أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة لعام 2017، عن زيارة ساركوزي قائلًا: إنه "حر في أن يلتقي مع من يريد"، مضيفًا "حان الوقت لوقف هذه الحرب الباردة مع روسيا المستمرة منذ شهور".