أصولها فلسطينية.. وأول بطولة كانت «صدفة» عرفها عمر الشريف: "صاحبة أجمل عينان رأيتهما في حياتي"، وقال عنها أحد الأساقفة: "لى الرغم من أن الفاتيكان يعارض الاستنساخ فإنه قد يستثني صوفيا لورين". إذا هي الممثلة الإيطالية التي ضرب بها الجمال مثلا، وتعرف عليها المصريون من خلال الشائعات حول علاقتها بنجمهم الفنان عمر الشريف، لكن أعمالها البارزة تعدت كل ذلك فدوت شهرتها العالمية بعدما حازت الأوسكار في بداياتها. وفي ذكرى ميلادها ال81، ترصد «التحرير» أبرز مواقف المشاكة بين الفنانة الإيطالية صوفيا لورين والفنانين المصريين. هجرة الفقر عرفت صوفيا طعم الحياة القاسية منذ مولدها في 20 سبتمبر عام 1934، حين تنكر لها والدها ورفض اقتران اسمه بمولودته أو الزواج الرسمي من أمها ذات الأصول الفلسطينية، فتبناها رجل يدعى فيلاني سكيتشلوني وتزوج من والدتها وأطلق اسمه على الصغيرة. وعلى الرغم من الفقر الذي كانت تعانيه فأطلق قرنائها عليها لقب "البوصة" نظرا لنحافتها، لم تترك الحرب العالمية الثانية لهم مكانا في قريتها فهربت مع والدتها وعندما عادوا مرة أخرى كانت بيوتهم قد دكت، لكن الغارات لم تُسْلِمها فأصيبت في أحداها بشظايا في الذقن، حتى انتقلت أسرتها إلى أقرباء لها في بلدة أخرى "نابولي". ودفعتها والدتها وجدتها للاشتراك في مسابقة الجمال في مدينة نابولي ب"أميرة البحار" وهي في سن 14 عاما، ونجحت فقط في الوصول للنهائيات وتعرفت على المنتج السينمائي وعضو لجنة التحكيم كارلو بونتى إذ أصبح زوجا لها في العام التالي رغم فرق السن بينهما ب25 عاما، وشاركت صوفيا في أول أعمالها بدور صغير في فيلم "Quo Vadis" عام 1951، واتخذت "صوفيا لورين" اسما فنيا لها. وعن مأساة المسابقة تقول صوفيا في مذكراتها، أن جدتها استخدمت ستائر المنزل لتفصيل فستان لها، بينما لونت أمها حذاءها الأوسود بلون أبيض حتى يتماشى مع العرض، وتعبر عن أشد خوفها قائلة: "وظلت تصلي لكي لا ينزل المطر ويكشف المستور". قنبلة أوروبا قدمت الممثلة الإيطالية أكثر من 100 فيلم خلال 65 سنة عمرها الفني، وامتدت شهرتها للسينما العالمية في أفلام المخرج الإيطالي فيتوريو دي سيكا الذي أخرج لها فيلم "امرأتان" عام 1960، وهو أول بطولة وحصلت من خلاله على جائزة الأوسكار لأول فيلم غيرناطق بالإنجليزية، وجاءها دورها في الفيلم بعد اعتذار البطلة الأصلية لمرضها. وتنوعت أعمال صوفيا التي اعتمدت على جمالها في التمثيل فلقبت ب"قنبلة الإغراء الأوروبي"، ورغم ذلك قدمت أدوار الأم في "امرأتان"، والكوميديا في "الطلاق على الطريقة الإيطالية" عام 1961 و"الأمس واليوم وغدا" في 1963، و"زواج على الطريقة الإيطالية" عام 1964. ومن أشهر أعمالها في الخمسينيات "زوجة الطحان الجميلة"، والفقر والنبل"، كما شاركت الفنان عمر الشريف في "أكثر من معجزة" عام 1967، والذي يعد أيضا من أعمالها الرومانسية الكوميدية، وكانت أيضا تعاونت معه عام 1964 في فيلم "سقوط الإمبراطورية الرومانية" وخلاله تعدى أجرها مليون دولار. أحد مشاهد "أكثر من معجزة"
تحدي المسقعة ذكرت لورين في مذكّراتها عن واقعة تحدي بينها وعمر الشريف خلال تصوير فيلمهما "أكثر من معجزة"، مشيرة إلى أن الشريف استاء من نوع الأكل المقدم لهما "ساندويتشات" وتمنى تناول "مسقعة باذنجان" من إعداد والدته، فتحدته صوفبا أن والدتها تعد الطبق الأفضل من هذه الأكلة على مستوى العالم، فصمم الفنان المصري على إقامة مسايقة بين والدتيهما بإعداد وجبة لزملائهما في الفيلم. وتضيف: "واستعان الشريف بوالدته بعد إحضارها إلى روما، وقام فريق من الزملاء بالتحكيم لكن طعم الطبقين كانا متشابهان وكان من الصعب تحديد من هو الفائز، فانهلنا على الأطباق ولم نترك منها شيئا، لكن في النهاية وبعد جدال فازت بالمسابقة والدة عمر الشريف". «كوتشينة» الصداقة وعن علاقتها بالعندليب عبد الحليم حافظ، ذكرت لورين أنها تعرفت عليه خلال سهرة مع عمر الشريف في مدينة نيس الفرنسية، وكانت مدمنة لعب «الكوتشينة» وخاض العندليب معها مباراة على سبيل التسلية، ولكنها تحدته بأن تلعب معه مقابل حصولها على كل ما يملك من نقود في جيبه حال فوزها ونفس الشيء إذا كسبها هو، ووافق على التحدي". تقول صوفيا أنها لعبت بعصبية حتى خسرت فأخرجت كل ما معها وقيمته 75 ألف دولار، إلا أن العندليب ضحك قائلا لها إنه لم يكن جادا وكان يلعب معها على سبيل التسلية طالبا منها أن تحتفظ بنقودها، وهو ما اعتبرته لورين إهانة لها صارخة بغضب: "من أنت حتى تشفق علي وتعيد لي نقودي؟".. وحينها تدخل عمر الشريف لينقذ الموقف قائلا لها: إنه عبد الحليم حافظ أشهر وأعظم مطرب في مصر والوطن العربي، فغيرت صوفيا من لهجتها قائلة: "لو كنت أنا التي كسبت لما تنازلت عن حقي ولأخذت كل ما معه !" فضحك حليم وقال: الحمد لله أنك لم تكسبي.. لأن ما معي لا يكفي لسداد فاتورة هذه السهرة" وصارت بينهما صداقة فيما بعد.