رغم تفضيله الأغاني الفردية وانقطاعه عن الألبومات الكاملة، لم ينقطع حب الجمهور لمطربهم المفضل هشام عباس، خاصة أنه مثل لهم حلقة غنائية مهمة من خلال أغنياته المتنوعة. وفي ذكرى ميلاد المطرب الكبير، ترصد «التحرير» أهم الذكريات التي عبرها هشام عباس خلال مسيرته الفنية. ريكوردر البيت الفني ولد محمد هشام محمود محمد عباس، في 13 سبتمبر 1963، ونشأ في بيت محب لأنواع مختلفة من الموسيقى، فاستمد عشقه للموسيقى الغربي من خاله المولع بفرقة "بيتلز البريطانية"، بينما والدته كانت تحب الموسيقى الفرنسية، وجده يعشق أغاني عبد الوهاب، فيما هوى نفسه الأغاني الهندية، وحفظ الأغاني دون معرفة معانيها وولع بتقليد المغنين حتى أسماه أصدقاؤه ب"الريكوردر". وحول هوسه بالأغاني يقول هشام في لقاء إعلامي سابق، إنه كان يجتمع في صغره مع أخواته وأولاد أعمامه ويقلدون الأفلام ويقومون بالاستعراضات ويقدمون الأوبريهات، حتى لاحظت الأسرة ذلك فبدأ خاله في تنظيم ألحانهم وتنمية حب الأغاني. درس هشام الابتدائية والإعدادية في مصر وانتقل في المرحلة الثانوية إلى نيجيريا لطبيعة عمل والده المهندس، وهناك حفظ أغاني أم كلثوم وأحمد عدوية ومحمد منير. التحق هشام بقسم الهندسة الميكانيكية في هندسة الجامعة الأمريكية، وهناك كوّن فرقة أسماها "الهارمونيكس للغناء الغربي" وقلدوا فيها أغانيهم الأجنبية المعاصرة. شجعه أستاذه بالجامعة محمد بيومي الذي دربهم 5 ساعات يوميا من خلال العود على الأغاني الشرقي "الأدوار والطقطوقة ..إلخ"، وحصد بفريقه جوائز الجامعة، ونصحه الفنان على الحجار بالتمسك بالغناء مهما يكن. أول عتبة التقى بالمخرج طارق الكاشف بعد تخرجه من الجامعة وعمل معه على الهندسة الصوتية، وقدم عددا من أغاني الإعلانات. وتعرف هشام عباس على الفنان حميد الشاعري أثناء تسجيل "كليب" أغنية "جلجلي" وظهر معه في الأغنية. أول ظهور لهشام عباس نصحه الكاشف بالتركيز في الغناء بعد نجاح أغنيته في ألبوم ميكس "الله يسلم حالك"، لكنه انقطع عن العمل الفني 4 أشهر عمل خلالها في مجال الهندسة، وعاد بعدها ليطلق أول ألبوماته مع حميد الشاعرى في "حلال عليك" ونجح في "حبيتها". وبعدما أوقفت نقابة المهن الموسيقية حميد الشاعري، تعاون مع الملحن إبراهيم فهمي في "وأنا أعمل إيه". انطلاقة تعرف على الملحن رياض الهمشري في "ياليلة " و"جوة في قلبي" و"بدري عليك الهوى" و"أرض الشرق" الذي قدمها في افتتاح مونديال "كرة اليد"، كما تعاون معه في "ناري نارين" و"حالو من حالي". هشام في "أرض الشرق" أما الملحن صلاح الشرنوبي فعمل هشام معه في ألبوم وأنا أعمل إيه "أه من عينيها السود" و"ساعة لقلبك يا جميل" بالإضافة إلى "أحلى ما فيكي"، و"من بين عيون الناس" و"روح يا هوى" و"كام مرة يا قلبي تدوب"، وتعاون مع الملحن هاني سبليني في أشهر أغانيه "فينه". قدم هشام عددا من أغاني المسلسلات والأفلام منها تتر مسلسل "أميرة في عابدين" مع الملحن عمار الشريعي ، و"يتربى في عزو"، وفيلم "ابن القنصل"، و"آخر الدنيا". قدم هشام عددا من الأغاني والألبومات وشارك في العديد من الحفلات، ثم توقف عن تقديم الألبومات الكاملة قبل 25 يناير وعاد مؤخرا بعدة أغانٍ وطنية وإطلالة جديدة في أغنية منفردة بعنوان "وحشتوني". هشام عباس كان له بصمة فنية بين أبناء جيله، وقال عنه الملحن الراحل الشريعي إنه "أراد الخروج من إذاعة الشرق الأوسط بعد علمه بتواجد هشام هناك لكن بعد جلوسه معه استأثر قلبه واستحوذ عليه بعد 5 دقائق حتى غير نظرته في الغناء الذي يقدمه جيله". كما أن تأثير المطرب المصري امتد إلأى جماهيره في الهند فصار الفنان العربي المفضل لديهم خاصة بعد أغنيته "ناري نارين" التي تعاون فيها مع فنانين هنود وصورت بعض مشاهدها في المناطق الأثرية المقدسة لديهم، وكذلك في "قول عليا مجنون" التي استعان خلالها ب"موديلز هندي".