1- سؤال يدخل المتاهة: من يصدر وقف الطبع؟ فرم الصحف؟ تغيير الصفحات؟ يقولون عادة الخبر دون إشارة إلى صاحبه. كأنه قوة عليا. إرادة خفية تعمل فى ظلام ما. «الأهرام» كمطبعة تعلن عدم مسؤوليتها. ومندوب القوة العليا ينفذ دون برنامج ولا خبرة.. تحركه هستيريا وقوة أو حاسية مفرطة لا تجعله يدرك الفرق بين «البلد» (بما تعنيه من التعدد/ والاختلاف/ وعدم مركزية الخضوع لقائد واحد/ والتساوى) وبين «المعسكر» الذى لا بد فيه من تنفيذ أوامر/ الخضوع لها ولو خطأ/ تقديس القائد، إلى آخر القواعد الهرمية المعروفة، والسؤال: هل هذا يعنى عودة الرقابة على الصحف؟ وهو سؤال ساذج، لكن الأدق: هل لم تعد رقابة رؤساء التحرير والمالكين تكفى؟ أم أن الطبقة الحاكمة تشكلت على عجل، ولم تأخذ وقتها فى فرض إضافاتها على ما تركته لها الطبقات المنقرضة فى الحكم؟ بمعنى أبسط: هل هذه قواعد جديدة؟ أم أنه «غربال جديد»؟ 2- ومعلومة قد لا يعلمها اللهو الخفى: لا.. بالتأكيد يعلم لكن يبدو أن الغرض هو الإعلان عن وجود لهو خفى لا بد أن تصنع له حسابا فى تفكيرك الموضوع أكبر من منع تقرير عن زيارة الرئيس السيسى لوالدته فى أثناء مرضها (صوت الأمة). أو تقرير آخر منقول من «الجارديان» عن القلق من زيارة لندن، التى يقام فيها ضد السيسى عدد من الدعاوى القضائية (المصريون)، أو مقال عن محمد بدران الذى أصبح يطلق عليه إعلاميا: الطفل المدلل (الصباح)، هذا يعنى أن الممنوعات نشرت على نطاق أوسع، وهو ما يعنى أن المطلوب أكبر من الاعتداء على حرية الصحافة/ أو انتهاك حريات التعبير/ لكن أن يصل اللهو الخفى للرقابة إلى الرأس/ ويقيم ممددًا ساقيه ونائما فى وضع مستريح، هل هذا هو الهدف؟ 3- الهدف من المنع: تغيير المفاتيح القديمة. أو اللاعب القديم الذى يقال له الآن إن كنت محترفا اترك لنا فرصة لنلعب لعبتنا. هذا ما يقال لبارونات التخريب الصحفى فى العشرين سنة الأخيرة من مبارك. بارونات من المصرح لهم بالثروات أو بالصعود على خرابات الصحافة. 4- معلومة للذكرى: الصحف الخاصة بدأت برخصة للأستاذ مصطفى بكرى. 5- وإذا ربطنا الماضى بالحاضر: سنجد أن هناك الآن محاولة تفريغ بالضغط للساحة أمام لاعبين ولعبة جديدة، يمكن أن يصطفى فيها من الحراس القدامى لخرابات الصحافة البعض ممن يمثلون قيادات تذكارية تطعم مرحلة الانتقال، لكن المهم أن يعرف الجميع أن القواعد أصبحت لدى مركز آخر، وأن لهذا المركز مزاجًا مختلفًا، يجمع بين عشق مهووس بأبهة الحكام القدامى والأغلفة التى تحمل صورهم فى الهيلمان، والصور المحبوكة لتدخل التاريخ، وبين عدم المساس بالقدسية والهيبة/ بمعنى أن الاقتراب يتم وفق القداسة الحنونة التى تحب وتتدلل فى العشق ولا تجرح… المسموح فقط أن تطلب.. فقط طلبات لمن يمنح ويمنع. 6- التحليل العاطفى: العواطف مرتبكة.. فماذا يريدون أكثر من التطبيل المفرط؟ إنهم يغيرون المنابع. كل من تربى فى الأحضان الدافئة للهامش الديمقراطى أيام مبارك وما زال يمثل له المرجع والحنين لا بد أن يدخل المستودع اللذيذ لمنتظرى الحنان، أما الذين دخلوا الصحافة فى مولد يناير للحريات، أو الذين استنشقوا أكسجينا أكثر بعد تكسير الهامش، فإنهم لا بد أن يخرجوا من اللعبة كلها، ويتحولوا إلى حالات إنسانية.. 7- قانون اللحظة: لا بد أن تكون قاسيا على الجميع لكى ينتظروا دورهم فى طابور الحنان.