1- حكاية تتسرب بهدوء: مليار «وفى رواية أخرى 2 مليار» فى طريقها إلى سوق الإعلام، بهدف تغيير شكل وبنية «ماكينة» الإعلام. 2 - الحكاية السابقة: المليار القديم «ولنسمِّه الأول».. استهلك كله حسب الحكايات، بعد فشل اتفاقات جديدة مع قنوات قديمة/ وظهور صحافة إلكترونية جديدة تتبع سياسة «الإغداق» و«الإغراق» لشفط الكفاءات الصحفية أو الكوادر المعروفة لتطعم بها فرق الحراسة الإعلامية القديمة التى كانت تعمل لحماية مبارك. الإعلام بمفاهيمه القديمة كان من المفروض أن يتضخم مع «هجمة المليار» ليحقق مهمة مستحيلة.. هى ابتلاع السوق كلها ليتحكم المال القادم من أزمنة «مضادة للتغيير» كل الرسائل مع المجتمع لمنع أو قطع الطريق على التغيير. ورغم أن هذا بدأ فى أوله ناجحًا/ ومسيطرًا/ ويثير الإحباط ويزرع اليأس.. لكنه فى النهاية: تفكير ديناصورات تتضخم قبل أن تنقرض. 3- على الهامش المثير: يقال إن المليار الأولى إماراتية.. والجديدة سعودية.. مع الأولى كان رجل الخفاء العظيم هو الفلسطينى الغامض محمد دحلان بينما كانت الواجهات من نصيب إيهاب طلعت.. لكن هذه التصورات المصيرية تخص جزءًا لا كل «كعكة» المليار. 4- الحكاية الأم: إنهم يصرفون المليار تلو المليار.. لتكتمل السيطرة على العقول والتصورات وطرق الحياة.. وهذا هو مفتاح الحكم وبوابته السحرية.. من يصرف ومن يسمح له بالصرف يتصور أنه ليُحكم السيطرة لا بد أن يكون له أذرع أخطبوط، وهذا الأخطبوط هو الإعلام.. هكذا تفكر الأجيال الجديدة من الأنظمة السلطوية «جمهوريات وممالك وإمارات».. وتدخل هذه الأفكار فى صور وأشكال وألعاب متعددة هدفها استعادة الجمهور وتحريضه ضد «التغيير».. وذلك عبر خرافة الفراغ العظيم فى الأدمغة المسترخية أمام الشاشات.. الخرافة اسمها: «حروب الجيل الرابع».. وهى أمريكية المنشأ «لكنها عن حروب أمريكا عبر الميديا لإسقاط الأنظمة دون أن يفكر حامل الخرافات لماذا تسقط أمريكا أنظمة تعمل بتصاريح أو توكيل منها؟»، دحلان مِن بائعى هذه الخرافة الكبار، ومعه فرقة كاملة من الكائنات المتلفزة، يبيعون الفكرة، لأنه ليس لديهم غيرها. 5- النميمة حاضرة: من سيسند آلية تصريف المليار الجديد؟ ومن سيحتل إمارة الخفاء؟ ومن سيتقدم للواجهات؟ 6- قبل النميمة: مصدر حكاية المليار الجديدة، هو تأويلات وتفسيرات لبند من بنود الاتفاق بين الرئيس السيسى والأمير محمد بن سلمان ولى ولى عهد السعودية، ينص على تعاون إعلامى. 7- والأرض الخصبة للمليار: هى ما وصلت إليه الكيانات الحالية من جفاف، وطرد للجمهور، حيث استهلكت كل إمكاناتها، وفقدت فاعليتها، ولم يبق منها غير «قاذفات الشتائم» الذين يعملون جيدا، لكنهم غير قادرين على أدوار أخرى أكثر اتساعًا، خصوصا أن الموضوع سينتقل بعد قليل إلى معركة حول «الخيال».. وهنا سيلعب المليار على الإبهار.. كيف ترى البضاعة القديمة المستهلكة فى استعراضات مبهرة، وكيف تغرق شركة إعلانات جديدة السوق بما تعجز عنه الشركات الحالية «التى فقدت 400 مليون جنيه من الكعكة لصالح القنوات المصنفة درجة ثالثة.. وهى قنوات الأفلام» فالمليار الأولى وما حولها نجحت فى «إملال الناس من العبوات اليومية، وحصص التلقين، والطبل والزمر، والكلام الخائف.. الذى يبلع صاحبه أكثر من نصفه».. لم يعد فى السياسة إلا جمهور النميمة والشتيمة ومدمنو السفالة على الهواء مباشرة.. وهذا جمهور رجراج.. لا يشكل جسمًا سياسيا. 8 - والسؤال: هل يحتمل الوضع الإعلامى مزيدا من السيطرة؟ وإلى أى مدى؟ 9- والأهم: ماذا يفعل المليار فى أبنية تنهار؟ هل هناك شىء أكثر من توريد ملاك جدد؟ وشركة إعلان هدفها الابتلاع؟ هل لديها غير وصفات الاستهلاك؟ وهل يمكن تطوير الإعلام بمنطق «التأميم» غير المعلن فى ظل اتساع تأثير «النيو ميديا» والتواصل الاجتماعى، وهى ميديا مهما كانت محاولات السيطرة عليه فهى بطبيعتها تميل إلى الخروج على السيطرة؟