كتب - يوسف كمال وعمر محمود وأحمد أبو المحاسن وتصوير - عمرو دياب «قضاء ليلة فى المشرحة أسهل كثيرًا من دخول معامل العلوم».. هذا ما اتفق عليه كثير من طلاب كليات العلوم، الذين أصبحت حياتهم مرهونة بتجربة علمية فى معامل تفتقد أدنى مقومات الأمان وبخبرات لا تفرق كثيرًا عن خبرات والد عصفور فى فيلم «طاقية الإخفاء»، ونجاحات لا تتجاوز كثيرًا فنكوش عادل إمام فى فيلم «واحدة بواحدة». كوارث معامل كليات العلوم لم تتوقف عند تدنّى حالتها وعدم توافر المقومات الأساسية للعمل بها، بل امتدت إلى تاريخ طويل من الحوادث، التى راح ضحيتها عدد من الطلاب والباحثين، والتى كان من بينها على سبيل المثال لا الحصر ما حدث فى كلية العلوم جامعة السويس فى 27 أبريل 2011، حينما اندلع حريق ضخم بمخزن المواد الكيميائية فى كلية العلوم، وانتشرت الأبخرة الدخانية فى الأجواء، مما تسبب فى وقوع اختناقات بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وذلك عقب يوم واحد من مناقشات أعضاء بهيئة التدريس حول وجود مواد كيميائية غير مطابقة للمواصفات القياسية بمخزن قسم الكيمياء. وفى 29 مارس 2011، لقى أحمد عبد المعطى، معيد بكلية الصيدلة فى جامعة الإسكندرية، مصرعه متأثرًا بأحد الغازات السامة الناتجة عن تجربة علمية داخل معمل الكلية. وقال علِى إبراهيم، طالب بكلية العلوم جامعة الإسكندرية، إن «المواد السامة التى توجد بمعامل الكلية، لا يتم تسجيلها إلا فى حالة وجود مصل مضاد لها لمعالجة السم»، وأشار إلى أن الأمصال دائمًا ما تختفى، وهو ما تسبب فى تأخُّر إسعاف المعيد، الذى استنشق الغاز السام، وهو ما أدى إلى وفاته. كما شهد قسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة بنها، نشوب حريق داخل أحد المعامل فى عام 2013، بسبب تسرُّب فى خط الغاز الموجود داخل المعمل، وهو ما أحدث تلفيات عديدة داخل المعمل. كما شهد 15 أكتوبر 2012، انفجار أحد المختبرات بمعمل الكيمياء العضوية بكلية العلوم فى جامعة عين شمس، بسبب استخدام مواد كيميائية مغشوشة، فى أثناء إجراء طلاب الفرقة الرابعة تجارب عملية، مما أسفر عن إصابة عدد من الموجودين بالمعمل، بينهم طالبة أُصيبت بجروح قطعية فى الوجه، فضلًا عن 3 طلاب وأستاذة ومعيدة أصيبوا بحروق بسيطة. كذلك اندلع حريق ضخم فى جامعة الزقازيق راحت ضحيته إحدى الطالبات فى عام 2009، بينما وقع حريق ضخم فى فرع جامعة الأزهر بتفهنا الأشراف فى فترة زمنية متقاربة بسبب تجربة معملية أخرى.