حوار- السيد سليمان: يرى بيتر هينشليف، السكرتير العام لغرفة النقل البحري الدولية التي تتخذ من لندن مقرًا لها، في حوار له مع التحرير عبر الهاتف أن قناة بنما ستكون منافس قوي لقناة السويس بعد الانتهاء من أعمال توسعتها في إبريل العام المقبل. هينشليف، أثنى على الجوانب الفنية للمشروع ولكنه اشتكى من ندرة المعلومات المتحة حوله، ما يصعب من عملية التقييم.. وإليكم نص الحوار: بداية.. ما هو تعليقك على مشروع قناة السويس؟ في المجمل إنجاز المشروع بهذا التوقيت هو إنجاز بكل المقاييس يحسب للجهات المنفذة للمشروع، وأيضًا لوفرة القوى العاملة التي أعدّها السبب الرئيسي في إتمام المشروع في الهامش الزمني المُحدّد سلفًا وهو عام. إلى الجوانب الفنية.. ما هو تقييمك لما تم إنجازه على الأرض؟ دعنا أولًا نؤكد أن هناك ندرة كبيرة فيما يتعلق بالمعلومات الأساسية المتاحة بشأن المشروع، ثم ننتقل للحديث عن العنصر الفني الأهم وهو تقليل أوقات الانتظار بالنسبة للسفن العابرة من القناة، ولكن هذا المعلومات المتاحة بخصوص هذا الأمر لم توضّح عدد من النقاط الهامة خصوصًا فيما يتعلق بنظم الإرشاد المُتّبعة للسفن لإرشادها للمرور خلال القناة، فالنظم المُتبعة في هذا الشأن سيتوقف عليها الكثير من الأمور للوقوف على جدوى تقليل زمن المرور من 18 ساعة إلى 11 ساعة. ما هو تقييمك إذًا للعوائد التي تتوقع الحكومة تحقيقها من المشروع؟ لا أداري على وجه التحديد السُبل التي استخدمتها الحكومة المصرية لتحديد العوائد المتوقعة، وهنا يبرز عامل ندرة المعلومات المتاحة، ولكن أعتقد أن تلك العوائد فيها نوعًا من المبالغة إذا ما تم بناؤها على أساس حركة التجارة العالمية في ظِل الوهن الحالي الذي يعاني منه الاقتصاد الدولي. أما إذا تم بناء هذه التقديرات على أساس زيادة رسوم المرور بالقناة، فأعتقد أن الأمر سيختلف هنا كليًا وستبرز وسائل أخرى كمنافس قوي للقناة على غرار قناة بنما حينما نتحدث عن التجارة بين الولاياتالمتحدة وآسيا. ولكن كيف تبرز قناة بنما كمنافس لقناة السويس في ظل البعد الجغرافي بينهما؟ المنافسة هنا تتعلق بحصة قناة السويس من حركة التجارة بين آسيا وأمريكا الشمالية، وخصوصًا أن هناك عمليات توسعات في قناة بنما ستنتهي بحلول إبريل من العام المقبل، بعدها سينتهي ظاهرة تكدس السفن خارج قناة بنما، وهو الأمر الذي يضعها في منافسة حامية الوطيس مع قناة السويس من حيث التكلفة والوقت، وحتى إذا ما نظرنا الآن قبيل عملية التوسعة لقناة بنما فإن تلك القناة استعادت جزء كبيرة من حصتها في تلك التجارة خلال الأشهر القليلة الماضية حيث تشير دراسة حديثة لشركة أبحاث النقل البحري "ألفا لاينر" إلى أن بنما نجحت خلال الأشهر الماضية منذ فبراير على وجه التحديد في رفع حصتها من التجارة بتلك المنطقة إلى 51 بالمائة مقارنة مع 49 بالمائة في أواخر العام الماضي، وهو ما يعني أن تلك النسبة استخدمت قناة بنما كبديل لقناة السويس. إذًا من وجهة نظرك.. ما هي العوامل التي قد تجعل قناة السويس أكثر جاذبية للسفن من قناة بنما؟ هناك عوامل طبيعية قائمة بالفعل، تتمثل في عرض وعُمق قناة السويس الذي سيكون أكبر من قناة بنما حتى بعد أعمال التوسعة الحالية بالإضافة إلى الأرضية الرملية للقناة بخلاف قناة بنما التي تعمل بنظام الأهوسة، ونأتي هنا للعامل الأهم الذي يجب مراعته في ظل انخفاض أسعار النفط وهو رسوم المرور، يتعين على مصر أن تستبعد على الأقل في الوقت الحالي أي زيادة مُقررة لرسوم المرور بالقناة.