برز اسم الملا آختر محمد منصور، الأربعاء، مع أنباء وفاة زعيم حركة طالبان، الملا محمد عمر؛ حيث تولي "آختر" قيادة الحركة، باعتباره النائب الأول للملا عمر منذ نحو خمس سنوات، وبعد انتخابه بالإحماع من مجلس "شورى كويتا" التابع للجماعة. وتم اختيار "أمير المؤمنين الجديد" من بين ثلاثة مرشحين هم: الملا سردار يعقوب، نجل الملا عمر، والقائد العسكري الميداني في طالبان الملا ذاكر قيوم، المعتقل السابق في سجن جوانتانامو ومدير العمليات العسكرية الحالية في أفغانستان والملا منصور، وهو حسب موقع "هيرالد تريبيون" من أوائل قادة الحركة منذ تأسيسها في قندهار عام 1994. وبعد سيطرة الحركة على قندهار، أصبح الملا أختر منصور مسؤولا عن قاعدة المدينة الجوية، ثم شغل منصب وزير الطيران المدني والنقل، كما عينته حركة "طالبان" حاكما لمدينة قندهار ، حيث شغل هذا المنصب حتى مايو 2007. وتولى اختر منصور، منصب نائب رئيس مجلس الشورى الأعلى لطالبان حتى منتصف عام 2009. وكان في نفس الوقت عضوًا في مجلس قيادة الحركة، وقبل تعيينه نائبا للملا عمر في عام 2010، كان يتولي رئاسة الشئون العسكرية في المجلس العسكري "غِردي جَنجل" التابع للحركة. وكان "اختر" مسؤولا عن أنشطة حركة "طالبان" في أربعة أقاليم في جنوبأفغانستان بشكل مباشر حتى عام 2010، قبل أن يتم تعيينه رئيسا لمجلس الشورى المدني للحركة في أوائل عام 2010. وتقلد أختر أيضا منصب نائب الملا عبد الغني برادر في المجلس الأعلى للطالبان حتى عام 2009، ليصبح لاحقا مسئولاً عن المجلس الأعلى لطالبان بشكل مؤقت بعد اعتقال الملا برادر في فبراير 2010. ومن مواقف الملا منصور التي أثارت الاهتمام، دعوته للحوار السلمي مع الحكومة الأفغانية إلى جانب موقفه المناهض لتنظيم "داعش"، بعد إعلان الأخير قيام "دولة الخلافة الإسلامية". وتذكر مصادر إسلامية عدة أن أختر كان قد كتب بنفسه الخطاب الشهير الذي وجهته طالبان رسميا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية"، وزعيمه البغدادي تحذره من عواقب زرع مجموعة جهادية تابعة لهم في أفغانستان، وإذا صحت رواية موت الملا عمر قبل عامين، فسيكون لهذه الرواية حظ جيد من المصداقية. وكانت الرسالة تمزج بين التهديد والدبلوماسية، واشترطت على تنظيم "داعش" إذا رغب في وجود عناصر له في مناطق سيطرة "طالبان"، أن يكون هؤلاء تحت قيادة طالبان طيلة فترة وجوده في أفغانستان. والجدير بالذكر أن أختر منصور امتدح في نفس الخطاب تنظيم "داعش" مشيرا إلى أن "الذين يثيرون الاضطرابات في قيادة المجاهدين ليسوا قادة التنظيم أنفسهم". وخاطب قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" بالقول "لكن نتيجة لابتعادكم عن مكان الأحداث فإن أولئك الأنانيين يسيئون استخدام اسمكم في تبرير مثل تلك التصرفات من جانبهم"، كما طلب من تنظيم "الدولة الإسلامية" العمل على تضييق الخناق على "أولئك الذين يناوئون سلطة طالبان في أفغانستان تحت راية" التنظيم، ونصح قادة التنظيم ب "الإصرار على بقائهم يقظين تماما في السيطرة على أولئك التابعين لهم". وذكرت أخبار في مواقع إسلامية، أن أختر منصور كان على رأس وفد رفيع المستوى ل "طالبان" مؤلف من 11 شخصا كان قد زار إيران مؤخرا. وتفيد تقارير أن للملا أختر دورا كبيرا في المحادثات التي تجريها الحركة سواء مع الحكومة الأفغانية أو مع منظمات وقوى دولية أخرى. وتقول الأممالمتحدة، إن الملا أختر الذي كان قد اعتقل في باكستان، "أعيد إلى أفغانستان في أيلول من عام 2006، أي خمس سنوات بعد سقوط حكم طالبان في أفغانستان. وتتهمه المنظمة الأممية بأنه ضالع في أنشطة الاتجار بالمخدرات، وكان ناشطا في ولايات خوست وبكتيا وبكتيكا في أفغانستان حتى أيار من عام 2007. وقالت مصادر، إن الحركة قد تنقسم بعد وفاة الملا عمر، خاصة مع الخلافات التي تشهدها الحركة حول عملية المباحثات السياسية مع حكومتي الولاياتالمتحدةوأفغانستان؛ حيث كان الملا عمر يدعم تلك المباحثات بقوة، في حين كان هناك تيار معارض يدعو لاستكمال الكفاح المسلح. وتشير التقارير إلى وجود منافسين ثلاثة على زعامة الحركة، وهم نجل الملا عمر، الملا سردار يعقوب، والذي يشغل عضو مجلس قيادة الطالبان الأعلى، والثاني الملا آختر شاه، النائب الاول للملا عمر، والثالث الملا ذاكر قيوم، القائد العسكري للطالبان والمعتقل السابق في جوانتانامو. ويشار إلى أن شكل الملا منصور غير معروف بشكل موثوق، ولكن تتداول وسائل الإعلام ومواقع الكترونية عدة من بينها مواقع إسلامية صورة يفترض أنها ل"الأمير الجديد" دون دليل على أنها صورته. ويعود ذلك إلى أن قادة حركة "طالبان" الكبار معروفون بتخفيهم والاحتياطات الأمنية الشديدة التي تمنع ظهورهم العلني واحتكاك الناس بهم عن قرب، حيث لا توجد ل "الأمير" السابق للحركة الملا عمر سوى صورة أو اثنتين نادرتين، ولا أحد يعرف الشكل الذي يبدو عليه الزعيم السابق للحركة قبل موته بمن فيهم زملاؤه الذين عاصروه لسنوات قبل أن ينضم ل "طالبان".