تعاني مستشفيات القليوبية حالة من التردي الشديد والإهمال وخاصة المستشفيات المركزية كمستشفى طوخ وشبين القناطر وقليوب والخانكة وبنها العام مما يتسبب في معاناة الآلاف من المرضى بسبب عدم وجود أجهزة أشعة مقطعية وغرف للعناية المركزة وحضانات للإطفال علاوة على نقص شديد في خيوط الجراحة وأنبولات التخدير وأدوية الجلطات بالإضافة إلى سوء الخدمات. ورصدت "التحرير" الواقع في مستشفى بنها العام والتي تخدم أكثر من 3 محافظات، وتبين أن المستشفى غارقة في بئر من الإهمال وتبين أن غرف العمليات غير مجهزة وليس بها أبسط الأجهزة لإجراء الجراحات الدقيقه لدرجة عدم وجود جهاز استخراج المقذوفات النارية، وجهاز منظار العظام الذي يستخدم في تثبيت الشرائح والمسامير والمفاصل. ورصدت تردي قسم الحروق الذي لايوجد إلا في هذه المستشفى ويخدم محافظاتالقليوبية والمنوفية والشرقية والغربية إضافة الى قسم الولادة الذي تبين أنه غير صالح للاستخدام الآدمي. وكشفت الجولة أن حضانات الأطفال لا يوجد بها جهاز تنفس صناعي وجميع الحضانات غير معقمة. وفي مستشفى طوخ المركزي لا يختلف الوضع كثيرًا برغم أنها من المفترض أن تخدم 51 قرية و33 عزبة ووضعتها وزارة الصحه ضمن منظومة استقبال الطوارئ وحوادث الطرق نظرًا لموقعها على الطريق الزراعي السريع. واعتمدت الوزارة لذلك مبلغ 20 مليون جنيه منذ أكثر من 5 أعوام وحتى الآن لم يصل إليها الأجهزة الطبية وخاصة أجهزة الأشعة المقطعية مما يؤدي إلى ضعف الخدمة الصحية في الوقت الذي تشهد فيه ضغطًا شديدًا في استقبال حوادث الطرق فضلًا عن خدمة مرضى مواطني المركز الذي يعد من اكبر مراكز المحافظة. ورصدت "التحرير" حالة الإهمال التي يعيشها مستشفى شبين القناطر والذي يخدم الآلاف المواطنين بالمدينة والقرى، في ظل النقص الشديد في الإمكانيات وسط تجاهل المسئولين في الصحة وشكاوى المرضي والمترددين على المستشفى. وقال محمد الكومي، أحد المترددين على المستشفى، أن وحدة الغسيل الكلوي تعاني من إهمال شديد وتردى مستوى الخدمة، مضيفًا أن الاستقبال لا يوجد به طوارئ للحوادث وجميع المستلزمات الطبية غير متوفرة والعنابر متهالكة وتعاني من سوء التهوية. وأضاف الكومي أن هناك أهمالًا شديدًا تجاه المرضى ولا يوجد بها حتى جهاز لقياس الضغط وعندما يريد طبيب أن يكشف على مريض يطلب منه أن يذهب إلى أي صيدلية لكي يقيس الضغط ثم يعود إليه مره أخرى. ومن جانبه، قال عبد الناصر شمس، من مدينة شبين القناطر، إن الأطباء في مستشفى شبين يعاملون المرضى بطريقة غير آدمية فالمريض لايجد أي خدمة طبية داخل المستشفى ولا يجد المريض أمامه سوى العلاج على نفقته الخاصة ورغم أنهم غير قادرين ومعظمهم من أسر فقيرة. وأكد شمس أن كل المعامل الموجودة بها لا تصلح للاستخدام والمياه المجاري تغرقها والباعوض والرائحة الكريهة تحيطها من كل جانب. وفي المقابل، أكد المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية ل"التحرير" أن صحة المواطن فوق كل اعتبار وأنه سيتم مواجهة المقصرين في هذا الأمر بكل حزم وحسم. واشار عبد الظاهر إلى أن المحافظة تسعى للارتقاء بالخدمة الصحية المقدمة للمواطن بتطوير الأداء الفني والبشري معًا، مضيفًا "أعلم جيدًا معاناة الكثيرين بالمستشفيات إما من سوء الخدمة أحيانًا أو قلة الإمكانيات في أحيان أخرى وهو أمر يتطلب منا بذل المزيد من الجهد في هذا المجال لأن حق المواطن في العلاج كفله الدستور الجديد خاصة غير القادرين". وأوضح المحافظ أنه تم اعتماد مبلغ 12.5 مليون جنيه منحة من وزارة التعاون الدولي لتطوير مستشفيات القليوبية حيث تم شراء أجهزة لأقسام الكلى والكبد وبدأت القوات المسلحة في توريدها للمستشفيات كما تم تطوير المعامل المركزية بمبلغ 900 ألف جنيه من ميزانية وزارة الصحة.