كتب - محمد الرماح أعرب وزير الخارجية، سامح شكري، اليوم الأربعاء، عن تعجبه من تقرير منظمة العفو الدولية عن قانون مكافحة الإرهاب، وبيان "هيومان رايتش ووتش" بشأن قانون تنظيم التظاهر في مصر. وقال شكري، في تصريحات صحفية، إن "الأمر مستغرب، فما الداعي لإثارة موضوع قانون التظاهر اليوم، رغم عدم وجود قضايا حالية مرتبطة بهذا القانون، إلا إذا كان الهدف التأجيج والإثارة، والبحث عن أي قضية لاستهداف مصر"، معقبًا: "واتصور أنه تقع مسئولية ضخمة على وسائل الإعلام المصرية المعبرة عن المجتمع لتظهر ذلك وتتحدث عنه حتى يسمع صوت مصر فى تناول هذه الأمور". وأضاف شكري، "اتصالًا بهذا الموضوع، فبالتاكيد هناك شخصيات في صحف مهمة لها اقتناع وفكر متبلور رافض لشكل الدولة المصرية"، مردفًا أنه وبغض النظر، فإن لكل شخص الحق في الرفض أو الاختلاف، وهذه حرية رأي، ولكن هذا لا يعني تحول الصحفي من الموضوعية إلى اعتناق انطباعات شخصية وتضخيمها، وتصبح هدفًا لديه لكي ينقض على ما يراه غير مناسب". وأكمل شكري متعجبًا، "هل يعتقدون ان المصريين عاجزون"، منوهًا بما حدث في 25 يناير و30 يونيو وما بينهما، وتابع: "نحن شعب مستمر في التطور وبلورة حياتنا، وشعبنا من يقول ويحدد، كما أزال حاكمين لم يكن راضيًا عنهما، يستطيع إزلة غيرهما، وكما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه لن ينتظر مثل هذه اللحظة، ما ينم عن مسئولية منه، وأن أي مسئول أن لم يكن يشعر أنه يحظى بدعم المجتمع الذى يعمل من أجله ومن خلاله، فسيكون هناك خلل في هذه الحالة، وهذا ما يجب أن يكون المعيار، معقبًا: "فلنسأل رجل الشارع هل هو مقموع ام انه فى حالة من التطلع للمستقبل والتفاؤل والتطلع للقيادة وللحكومة رغم انه لا احد منزها عن الخطأ والمراجعة ، وهناك مؤسسات رقابية وسيكون هناك مجلس شعب رقيب ومشرع وهذا هو تطور اى مجتمع صحى ، اما من يأتى من الخارج ليقيم ويفرض رؤيته لما يتصوره فى صالح شعب اخر فهذا امر مرفوض تماما". وأردف الوزير: "نتطلع لان يكون اعلامنا اكثر جسارة فى التصدى لذلك وتوضيح الصورة الحقيقية ودحض الادعاءات ومنها على سبيل المثال مزاعم وجود أربعين الف معتقل وهذا بمثابة تكرار للكذب حتى يصبح حقيقة"، لافتًا إلى أن بعض ذلك من منطلق افكار نظرية او سطحية او من خلال توجه سياسى وأغراض متصلة بتوجه داعم لتيار معين وغير راغب فى ان تستقر مصر وتقف موقفا يؤدى لتغيير طبيعة المنطقة لان بالتاكيد ما يحدث بمصر له تاثير بالمنطقة العربية وما يتعداها ويبدو ان هذا وضع غير مريح لبعض الأطراف. وذكر أن قدراتنا ومواردنا وامكانتنا الاقتصادية غير ميسرة لكننا نعتمد على كفاءتنا والاخلاص فى العمل للتوفيق فى عملنا. وحول موضوع تنظيم الإخوان الإرهابى وتنظيم داعش قال شكرى انه حدث بطبيعة الحال تحول وقدرا من الانجاز تم فيه توضيح الرؤية وتغيير بعض المواقف والتوجهات لدى دول بالنسبة للقضية ، وربما لم يصل بعد لنقطة تتفق مع توجهنا وتقديرنا لطبيعة هذه المنظمة الارهابية ولكن كل حديثنا فى الترابط بين هذه المنظمات وهم يغفلون انه اثناء وجودهم بالحكم فتحوا الابواب لكل المنظمات المتطرفة والجهادية ، وقد رأينا اجتماع استاد القاهرة ومن كانوا يجلسون فيه والتغاضى عن ذلك. وقال انه ربما هناك رؤية نظرية غير متفهمة بشكل كاف لطبيعة الارهاب وطبيعة الفكر المتطرف الاصولى الجهادى والنظر لمختلف الفئات المتطرفة على اساس ان هناك من يمكن ان يفيد المصلحة الغربية ، وهناك خلط بهذا الامر ونستغرب عندما نجد فى الغرب من يصفقون لمنظمة ارهابية فى سوريا لسيطرتها على موقع مؤكدا انه لايمكن دعم هذه المنظمات ، وقد راينا ما نشرته واشنطن بوست عن منظمة احرار الشام الارهابية المرتبطة بالقاعدة متسائلا هل منحت واشنطن بوست ساحة للقاعدة بعد الحرب التى شنتها وضرباتها لنيويورك فى 2011 . وبيّن ان كل هذه افرازات لسياسات وافكار فيما يتعلق بتشكيل ومستقبل المنطقة وبما يخدم اطرافا معينة لكن فى النهاية لابد ان نتعامل مع واقعنا ، وشعبنا لديه وضوح رؤية فيما يخص مصلحته ولن يحيد عن ذلك لارضاء طرف او اخر. وأفاد ان هناك فئة من النشطاء بالولايات المتحدة قد لا نشكك فى مصداقيتهم ولكن لابد ان يفرقوا بين الاطار النظرى والواقع والملابسات التى يجب اخذها بالاعتبار ليكون التقييم مرتبطا بالواقع وقال ان هناك مبادىء فى اى مجتمع متطور ، ودستورنا به هذه المبادىء المتفقة مع الانظمة العالمية وهناك جهد يبذل وسنصيب ونخطىء ونرجع خطوة للوراء ونتقدم خمسة للامام فى ظل تحديات تستهدفنا يوميا وارهاب وقتل. وعن تأثير اتفاق إيران النووى على الأمن القومى العربي، عقب شكري أن الاتفاق معني بالقدرات النووية الايرانية ونحن في مصر ننظر له فى هذا الاطار لان منظور الامن القومى العربى ثابت وليس منظور خاضع للتطورات. وأكل "نتوقع دائما ان العلاقة الاقليمية تكون قائمة على التعاون وعدم التدخل وعدم زعزعة الامن وهذا هو اساس العلاقة المفترض ان تكون قبل وبعد الاتفاق"، مشددًا على انه لدى الدول العربية القدرات للدفاع عن مصالحها وامنها القومى وان تعمل فى اطار اى متغيرات قد تطرأ فى المنطقة، أكد شكرى على اهمية عدم خلط الامور بين بعضها البعض وعدم خلق علاقات ارتباط تفوق الواقع. وفيما يتعلق بسوريا، أوضح أن الوضع هناك به الكثير من السيولة، مشيرًا إلى تاثير الازمة السورية البالغ على الشعب السورى ما يجلعنا نقلق على مستقبل هذا الشعب فى ضوء التدمير والقتل والدمار الذى حدث وهو ايضا ما جعل نصف الشعب السورى اصبح مشرد، وأوضح أن مصر تقوم بدورها حيث تتواصل مع اطراف المعارضة المعتدلة داخل سوريا وخارجها فى محاولة للتوصل الى حل لهذه الازمة و هناك انفتاح القاهرة على المعارضة السورية لتجميع صفها والبحث عن فرصة عندما تكتمل العناصر لان تنخرط الاطراف السياسية فى عنلية سياسية تقوم على اساس مقررات " جنيف 1". و بخصوص الحوار الاستراتيجى المصرى الامريكى، أفاد شكري بأنه سيتم نهاية الشهر الحالى وسيكون على المستوى الوزارى برئاسة وزيرى الخارجية فى البلدين و سيضم متخصصين فى مختلف المجالات للتعاون بين البلدين السياسية و الاقتصادية و الامنية و التعليمية ، و سيتم تناول كل مناحى العلاقة بين البلدين فى هذا الحوار الذى يعد فرصة طيبة للتواصل على هذا المستوى بشكل فيه شفافية و فيه تعبير عن العلاقة الخاصة التى تربط مصر والولايات المتحدة لاستعراض الوضع الراهن فى اطار العلاقة و التوجه لتدعيمها و ايجاد مواضع حديدة لتوثيقها و تبادل الروئ للقضايا الاقليمية و كيفية معالجتها وستكون فرصة طيبة لتدقيق المواقف. ولفت إلى أنه ليس هناك تطابق دائم فى الروئ بين البلدين فى ظل وجود علاقات متشعبة بهذا الشكل لكن دائما ما نلمسه هو وجود رغبة مشتركة للحوار و لتحديد المواقف واستفادة كل طرف من اراء الطرف الاخر و تشكيل تصور مشترك ليخدم قضايا الاستقرار و لمواجهة التحديات على المستوى الاقليمى و الدولى. وعما اذا كانت المبادرة الفرنسية لاستئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائلية قد فشلت قال شكرى ان الفرنسيين لهم اهتمام خاص بالشرق الاوسط و كانت مواقفهم تميل الى تأييد مقررات الشرعية الدولي فى اطار حل الدولتين و السعى لتحقيق السلام و انهاء الصراع ، واتخذت فرنسا فى كثير من المواضع مواقف داعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى و اهمية حل الدولتين ، و قد زار مصر وزير الخارحية فرنسا لوران فابيوس حيث التقى باللجنة الوزارية لانهاء الاحتلال الاسرائيلى بالجامعة العربية لتداول افكار مرتبطة بالفترة القادمة و كيفية تحريك عملية السلام و استئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين و استطلاع الرأى بالنسبة لبعض الافكار فى اطار الجهود التى يتم بذلها من فرنسا و العديد من الدول الهامة لدفع عملية السلام و الخروج من الجمود الحالى. وأشار إلى انه كان هناك طرح فرنسى لافكار مختلفة يتم تنفيذها بشكل متدرج و يراعى الاعتبارات القائمة و الاوضاع الحالية و معاونة الاطراف عل استئناف المفاوضات ، لان الامر لن يتم الانتهاء منه الا من خلال مفاوضات بين السلطة الفلسطينية و اسرائيل تؤدى لحل الدولتين وفقا لمحددات توافق عليها المجتمع الدولى مثل الحدود و القدس و اللاجئين ، و قد كان هناك تداول بين وزير خارحية فرنسا ووزراء خارجية مصر و المغرب و الاردن و فلسطين و هذا الحوار قائم و مستمر من خلال القنوات الدبلوماسية و استئناف الحوار و لايزال الجهد الفرنسى قائما و يتم من خلال التنسيق مع اللجنة الوزارية العربية. وقال: "بالطبع فان دور امريكا لا غنى عنه و لكن ايضا هناك مجال لدور اخرى لها ثقلها ان تسهم بشكل واضح فى مساعدة الاطراف ووضع شمل من اشكال الاطار العام للتسوية". وردًا على سؤال حول ما يثار عن انتقادات سعودية لاجتماع المعارضة السورية فى القاهرة، و كذلك خلافات فى الروئ حول اسلوب التعامل مع الوضع فى اليمن، قال شكري، "وجهت إلي أسئلة عديدة حول هذا الأمر، و هناك نوع من التشكيك الذي ليس له أي مبرر فيما يتعلق بالعلاقات المصرية السعودية، و هى علاقات وثيقة و قد تم التاكيد على ذلك اكثر من مرة من جانبنا و جانب السعودية على انه لا يوجد اى تباين او اختلاف فى الروئ لكن هناك درجة عالية من التنسيق و التواصل و التعاون و هذا هو الوضع و ، واود ان اؤكد ذلك مرة اخرى ، مضيفا ان المملكة السعودية كانت محاطة علما باللقاءات التى عقدت بالقاهرة للمعارضة السورية و قد زار بعدها مسئولون مصريون السعودية لاطلاع المسئولين على النتائج و تسجيل رؤية مشتركة بان الغرض واحد و هو انقاذ الشعب السورى من الازمة السورية التى يعانى منها و هذا جهد لا تقوم به دولة واحدة و انما نحن و السعودية واى طرف عربى او دولى اخر مهتم بتحقيق هذه النتيجة او الغاية". وشدد شكري على أن العلاقات وثيقة سواء على مستوى القمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي و جلالة العاهل السعودى و هناك تبادل للتشاور فيما بينهم سواء بشكل شخصى عند اللقاءات او من خلال الاتصالات الهاتفية المستمرة ، و اخرها كان لتقديم العزاء فى وفاة المغفور له الامير سعود الفيصل ، و قد التقيت بجلالة ملك السعودية حيث كان حريصا على التعبير على عبارات التضامن و الاخاء و الشعور بالمصلحة المشتركة المصرية السعودية و اهمية هذه العلاقة كميزان للاستقرار على مستوى منطقة الشرق الاوسط مؤكدا ان العلاقات وثيقة و استراتيجية و ايجابية و درجة التعاون و التنسيق بين البلدين مثالية.