اهتمت عدة صحف أمريكية بالتعليق على قرار إدارة الرئيس أوباما بإعطاء 250 مليون دولار من المساعدات لمصر الذي أعلنهوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خلال توقفه بالقاهرة في أولى رحلاته الخارجية منذ توليه منصبه الجديد. وفي افتتاحية بعنوان التصرف بحزم مع مصر رأت صحيفة كنساس سيتي ستار أن كيري بعث برسالة مهمة؛حيثطالب الحكومة بإصلاح أدائها في جوانب أخرى مثل: الأجهزة الأمنية وحماية حقوق المرأة والأقليات؛ واشترط المساعدات في المستقبل، بما تحققه مصر من تقدم نحو ديمقراطية مستقرة، أكثر إنسانية. غير أن هذه مهمة صعبة التحقيق-بحسب الصحيفة- نظرا لزيادة الفوضى في البلاد، التي تمزقها الصراعات بين الإسلاميين والجماعات العلمانية، وتشجعها الميول الديكتاتورية للرئيس محمد مرسي. ورأت أن دعوة وزير الخارجية الأمريكي لمصر باتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز اقتصادها وبناء الوحدة السياسية والعدالة مقابل أن تضغط الإدارة على الكونجرس لمزيد من الدعم، نهجا متأخرا كان يجب تبينه مسبقا، خاصة بعد تحرك إدارة أوباما على عجل في وقت سابق من هذا العام للسماح لمصر بشراء مقاتلات إف-16. واختتمت افتتاحيتها بالقول إن النبأ السار ربما يكون أن تصريحات كيري تلمح إلى إمكانية إعادة تقييم السياسة الأمريكية تجاه مصر بوجه عام، وهو أمر طال انتظاره أيضا. أما صحيفة هيكوريريكورد فقالت في افتتاحية بعنوان المصريون يحصلون على الملايين، والأمريكيون يخسرون المليارات، إن الرئيس محمد مرسي بمجرد أن تفوه بكلمة ديمقراطية، فتحت الولاياتالمتحدة محفظة جيبها. مصر هزتها العديد من الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بالإطاحة بمرسي، لكن هذا غير محتمل حدوثه؛بحسب الصحيفة التي تشير إلى أنه الرئيس الشرعي لمصر، وبالرغم من أن دوافعه مشكوك فيها، إلا أنه يحمل زمام مستقبل مصر الديمقراطي. وقالت إن منح مصر المال في هذا الوقت هو زلة بالنسبة للمواطنين الأمريكيين الذين يعانون من مشكلاتهم الخاصة؛ مضيفة أنه في الوقت الذي يفشل فيه الكونجرس في تبني ميزانية فيدرالية تتضمن إصلاحات لازمة، تمنح واشنطن الكثير من الأموال إلى الحكومات الأجنبية التي ربما ترتقي إلى مبادئ الديمقراطية أو لا. أخيرا قالت الصحيفة إن مبادرة تمويل لمصر ربما تكون ذات مصلحة استراتيجية، لكن خطة نفقات لخدمة الأمريكيين أكثر أهمية الآن.