العاهات البشرية لم تمنع البشر من السخرية التى قد تصل أحيانا إلى الاستهزاء بالحياة ذاتها، و التندر على عجزهم، و زخر تراثنا العربى بحكايات «العميان و البرصان و الحولان» وهو اسم الكتاب الذى وضعه الأديب المعتزلى الكبير الجاحظ، ورصد من خلاله نوادرهم و فطنتهم التى أدهشوا بها كل من حاول أن يتخذ من عجزهم سخرية، ثم جاء المخرج المبدع داود عبد السيد فوضع «الكيت كات»، كاشفا من خلاله كيف كان «الشيخ حسنى» الأعمى الذى جسد شخصيته الفنان محمود عبد العزيز، يتحايل على الحياة، ويسخر منها فى ملحمة إنسانية بدت متناغمة. من ضمن هذا، ما وقع أمس فى شبرا الخيمة، عندما ألقى رجال المباحث القبض على كفيف، كان فاقدا للبصر، لكنه لم يفقد حسه الفكاهي الذى ظل ملازما له حتى وهو قيد التحقيق داخل قسم الشرطة، فقد اعترض المتهم على الإتهامات التي وجهها له المحقق، بحيازة سلاح بدون ترخيص، مؤكدا أن الطبنجة التي تم ضبطها معه كانت بهدف الدفاع عن النفس. ألقت قوات مباحث قسم شبرا الخيمة ثان القبض على محمود .س 30 سنة عاطل، «كفيف»، بحوزته طبنجة براوننج 9 مللي، أثناء إمساكه لها فى الطريق العام يهدد كل من يقترب منه بالقتل وبعرض المتهم على العميد بلال لبيب مأمور قسم شرطة شبرا الخيمة ثان، أخذ فى الصراخ و طلب الإفراج عنه، مؤكدا أنه أتخذ السلاح دفاعا عن النفس وسط حالة الأنفلات الأمني الذي تعيشه مصر، وأنه قادر على استعمال السلاح، و عندما سأله المأمور «هتعمل بيها إيه و أنت مبتشوفش»، أشار بيده فى وضع إطلاق النار بطريقة ساخرة قائلا «هضرب كدة»، فضج الحاضرون بالضحك، الغريب ان العقيد حسين عبد الحكيم نائب المأمور عندما قام بفحص الطبنجة وجد ان الخزنة فارغة تماما من الطلقات . تم التحفظ على السلاح وإخطار النيابة التى تولت التحقيق.