حوار- علي لطفي: الدكتور وحيد عبد المجيد، الخبير فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، يرى أن سياسات الرئيس عبد الفتاح السيسى، هى نفس سياسات السادات ومبارك ومرسى، على مدى 4 عقود، ويؤكّد أن هذه السياسة فشلت فى مواجهة الإرهاب، بل تساعد فى نموّه وتغذيته، تحدَّث وحيد عبد المجيد فى حوارنا معه عن الانتخابات البرلمانية، ومستقبل التصالح مع جماعة الإخوان، ويؤكِّد أن من يتحدَّث عن اختفاء التنظيم واهم، إذ يُقيِّم معنا عبد المجيد العام الأول من عام السيسى، وأداء حكومته، ووضع الإعلام الذى تحوَّل إلى «بوق»، حسب وصف عبد المجيد.. وهذا نص الحوار: ■ بداية، ما تقييمك للسنة الأولى من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى؟ - هناك محاولة جادة، لكنها محاولة لترميم بناء متصدع يحتاج إلى تغيير فى بعض أهم أساساته، وهذا البناء تعرَّض لتجريف رهيب على مدى 4 عقود من النظام، وأصبح يحتاج إلى إصلاحات جوهرية، لكن ما يحدث حتى الآن هو محاولات لترميم هذا البناء واعتماد على نفس السياسات التى أدَّت إلى تصدّعه. ■ هل هذا يعنى أن السيسى يتبع نفس سياسات مبارك؟ - نعم، هو يسير على نفس السياسات التى كان يتبعها من قبل السادات، ومبارك ومرسى، وهى كلها منظومة واحدة. ■ فى ظل هذه السياسات.. ما مستقبل النظام القائم؟ - الأمر متوقّف على متغيّرات كثيرة جدًّا، وسيناريوهات عدّة مرتبطة بالتفاعلات فى المنطقة. وفى ظل الضوابط التى تحكم التوقُّع القائم على التحليل العلمى، لا نستطيع أن نتوقَّع لأكثر من عام. وفى المدى القصير سيستمر النظام وبعد ذلك كل السيناريوهات مفتوحة. ■ بعد هذا العام، ما تقييمك لحكومة المهندس إبراهيم محلب؟ - مثل كل الحكومات الموجودة من 40 سنة، وأنا أسميها حكومات «أحمد زى الحاج أحمد»، وتغيير فى الأسماء فقط، ولا يتغيَّر شىء، وكلهم شبه بعضهم، وكل واحد يختلف فى طريقته، لكنها كلها حكومات بلا رؤية أو خطة، وتعمل يومًا بيوم وتلاحق المشكلات دون أن تضع تصورًا متكاملًا لحلّها، ويتم اختيارها بشكل عشوائى، ويتم اختيار رئيس وزراء لأسباب غير معلومة، من 40 عامًا، ويتم اختياره من داخل الوزارة، والتغيير يكون شكليًّا، والوزراء فى مصر لا يعرفون لماذا اختيروا للوزارة، ولا يعرفون كيف يعملون، لأنه لا توجد خطة، والعمل يكون عشوائيًّا. الجهاز الإدارى، والتنفيذى فى مصر جهاز ضربته العشوائية فى مقتل، وهذا أحد أهم ركائز إصلاح السياسات فى مصر، ومن الصعب جدًّا إنقاذ البناء من التصدُّع دون سياسات إصلاحية وليست ترميمية. ■ من المآخذ على حكومة محلب تعاملها مع الإرهاب.. كيف تقيّم تعاملها مع هذا الملف؟ - الدولة تتعامل بالحل الأمنى، والحقيقة أن تعبير الحل الأمنى تعبير غير دقيق، لأن الحل الأول حل أمنى أيضًا، لكنه حل أمنى مجتمعى، يعنى أن المجتمع كله يشارك فى مواجهة الظاهرة الإرهابية، من خلال سياسات اقتصادية واجتماعية وتعليمية وثقافية وأجواء سياسية توسّع دائرة المشاركة وتفتح المجال العام وتخلق حالة من الحماس والعمل لمواجهة الإرهاب، وهذا يحقّق الفرق بين الأمن الجنائى والسياسى والأمن المجتمعى. المنهج الأول شامل لأدوات المواجهة، ولأننا مستغرقون فى المنهج الثانى ونتعامل مع الإرهابيين باعتبارهم كائنات غريبة، نطاردهم بنفس الطريقة التى نتعامل بها مع أى نوع من أنواع الجريمة، دون معالجة الأسباب، فيستمر الإرهاب، ويمكن الضربات الأمنية أن تحاصره وتقلّصه، لكنها لا تنهيه أو تضعفه ضعفًا ملموسًا، لأن الأسباب التى تنتجه موجودة وتعمل. وأكبر مصنع فى مصر يعمل الآن هو مصنع الإرهاب، لأنه ليس لدينا إنتاج لأى شىء آخر بهذا الشكل الوفير. هذا هو المصنع الوحيد الذى يعمل بفعل سياسات متتابعة منذ 4 عقود، هذه السياسات أنتجت هذا الإرهاب، سواء فى التسعينيات أو الآن، وستنتج فى المستقبل موجات جديدة، حتى يأذن الله بتغيير هذه السياسات البائسة التى أدَّت إلى تجريف المجتمع وجعلته منتجًا لكل أشكال التخلُّف. ■ هل الفقر ومستوى التعليم مرتبطان بمدى الارتباط بالتنظيمات المتطرفة؟ - الفقر والتعليم عاملان أساسيان فى مجتمعاتنا العربية، وليس فى المجتمعات الأوروبية، لأن المجتمعات الأوروبية، الشباب لديه تمرُّد. والحقيقة أنه ليس الفقر وحده، ولكن الفقر والإذلال والمهانة المرتبطة بالفقر، تسهم فى صناعة التطرُّف. هناك فارق بين الفقر فى حد ذاته، وبين إهانة كرامة الإنسان وإذلاله واعتباره مواطنًا من الدرجة الرابعة أو الخامسة. وأخطر ما فى الفقر هو اقترانه بالإذلال وإهانة الكرامة. ■ هل السياسات فى مصر تساعد على التطرُّف؟ - نعم، لدينا سياسات فى مصر منذ 40 سنة تساعد فى تغذية التطرُّف. ■ حتى الآن؟ - حتى هذه اللحظة، لم يحدث أى تغيير من السادات حتى السيسى فى هذه السياسات، التى تساعد على الانتماء إلى التنظيمات الإرهابية. والطريقة المتبعة فى مواجهة الإرهاب مجرد الملاحقة والمطاردة، وهى ما تؤدّى إلى زيادة الأسباب المؤدية إلى الإرهاب لا إلى تقليصها، لأنه فى هذه العملية لا بد أن تحدث أخطاء وضحايا ومظاليم، الذين نسميهم ب«بتوع الأوتوبيس»، نسبة إلى الفيلم الشهير. وبعض المواطنين يُعتقلون فى حملات عشوائية، ويظلون فى السجون لفترات طويلة، ويتعرضون للتعذيب والإهانة، وهم لم يفعلوا شيئًا، ولو هؤلاء من أصول تقليدية ولديهم عائلات وعشائر، سنجد أن كل ذلك يتحوَّل فى اتجاه الانتقام، بسبب ما يحدث. - أحيانًا تُوجِّه اتهامات إلى الغرب بأنه السبب الرئيسى فى صناعة جماعات مثل «داعش»؟ - هذه خرافات ضمن الخرافات السائدة فى هذه المرحلة. الإرهاب عمومًا ووصولاً إلى «داعش»، هو نتيجة سياسات النُّظم العربية، وهذه التنظيمات هى النتيجة الطبيعة لهذه الأنظمة، لأنه ليس ممكنًا أن يكون نظام مثل نظام صدام حسين، يستمر كل هذا الوقت، من دون ما يصنع بيئة خالقة للإرهاب، وكذلك نظاما حافظ وبشار الأسد، السفَّاحَين، والأخير ليس له مثيل فى الاستبداد، خلال القرون الأربعة الأخيرة من الزمن، فلا يمكن أن يكون هناك سفاح بهذا المستوى ولا ينتج إرهابًا، وإجرام بشار تجاه الثورة السورية وفتح سجن «صنديا» الملىء بالمتطرفين خلال الثورة، لوصم الثورة بالإرهاب، وكل ذلك عجَّل بظهور التنظيمات الإرهابية فى سوريا، ولا يمكن أن يكون هناك نظام إجرامى مثل نظام مبارك، عصف وجرف هذا البلد على كل المستويات، سياسيًّا واقتصاديًّا وتعليميًّا وثقافيًّا وصحيًّا، ولا يخرج إرهابا. فالإرهاب نتيجة هذه البيئة التى استمرت على عدة عقود، وأنتجت حالة مناسبة للإرهاب. الكلام على الغرب هنا يأتى فى هوامش، فالغزو الأمريكى للعراق أسهم فى إظهار أو التعجيل بإظهار ما كان كامنًا تحت السطح من مكونات إرهابية، فالمقاومة ضد هذا الغزو، اقترنت بمرحلة جديدة من تطوُّر الإرهاب، والمتغيرات التى حدثت فى الشرق الأوسط عجلت بظهوره للسطح. ■ لماذا يفشل الغرب حتى الآن فى هزيمة الإرهاب؟ - لأن سياسة الغرب فى مواجهة الإرهاب هى نفس السياسة المتبعة فى مصر لمواجهة الإرهاب، والقائمة على المطاردة والملاحقة لا على تغيير البيئة. فالولاياتالمتحدة مثلًا لا تستطيع أن تضغط على الحكومة العراقية لتغيير سياساتها الطائفية المذهبية والإرهابية التى تعد أكبر وأهم مصانع الإرهاب فى المنطقة العربية، وأمريكا ليست لديها قدرة، لمصالحها مع إيران ومصالحها الجديدة، والضغط فى حدود ضيقة جدًّا للحد من هذه السياسات المذهبية والجرائم الطائفية التابعة لها ولإيران. لو أتينا بقوة كونية، من كل كواكب المجموعة الشمسية، لمواجهة إرهاب، هناك بيئة منتجة له، بهذه الطريقة التى تقوم على الملاحقة والمطاردة وعدد من الغارات هنا وهناك، لن تستطيع الولاياتالمتحدة، حتى لو أرسلت قوتها وجيشها كله، لن تستطيع القضاء على الإرهاب، دون تغيير العوامل المؤدية إلى صناعته. ■ مؤخرًا، ترددت جملة «علشان مانبقاش زى سورياوالعراق».. هل فى يوم من الأيام يمكن أن تصبح مصر مثل سورياوالعراق؟ - مصر ليست أشبه بسورياوالعراق من حيث التكوين المجتمعى، وسورياوالعراق بهما تنوُّع دينى ومذهبى هائل، وهذا النوع من المجتمعات يمكن أن يكون بستانًا يتحوَّل لزهور يانعة أو غابة، ومصر ليست العراق، لأنها لن تتعرَّض لغزو أمريكى، ولم يتم التعامل مع الثورة المصرية بالطريقة الإجرامية التى يتبعها بشار الأسد، ولذلك مستوى الإرهاب أقل من سورياوالعراق، لكن مصر الآن تواجه خطرًا لا سابق له فى تاريخها الحديث، وهو انقسام اجتماعى يمتد فى قلب المجتمع، لأن السياسات المتبعة فى تقسيم المجتمع إلى وطنيين وخونة، تقسِّم المجتمع المصرى فى أعماقه، والتعامل مع كل مَن يختلف مع النظام والسياسات المتبعة باعتباره خائنًا للصف، مما يؤدّى إلى انقسام فى المجتمع، والتعامل مع الإخوان دون تمييز بين مَن أذنب ومَن لم يذنب يؤدِّى إلى انقسام فى المجتمع، ولذلك لأول فى تاريخ مصر الحديث، أُسر تفكَّكت بسبب خلافات وصراعات سياسية، وحالات طلاق حدثت نتيجة خلافات سياسية. فى السابق كان الانقسام على سطح المجتمع بين القوى السياسية، لكن لأول مرة يحدث انقسام فى العمق المجتمعى. العراقوسوريا مجتمعان تفككا، ولم يعد ما يجمع بين مكونات المجتمعَين هناك، وهذا جوهر المشكلة، بغض النظر عن حدة العنف، وكل ما يحدث انقسام فى المجتمعات، المشتركات الجامعة للمجتمع تقل، وتتحوَّل مكونات المجتمع إلى كائنات تقتل بعضها بعضًا، ولا يوجد مجتمع مُحصّن من التفكُّك المجتمعى إذا لم تتبع السياسات الرشيدة، تدرك فى وقت معين أن هناك انقسامًا خطيرًا يحدث فى عمق المجتمع، بغض النظر عن الشكل. ■ بمناسبة الانقسام.. كيف ترى الانقسام الحادث داخل الإخوان؟ - حدوث صراع داخل أى جماعة أو مجموعة من الناس أو أى حزب أو حركة تمر بما مرت به جماعة الإخوان، من أنها فجأة تجد بلدًا بأكمله بين يديها وفجأة بعد سنة واحدة تجد نفسها فقدت كل شىء. هذه الحالة لا بد أن تنتج خلافات وصراعات داخل هذه الجماعة، وهذه حالة نادرة فى التاريخ. جماعة الإخوان، وقياداتها لم يتخيّلوا فى يوم من الأيام أن يمتلكوا السلطة فى مصر، ووضع الإخوان خلال فترة الحكم وإضاعة السلطة كانا لا بد أن يخلقا بلبلة داخلية، وأن يدفعا إلى طرح تساؤلات داخلية، ولهذا حرصت قيادات الإخوان، منذ اللحظة الأولى، على الصدام وإغلاق أى طريق للحل السياسى، لأنها بتفكيرها التقليدى، وهو تفكير له أساس فى الواقع، فى حالة الصدام الشديد يحدث تماسك ومظلومية وحالة محنة ويصبح الخروج على الجماعة فى هذه الحالة خيانة، وأكثر المستائين يخشون من التعبير عن أفكارهم. والذهاب إلى الصدام أُجِّل بعض الوقت ظهور المشكلات التى حدثت داخل الجماعة نتيجة هذه الصدمة الهائلة، لكن هذه المشكلات ظلت قائمة وكامنة وظلت تساؤلات دون إجابة، مثل مَن المسؤول عن الأزمة؟ وكيف حدث ما حدث؟ هل يمكن تجنُّبه؟ وغيرها من الأسئلة الطبيعية والبديهية، ومع حدّة الصدام فى الشهور الأولى من عزل مرسى والأجواء التى أحاطت بالعزل، ظل هذا الصراع مؤجَّلا، لكن مع مرور الوقت بدأ يتم التعبير عنه فى دوائر محدودة، وكان يتم احتواؤه، أو كانت قيادات الإخوان تعتقد أنها تحتوى هذا الغضب، ونظَّمت عدة إجراءات لمواجهة النظام. والخلافات داخل الإخوان ليست جديدة، سواء فى مراحل الصدام والمحنة أو المراحل العادية. والحادث الآن أن هناك منهجَين غامضَين، لعدم وجود معلومات، لكن الواضح أن الشباب يريد التصعيد والقيادات تراهن على الزمن وفشل النظام ونسيان المصريين، وأنه لا بد من الانتظار. ■ كيف ترى مستقبل التنظيم؟ وفكرة المصالحة مع الدولة؟ - فى وضع سائل سياسيًّا كالحادث فى مصر من الصعب توقُّع ما سيحدث إلا على مدى قصير، لأنه فى التحليل العلمى، بعيدًا عن التنبؤات الخيالية، نحن محكومون بضوابط، وكلما كان الوضع أكثر سيولة كانت القدرة على التوقع ضعيفة، كما هى الحال الآن، مما يعنى أننا لا نستطيع التوقُّع بما يحدث لأبعد من سنة، وأكثر من ذلك يعد من الخيالات. وفى هذا المدى مستحيل مصالحة، وبعد ذلك متوقف على متغيّرات تحدث بشكل دائم وسريع. وعن مستقبل التنظيم، فالتنظيم سيبقى، والحديث عن اختفاء الإخوان وَهْم من الأوهام، وإذا كانت هناك سياسات تُبنى على هذا الأساس، فهى أشبه بقصور تبنى من رمال. ■ كيف تقيّم حزب النور وأداءه السياسى؟ - حزب النور يتبع سياسة ذكية وبراجماتية، وأعضاؤه ناجحون فى استغلال الارتباك السياسى الموجود، فى السلطة والأحزاب والمجتمع كله، فى محاولة للحفاظ على ما يمكن الحفاظ عليه من قواعد الحزب، بعد الأزمة التى تعرّض لها، إذ إن قطاعًا من هذا الحزب تركه بسبب موقفه ضد الإخوان، وإن قطاعًا آخر تركه لأنه وجد أن العمل بالسياسة بدلًا من الدعوة يؤدِّى إلى كوارث، وفقد الحزب جزءًا يُعتد به من قاعدته، وكان وجودهم فى الحزب مؤثّرًا، ولذلك هم يسعون من خلال سياسة ذكية فى محاولة لتعويض هذه الخسائر، وأن تكون الانتخابات القادمة حصادًا لسياساتهم. ■ هل السياسات الموجودة حاليًّا تساعد على خلق برلمان ديمقراطى؟ - لا، سيكون برلمانًا ضعيفًا مفتتًا ومجرد شكل وأكثر من تابع، ويشبه برلمانات مبارك، كانت تحدث بها نقاشات بنسبة ضعيفة، وهذا المجلس سيكون ليس تابعًا فحسب بل مجرد شكل موضوع على الحائط، لملء فراغ، ولن يكون مجلسًا بالمعنى الحديث، وهذا الأمر مُخجل، لأن مصر أول بلد فى هذه المنطقة عرف الانتخابات. ■ كيف ترى العلاقة بين الإعلام والدولة؟ - بعد 25 يناير، كان هناك ازدهار فى الإعلام السياسى، بدأت مقدماته قبل الثورة بقليل، وأجواء الانفتاح والحرية بعد الثورة والتعدُّد خلقت أمام الإعلام السياسى مساحات للعمل، وهذا المناخ اختفت عيوبه ولم تظهر، لأنه كان يوجد ما يدفع للعمل بشكل مستمر والتطورات السياسية. أما بعد 30 يونيو فانكشف الاهتراء المهنى الشديد فى الإعلام نتيجة اختزال الإعلام فى صوت واحد، وأن فى مثل هذه الأوضاع إن لم تكن لديك قدرة مهنية مرتفعة وجادة قائمة على رؤية، يتحوَّل الإعلام فى معظمه إلى أبواق تردِّد نفس الكلام. الحالة الإعلامية فى مصر والعالم العربى عمومًا وصفتها منظمة اتحاد الإذاعات العربية، فى تقريرها الأخير، بعبارة شديدة الدلالة: «تكاثر فى العدد وضحالة فى المحتوى»، فأعتقد أن هذه العبارة تُلخِّص حالة الإعلام فى مصر.