احتلت القمامة الأرصفة في معظم شوارع الإسكندرية، ولم يعد يظهر من الرصيف غير ألوان المهملات التي تغطيها. ورغم إعلان محافظ الإسكندرية، هاني المسيري، قبل أيام، تطوير الترام، وإنشاء عربة "ترام كافية" لراحة وترفيه الركاب القادرين على دفع تذكرة بخمسة جنيهات، إلا أن جانبي الترام غطاهما القمامة، في منظر شديد التناقض. وبينما ينظر الركاب من شباك الترام، وسيلة المواصلات الأشهر في المدينة الساحلية، لا يجدون عن يمينهم أو يسارهم إلا قمامة، الأمر الذي دفع المواطنين للصراخ "كفاية زبالة"، وهو مشهد رصدته "التحرير"، إذ يقول مصطفى محمد، موظف: "مش معقول المحافظ يدفع ملايين علشان يقول إنه بيطور الترام وفي الآخر نلاقي الزبالة محيطة بالمكان من كل حتة.. لازم نحترم عقول الناس شوية". نهاد كامل، طالبة، تشير إلى معاناتها من منظر القمامة، والأمراض التي قد تحملها للأهالي المقيمين قرب خط الترام، "بارجع من دروسي في الترام، وبلاقي منظر يخلي نفس الواحد تتسد عن المذاكرة أو عن فهم الدروس اللي بندفع فيها دم أهالينا". لا تقتصر المعاناة على الركاب فقط، بل إن عددا من قاطني منطقة باكوس اشتكوا من الذباب والحشرات التي تتطاير عليهم من القمامة التي يلقيها الأهالي وأصحاب المحلات بجوار سور الترام، ويقول إسلام سعد، خريج جامعي: يعني الحكومة اللي صرفت ملايين على حاجة اسمها "كافيه ترام" مش قادرة تشيل شوية زبالة، المحافظ بيقول إنه بيعمل حاجات كتير، بس الواقع أصدق من أي كلام.. حرام المنظر ده والله، فين الإسكندرية بتاعة زمان. محسنة سيد، ربة منزل، تتذكر أيام هدوء ونظافة المدينة الساحلية: "لو منظر زي ده كان موجود زمان مكنتش اسكندرية أخدت الشهرة بتاعتها ولا كان حد جه زارها.. ربنا يكون في عونا .. وعون الزوار اللي بيجوا يقضوا وقت كويس فيلاقوا المنظر ده".