رغم أنه شهر الصوم والطاعات، يكون الإقبال فيه على الطعام والشراب، إلا أن وضع رمضان في الإسكندرية مختلف، إذ راجت بشكل كبير مبيعات "الشيشة" خلال الأيام الماضية، وعجت المقاهي بمئات الشباب من أجل تدخينها، تاركين نصائح الأطباء يخطورتها الصحية مع سراب دخانها المتطاير حولهم. ورصدت "التحرير"، الإقبال الكبير على شراء الشيشة، وتحدثت إلى صاحب محل لبيعها بمنطقة المنشية، يدعى مجدي عاشور، والذي قال: "رمضان موسم بالنسبة ليا.. طبعا فيه إقبال كبير على شراء الشيشة وخاصة من الكافتيريات والشباب". موسم نهاية رمضان وأشار عاشور إلى أن أسعار الشيشة، تبدأ من 55 جنيها حتى ألفي جنيه للنوع المصري، ويقبل على شرائها أصحاب الكافتيريات، مضيفا أن "المستورد منها يبدأ سعرها من 250 جنيها حتى 3 آلاف و100 جنيه، والأخيرة يطلق عليها شيشة سعودي، يبلغ طولها مترا ويستعملها ثلاثة أفراد فى وقت واحد، ويقبل عليها بعض الشباب المستريح". ويتابع: "نسبة الإقبال على الشراء تزيد في رمضان وخاصة في النصف الثاني من الشهر"، ولدى صاحب المحل نوعان من الشيشة واحدة للمعسل المعروف وأخرى للنكهات "أناناس، وتفاح، وغيرها". تراويح الشيشة أمراض وعلى المقاهي، تحجب أدخنة الشيش الرؤية، ويجلس الشباب في حلقات دائرية يتناوبون الشيشة فيما بينهم، ويقول أحدهم، ويدعى علي صابر: "لازم بعد 16 ساعة صيام نفك عن نفسنا شوية.. الشيشة العادي أحلى من التفاح اللي بتجيب سرطانات"، مضيفا: "أنا بصلي التراويح وآجي هنا القهوة أضبط مزاجي، ودي عادة بعملها بقالي سنين". وتعليقًا على الإقبال غير الطبيعي على تدخين الشيشة في الشهر الكريم، يقول الدكتور محمد سالم، طبيب نفسي: الشيشة تعتبر متنفسا طبيعيا للشباب نتيجة الحالة الفوضوية التي يعيشونها، كما أنهم يعتبرونها علاجًا للحالات النفسية السيئة التي يمرون بها. وأضاف سالم: "المشكلة أنها قد تكون بداية لطريق إدمان المخدرات، إذ أن المخدرات تحقق نشوة أكبر من الشيشة". ويتابع: "الخطير أن بعض الشباب يدخن الشيشة على سبيل الرفاهية أو المنظرة أو حتى التسلية، وقد يتحول معه الأمر إلى إدمان للنيكوتين الذي تحتويه، كما أنها طبيًا أخطر من السجائر"، ولفت إلى أن أغرب ما في الموضوع إقبال فتيات على تدخين الشيشة من باب تقليد الشباب أو الموضة.