مع كل امتحانات للثانوية العامة تظهر وسائل وأدوات جديدة للغش يبتكرها الطلبة، حيث كان من المعتاد أن تظهر طرق الغش القديمة في الامتحانات، مثل "البرشامة" وهي قصاصة الورق الملخصة للمنهج كما ظهرت المسطرة وحتى سماعات الهواتف المحمولة، إلى أن وصل الأمر للنظارة وسماعات البلوتوث، فابتكر الطلاب وسيلة جديدة للغش بعيدًا عن الهاتف المحمول الذي أصبح معروفًا ومكشوفًا لدى الجميع. نجح مراقبو إحدى اللجان الامتحانية التابعة لمحافظة الإسكندرية في ضبط طالبٍ يغش أثناء امتحان اللغة العربية "نظام حديث"، أثناء محاولته الغش عن طريق "الفيزا كارت"، التي تعد أحدث وسائل الغش الإلكتروني. مراحل الغش الإلكتروني بدأت منذ عام 2011، عن طريق جهاز البلاك بيري منذ فترة وزارة الدكتور أحمد جمال الدين موسى، وزير التعليم الأسبق، ب"البلاك بيري"، وتم فعليًا ضبط ما يقرب من 500 حالة، وبعد أن فشلت الوزارة في السيطرة على الأمر،استمرت تلك الآلية في تداول أسئلة الامتحانات حتى فترة وزارة جمال العربي، وزير التعليم الأسبق، إلى أن أصبح جهاز "البلاك بيري" بطل الغش الطلابي من خلال خاصية ال "BBM"، أثناء فترة عام 2012، مع ظهور هاشتاج على موقع "تويتر" يحرِّض الطلاب على استخدام برنامج "Whats App" برنامج المحادثة المجانية على التليفونات المحمولة. لكن فشلت وزارة التعليم في تلك الفترة لمواجهة الغش الإلكتروني، بل وحاولت مخاطبة وزارة الاتصالات حينها لمحاولة اللجوء إلى أسلوب التشويش على أجهزة المحمول، ولكنها رفضت تمامًا التشويش؛ منعًا لتضرُّر شبكات المحمول، حينها بدأت وزارة التعليم تعتمد على نفسها من خلال تخصيص عددٍ من موظفي تكنولوجيا المعلومات بالوزارة؛ لمحاولة محاربة تلك الظاهرة،ونجح خلال فترة الامتحانات حينها، أحد موظفي الوزارة ويدعى محمد وجيه، على محاربة الغش بالبلاك بيري ، وحاز "وجيه" حينها على لقب صائد البلاك بيري؛ لتمكُّنه من إجهاض 400 محاولة غش ب"البلاك بيري" وضبطُّهم داخل اللجان الامتحانية وإحالتهم للتحقيق. وفي ثانوية عام 2013، تطورت آلية الغش الإلكتروني لتنشر بطريقة فجة خلال فترة تولي جماعة الإخوان مقاليد الحكم، وتولي الدكتور إبراهيم غنيم، وزارة التعليم، لتظهر وسائل إلكترونية حديثة مثل النظارات والساعات وسماعات البلوتوث بالأذن، ثم تعدَّدت خلال تلك الفترة أيضًا أدوات محاولات الغش باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة ومنها الأقلام التي تحتوى كاميرات، والأقلام السحرية التي تضم أوراقًا يكتب فيها الطالب الإجابات، ونظارة طبية تحتوى سماعة بلوتوث متصلة بالهاتف المحمول، إضافة إلى برنامج "فيبر" المتصل بالقمر الصناعي، وتكوين بعض صفحات لمواقع الغش على موقعي التواصل الاجتماعى "فيسبوك وتويتر"، وكانت أبرز صفحات الغش الإلكتروني حينها صفحة "عبيلوا _واديلو"، و" هوكه _اهلاوى"، و"مدرس ثانوى لكل المواد"، و"ثانوية _عامية"، و"ثانوية _عامة للغش". وبسبب تطور ظاهرة الغش الإلكتروني حاولت وزارة التعليم التي سيطر عليها قيادات الإخوان الاستعانة لشراء أجهزة دقيقة للكشف عن المحمول وبوابات إلكترونية ودوارة لاكتشاف المحمول عن بُعد، وتم رصد تكلفة مالية تقدر ب 35 مليون جنيه، وبدأت الوزارة حينها فعليًّا الإطلاع على عروض عديدة، منها عرض المخابرات العامة لشراء الأجهزة الدقيقة منها. وبعد تسريب تلك المعلومات لوسائل الإعلام، تراجعت وزارة التعليم لشراء تلك الأجهزة، وتم الاكتفاء حينها بتسريب تلك الشائعات الخاصة بالأساليب الحاسمة لمواجهة الغش الإلكتروني دون شراء الأجهزة الدقيقة، مع تفعيل قرار وزاري لمعاقبة الطلاب الغشاشين أو المصطحبين للمحمول داخل اللجان بحرمانهم عام من الامتحانات، ويعد العام الذي ضبط فيه الطالب بالمحمول داخل اللجنة الامتحانية، وأثبت إدانته عام رسوب، فضلاً عن منع كافة الأدوات المكتبية الحديثة داخل اللجان الامتحانية كمنع الأقلام السحرية والحاسب الآلي، إلا أنَّ الطلاب ضربوا بقرارات الوزارة عرض الحائط، وتم اشتعال تصوير الامتحانات حينها بالهاتف المحمول وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن استخدام النظارات الحديثة وسماعات البلوتوث، إلى أن تم ضبط 1571 حالة غش من خلال استخدامهم الوسائل الحديثة للغش. ومع ثانوية 2015، تطورت وسائل الغش الإلكتروني، خلال فترة تولي الدكتور محب الرافعي، مقاليد وزارة التربية والتعليم، حيث ظهرت وسيلة جديدة للغش وهي "الفيزا كارت"، بعد أن أصبح المحمول أداة غش مكشوفة لدى المسؤولين، وتعد الفيزا كارت التي تم اكتشاف بداية ظهورها مع طالب بإحدى لجان محافظة الإسكندرية أثناء الغش من خلالها أثناء امتحان اللغة العربية "نظام حديث"، الذي عقد الأحد الماضي، والذي تمت إحالته للتحقيق فورًا. ومنذ بدء امتحانات ثانوية النظامين "القديم والحديث" هذا العام، وبدأت الحرب الإلكترونية بين الوزارة ومواقع الغش الإلكتروني تشتعل، فعلى الرغم من استعانة الوزارة بأجهزة دقيقة "العصا الإلكترونية"؛ للكشف عن المحمول، إلا أنَّ هذه العصا الإلكترونية التي تم توزيعها على أفراد الأمن الإداري باللجان الامتحانية للكشف عن المحمول لم تمنع الطلاب من المغامرة لاصطحاب أجهزة المحمول معهم داخل اللجان الامتحانية، فضلاً عن نجاح الطلاب في تصوير ورقتي أسئلة امتحاني اللغة العربية والتربية الدينية في أول يوم امتحاني لهم هذا العام، وإرسالها لمواقع التواصل الاجتماعي؛ لتداول الاسئلة والاجابات عليها.