كان نِعم الأب في عطفه وحنانه على أطفاله الثلاثة وأمهم التي رأت فيه العوض عن الأهل، وكانت دائمًا ما تدعوا له بكثرة الرزق في كل صباح على مدار 14عامًا هي عمر زواجهما، حتي تبّدل حال الأب وعرف طريقه لأصدقاء السوء، الذين دلوه على كل الشرور، وسريعًا لاحظت الزوجة تعكر مزاج "رب الأسرة" على الدوام وتغيبه عن عمله، وإهماله في حقوقه المنزلية والزوجية. وقررت الزوجة مواجهته بأقاويل جيرانها عن تعاطيه للمخدرات ليل نهار وإدمانه ل "البرشام"، الذي لم ينكر، ووجه لها السباب بألفاظ خارجة، ولم يكتف بذلك بل جن جنونه، وراح يوثق أطفاله الثلاثة، الذين دخلوا في نوبة صراخ خوفًا على أمهم التي أبرحها أبيهم ضربًا، وينهال عليهم بلوح خشبي حتى هشم رؤوسهم، وتركهم في بركة من الدماء، ليلفظوا أنفاسهم الأخيرة في الحال، بجوار جسد أمهم التي أصيبت بغيبوبة تحت وقع ضربات الزوج. انتقلت الأجهزة الأمنية بالإسكندرية للمكان، ونقلت جثامين الأطفال للمشرحة والأم للمستشفى لتلقي العلاج، وألقت القبض على المتهم الذي علل جريمته بشكه في سلوك زوجته، وانتقل فريق من النيابة العامة لمعاينة مكان الجريمة قبل التصريح بالدفن. تفاصيل المذبحة تلقى بها اللواء محمد الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية، إخطارًا من قسم شرطة ثان الرمل، بتعدي عامل على زوجته وأولاده بالضرب، ما تسبب في وفاه أولادة الثلاثة وإصابة زوجته داخل الشقة سكنه بعقار كائن بشارع الرحمة، عزبة القلعة. وبسؤال زوجته، قررت أنه أثناء تواجدها وأولادها بالشقة سكنهم، فوجئت بزوجها يضربها ووقام بتوثيقها وأولادهما، وتعدى عليهم بالضرب بلوح خشب، ما أدي لحدوث إصابتها ووفاة أولادهما، وأضافت بأن زوجها اعتاد تعاطي الأقراص المخدرة، ودخلت معه في مشاجرات بسبب ذلك، وعدم إنفاقه على الأسرة، ما أدى لتعكر مزاجه وارتكابه الجريمة تحت تأثير الغضب والأقراص المخدرة. أكما أفادت الأم خلال استجوابها والدموع تنهمر من عينيها، أنهما كانا يعيشان حياة هادئة، وأنها لم تكن تتوقع ما بدر منه، وأنه منذ فترة تبدلت أحواله بعد تعاطيه المخدرات، وأصبحت حالته النفسية غير متزنة.