تحتضن ميونخ ثالث أكبر مدن ألمانيا وأغناها وأقواها اقتصادًا، مقر المركز الإسلامي للإخوان المسلمين، الذي أشرف على بنائه عام 1960 سعيد رمضان السكرتير الشخصي للإمام حسن البنا وزوج ابنته، وكانت بمثابة منصة انطلاق الجماعة في أوروبا. والمدينة التي تسمى أحيانا "العاصمة الخفية" لألمانيا، هي عاصمة ولاية بافاريا أكبر الولايات الاتحادية ال16، التي يساهم اقتصادها بجزء كبير من الاقتصاد الكلي للبلاد، بموقعها وسط أوروبا، ويقطنها حوالي 1.31 مليون نسمة. ويعتبر "رمضان" وفقا لموقع "ويكيبيديا الإخوان المسلمين"، هو أحد الرواد الأوائل للإخوان المسلمين في ألمانيا، حيث رحل إلى جنيف عام 1958 ودرس الحقوق فيها، وأسس الجمعية الإسلامية في ألمانيا حتى أنها أصبحت واحدة من المنظمات الإسلامية الثلاث هناك، التي ترأسها من 1958 إلى 1968، كما ساهم في تأسيس رابطة مسلمي العالم. ويعد المركز الإسلامي في ميونخ أحد مقرات الإخوان المسلمين الأوروبية منذ تأسيسه، وهو أحد أهم الأعضاء في الجمعية الإسلامية في ألمانيا، التي تمثل الفرع الرئيس للإخوان المصريين في البلاد. إلا أن الجمعية هي أيضًا نموذج أساسي للطريقة التي أحرز المسلمون بها قوتهم في أوروبا، حيث تنامت الجمعية بشكل لافت عبر السنين، وتتعاون الآن مع عدد كبير من التنظيمات الإسلامية في البلاد، ويندرج تحت مظلتها مراكز إسلامية من أكثر من 30 مدينة ألمانية، وتكمن القوة الحقيقية للجمعية في تنسيقها مع وإشرافها على عدد من المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية في ألمانيا. وترجع علاقة الجماعة بألمانيا منذ نشأتها، حيث تصدى الإخوان في مصر للمدارس الألمانية التبشيرية الموجودة في مصر آنذاك، ومع مرور الأيام واندلاع ثورة 23 يوليو واختلافها مع الإخوان بعد ذلك دفع هذا الأمر بعض الشخصيات إلى ترك البلاد ومغادرتها للبلاد العربية والأوربية، ومنهم سعيد رمضان الذي أسقط جمال عبد الناصر عنه الجنسية المصرية. كما غادر الآلاف من الطلاب المسلمين الشرق الأوسط خلال الخمسينيات والستينيات منطقة الشرق الأوسط للدراسة في الجامعات الألمانية، وبداية بعام 1954، غادر مصر عدد من أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين. وفي هذا السياق، يقول لورينزو فيدينو، وهو أكاديمي وخبير أمني متخصص في شؤون الحركات الإسلامية والعنف السياسي، إن "الوضع في ألمانيا على وجه الخصوص يفصح عن أن الإخوان المسلمين قد أحرزوا نفوذًا هامًا وقبولًا سياسيًا، أكثر من أي مكان آخر في أوروبا". وأشار فيدينو إلى أن "التنظيمات الإسلامية في البلدان الأوروبية الأخرى تقتدي الآن بشكل واع بنموذج نظيراتها الألمانية". ويتواجد في ميونخ التي تعد المدينة المفضلة الأولى للمعيشة في ألمانيا، مقر عدد من الشركات والمصانع الألمانية المهمة، أهمها شركة "بي. إم دبليو"، وشركة "أليانز" للتأمين، وشركة سيمينز للكهرباء والاتصالات وشركة "مان" لصناعة المركبات الثقيلة.