كتب- أحمد هاشم: قُتل 6 سعوديون على الأقل، وأصيب آخرون، جراء تفجير نفذه انتحاري اليوم الجمعة في مسجد للشيعة أثناء صلاة الجمعة ببلدة القديحي بمحافظة القطيف شرقي السعودية، -حسب الداخلية السعودية وشهود عيان-. والهجوم هو الأول من نوعه الذي يستهدف مساجد للشيعة، حيث لم يتورع منفذوه عن ارتكاب جريمتهم في يوم يصادف ذكرى ولادة الإمام الحسين بن علي. وقالت وكالة الأنباء السعودية، إن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية صرح بأن "الجهات الأمنية باشرت بعد صلاة الجمعة بلاغاً عن وقوع انفجار في أحد المساجد ببلدة القديحي بمحافظة القطيف"، دون أن يذكر أي تفاصيل إضافية بشأن عدد ضحايا الانفجار. وأفاد شهود عيان لوكالة رويترز، أن انتحاريًا فجر نفسه في مسجد الإمام علي بقرية القديح الذي يرتاده خلال صلاة الجمعة مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص. وقَدر شاهد من السكان المحليين أن 30 شخصًا على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح في الهجوم، وكان يصلي بالمسجد أكثر من 150 شخصًا. وقال أحد المصلين ويدعى جمال جعفر حسن لرويترز عبر الهاتف من موقع الانفجار "كنا في الركعة الأولى من الصلاة عندما سمعنا الانفجار". وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ضحايا ملطخين بالدماء ويجري نقلهم من موقع الانفجار الذي يأتي في وقت تقود فيه السعودية تحالفًا يشن غارات جوية على الحوثيين (الشيعة) في اليمن. فيما ذكرت مصادر صحفية أن نحو 20 شخصًا قتلوا جراء التفجير كما أصيب آخرون، موضحة أنه تم تحويل حالات الإصابة إلى المستشفيات القريبة، وأن حالة بعضهم حرجة، فيما استنفرت مستشفيات القطيف لاستقبال ضحايا التفجير، وأطلق مستشفى القطيف المركزي نداء استغاثة للتبرع بالدم. وبثت قناة "المنار" التابعة لحزب الله اللبناني لقطات مصورة لزجاج متناثر داخل المسجد وأخرى لجثث مغطاة بقطع من القماش على الأرض. وتقع القديح في الركن الشمالي الغربي من مدينة القطيف، وتبعد عنها حوالي ميل واحد تقريبًا، في وسط غابة كثيفة من النخيل، يحتضنها من ناحية الغرب كثبان رملية عالية، وتطل شرقاً على جزء من ساحل الخليج. وتعتبر القديح من أقرب البلدات إلى القطيف، وتشتهر كبقية بلداتها بنشاطين مهمين، هما صيد الأسماك وجمع اللؤلؤ، حيث جعلاها سوقاً كبيراً يقدم عليه التجار من البحرين والهند ومناطق أخرى. ويعيش أغلبية الشيعة السعوديين في المنطقة الشرقية التي تشهد احتجاجات بين الحين والآخر ضد السلطات.