انتشر ما يسمى بشركات "التسويق الشبكي"، في كل أنحاء مصر، وتعمل الفكرة على إقناع شخص بشراء أحد المنتجات بسعر عالٍ عن سعره الأصلي، وتعده بأن يحصل على نسبة من كل مشتري آخر يقوم بشراء ذات المنتج عن طريقه. بهذه الطريقة، تتشكل سلسلة أو شبكة من عمليات الشراء، بحيث يحقق أرباح طائلة نتيجة نجاحه في إقناع عدد كبير لشراء منتجات هذه الشركة، أما بالنسبة لأصحاب هذه الشركات، فكل ما يفعلونه هو جلوسهم في المكاتب والأموال تتدفق إلى حساباتهم. وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وانتشار البطالة، بدأ الشباب وغيرهم في خوض هذا المجال، لدرجة أن البعض ترك وظائفه، من أجل التفرغ للتسويق الشبكي المربح. "التحرير" ترصد أهم آراء المواطنين ورجال الدين، فيما يتعلق بالتسويق الشبكي وما الجدوى الاقتصادية منه، وهل هناك دخن بشأن المال الناتج عنه؟ وقال عبد الرحمن محمد، 22 سنة، أحد المشتركين الجدد في هذا المجال، إن التسويق الشبكي يفتح مجالات عمل جديدة للشباب، مشيرًَا إلى أن "منتجات هذه الشركات أساسية وجميعنا بحاجة إليها، ولا يخلو منزل منها، ولكي أصبح صاحب وكالة للشركة قمت بشراء أحد منتجاتها وبدأت أدعو أصحابي وأقاربي لشراء أحد منتجات الشركة لكي أحصل أنا وهم على العمولات الخاصة ونكون شبكة تدير أرباح على الكل". ومن جانبه، أكد محمود أحمد، 35 سنة، موظف، أن هذه الفكرة عُرضت عليه أكثر من مرة، وبسؤال الكثير عن حكم هذه التجارة في الإسلام، وجه اختلافًا فقهيًا بشأنها، ما دفعه للابتعاد عنها، اجتنابًا للشبهات. وطالب الحكومة بالإعلان عن حقيقة هذه الشركات، وهل يجوز التعامل معها أم لا، حتى لا يتعرض المواطنون إلى عمليات نصب، ويعود عصر الريان مرة أخرى. وقال مأمور ضرائب، رفض نشر اسمه، إنه على الرغم من دخول عدد كبير من المواطنين في هذا المجال، إلا أنه سقطت عدد من الشبكات، احترفت النصب على عدد هائل من المواطنين، تحت مُسمى التسويق الشبكي، وقامت بتجميع ثروات طائلة من ورائهم. وأوضح مصطفى حافظ، 48 سنة، موظف، أن "هذا المجال به شبهة حرمانية، فكيف أقوم بشراء منتج بسعر يفوق سعره الأصلي بمبالغ كبيرة، وبعدها آخذ مقابل مادي نظير شراء آخرين لمنتجات الشركة عن طريقي"، لذلك يجب على الدولة وضع قوانين صارمة هذه الشركات حتى لا يتعرض الشباب لعملية نصب. وشدد إبراهيم أحمد، شيخ بالأزهر الشريف بمحافظة بني سويف، على صدور العديد من الفتاوى الإسلامية بتحريم مزاولة نشاط التسويق الشبكي، لأن في شيوعها إشاعة لثقافة التواكل والبحث عن الربح السريع والابتعاد عن العمل المنتِج، واعتبرت هذه الفتاوى أنه نوعًا من أنواع الربا وأكل أموال الناس بالباطل والغش والتدليس. وأشار إلى أن دار الإفتاء المصرية، أصدرت فتوى قبل سنوات، تحلل التعامل بنظام التسويق الشبكي، إلا أنه تم وقف التعامل بهذه الفتوى، وأصدرت فتوى لاحقة تحرم التعامل بهذا النظام.