يبدو أن سلبيات الحوار المجتمعي الذي قاده رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، أكثر من إيجابياته، وسط اتهامات من الأحزاب للحكومة، بأنها لن تلتفت إلى مقترحاتها، وأن هناك تعمد في عدم منح حق طرح المقترحات خلال الجلسة إلا لأشخاص بعينهم يروجون لفكرة واحدة داخل الحوار. فشل الحوار المجتمعي قالت المستشارة تهاني الجبالي، النائبة السابقة لرئيس المحكمة الدستورية العليا، إن الحوار المجتمعي للقوة السياسية والحزبية "عبث سياسي". وأضافت الجبالي، أنه يجب أن تكون لجنة الإصلاح التشريعي "مستقلة" ولا تتدخل الحكومة بها بأي شكل ولا يجوز خلط الأوراق، وحاولنا التنبيه على ذلك ولكن الأحزاب حضرت بالفعل، وهذة خطيئة دستورية، ونحن رفضنا المشاركة في هذه الخطيئة. قال حزب الوفد، على لسان أحمد عودة، مساعد رئيس الحزب، إن ما حدث باللقاء الثاني في اجتماع محلب "فاشل"، خاصة بعد حدوث تراشق واتهامات بين أعضاء الأحزاب. وأكد عودة، أن ما حدث في حوار محلب مع الاحزاب سيؤثر على العملية الانتخابية، خاصة أن النزاع والخلاف السياسي بين الأحزاب سيؤدي إلى تعطيل إجراء الانتخابات. فيما أكد المرشح عن دائرة العمرانية حمدي كامل عودة، إن ما حدث في الحوار المجتمعي للقوى السياسية والحزبية مع المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء والمستشار الهنيدي، "تهريج"، قائلًا "نحمد ربنا أن الحوار مش مذاع على الهواء". إهدار المال والوقت قال طارق زيدان، رئيس حزب الثورة المصرية، إنهم انسحبوا من جلسة الحوار المجتمعي، لأنها جلسة "فاشلة"، محملًا المستشار إبراهيم الهنيدي مسئولية إهدار الوقت والمال منذ البداية، وأنه لم يكتف بذلك بل يدفعنا لمزيد من الفشل. وأشار زيدان، إلى اللجنة المنظمة للحوار تمنح أصدقائها حق طرح مقترحاتهم وتتجاهل رموز العمل السياسي. الكاتب الصحفي، عبد الحليم قنديل، قال إن الحوار المجتمعي بين محلب والأحزاب "بدعة" لا قيمة له، مؤكدًا أن الدولة أمام "عبث" مطلق بشأن الانتخابات. الاستماع لتيار دون آخر قال الدكتور هشام العناني، رئيس حزب المستقلين الجديد، عضو المجلس الرئاسي لقائمة "نداء مصر"، إنهم قاطعوا الجلسة الثالثة من الحوار المجتمعي، لأن هناك إصرار من المسئولين عن إدارة جلسات الحوار، للاستماع لتيار بعينه دون الاستماع لمن تم توجيه الدعوة لهم. رئيس حزب الكرامة محمد سامي، قال إن ما حدث من مشادات كلامية في جِلسة الحوار المجتمعي للقوى السياسية والحزبية، مقصود تمامًا؛ لإعطاء الشارع السياسي شكل الحوار الحقيقي، مؤكدًا أنه لن يقدم منتجًا جيدًا على الإطلاق. وأضاف سامي، أن دعوة أشخاص بعينهم لحضور جِلسة الحوار الثانية، وإعطائهم الكلمة، رغم أنهم حضروا الجِلسة الأولى، السبب الرئيسي في انسحاب بعض الأحزاب، واصفًا ذلك بالعمل المسرحي، وليس حوارًا حقيقًا بأي حال من الأحوال. كالعادة.. مفيش فايدة قال ياسر قورة، وكيل مؤسسي حزب المستقبل، إن جِلسات الحوار المجتمعي لتعديل القوانين المنظّمة للعملية الانتخابية "هزلية" وعديمة القيمة لإظهارعدم التوافق بين الأحزاب. وأضاف أن المستشار إبراهيم الهنيدي، وزير العدالة الانتقالية، أفصح خلال الجلسات عن نيته بأن التعديل لن يخرج عن إطار ما طُعن بعدم دستوريته من قوانين الانتخابات. بينما قال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الحوار المجتمعي ليس له أي جدوى على الإطلاق، مستدركًا: "كان روتينيًا، وضحك على الشعب". وأضاف زهران، أن الحكومة لا تريد مجلس نواب حتى تظل مستمرة، كما أنها قلقة من وجود البرلمان، لأنه سيحاسبها على كل ما تفعل. تشويه الأحزاب قال المتحدث باسم حزب الدستور، خالد داوود، إنّ الهدف من جلسات الحوار المجتمعي مع رئيس الوزراء إبراهيم محلب، ما هو إلا إظهار أنّ جميع الأحزاب غير قادرة على التوافق، مضيفاً أنّ جلسات الحوار "مهزلة". وأكد أن الأحزاب اعترضت في جلسات الحوار المجتمعي على عدم زيادة عدد القوائم، لأنّ التعددية الحزبية تأتي من تدعيم دور الأحزاب في البرلمان. شدد رئيس نادي الزمالك، على وجود أحزاب قوية في الشارع المصري، ولها تواجد سياسي مؤثر، مستدركًا: "هناك أحزاب أخرى تعمل بالسمسرة، وتأخذ أموال باهظة من رجال الأعمال للترشح على قوائمها الانتخابية.. أحزاب السمسرة غرفتين وصالة، ولا بد من مواجهتها". عشوائية التنظيم قال أمين عام حزب العدل، عبد المنعم إمام، إنّ أكثر من 45% من الحاضرين في اجتماع القوى السياسية مع رئيس الوزراء إبراهيم محلب، مجهولو الهوية. وأضاف إمام، أن جلسة الحوار المجتمعي هزلية، وعشوائية، ولم تكن موفقة لأنه كان يُوجد سوء في إدارة وبرنامج التنظيم لهذه الجلسة. وتابع إمام، أنّ رئيس الوزراء إبراهيم محلب، كان يَقوم بنفسه بإدخال بعض المنسحبين من جلسة الحوار مثل كمال أبو عيطة، وطارق زيدان، وغيرهم، لأنّ محلب كان لديه إصرار على إنجاح هذا الحوار.