رغم أن الانتخابات تم تأجيلها إلا أن الصراع في دائرة الهرم - والتي كان آخر نوابها عبد الناصر الجابري بطل موقعة الجمل والذي توفى في محبسه قبل إعلان البراءات لمتهمي الموقعة – لا يزال قائما ومشتعلا. ويتميز الصراع الذي لم يتوقف رغم تأجيل الانتخابات بأنه عائلي بشكل كبير وتتنافس فيه العائلات عبر جولات في المناطق والتسابق على تقديم الخدمات وتتميز الدائرة ايضا بظاهرة جديدة ربما هي نتاج قيام ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وهي أن كل المرشحين من الشباب وأن السباق يتميز بالحيوية، ومن أبرز الوجوه التي بدأت مبكرا السباق والجولات الدكتور إيهاب غطاطي وهو ابن شقيق رجل الأعمال ممدوح مبروك غطاطي، ويقوم بجهد كبير في التواصل مع عائلات الدائرة إضافة لنفوذ عائلته ببلدته مدينة غطاطي نفسها. ويقوم غطاطي منذ شهور طويلة بتحركات داخل الدائرة منذ رمضان الماضي وقام بتوزيع بطاطين، ويقدم خدمات ويتصدى لحل المشكلات الطارئة وتوفير أنابيب الغاز وغيرها من الخدمات مدعوما من عمه ممدوح غطاطي. وظهر بقوة أيضا خالد خطاب وهو أحد أبناء عائلة خطاب الشهيرة بعملها في السياحة ووجوده بنزلة السمان وكفر الجبل يعطيه فرصة كبرى ودعم عائلته التي تحظى بشعبية كبيرة، خاصة وأن مجدي خطاب ظل نائب دائرة لأكثر من فترة نتيجة شعبيته. ومن الوجوه الجديدة التي ظهرت مصطفى حمدي الدالي، وكان والده قد ترشح في الانتخابات التي فاز فيها عبد الناصر الجابري قي 2005 ويعد مصطفى حماده حسين كما يعرف في الدائرة أحد أصغر المرشحين وتمتاز الانتخابات بالنسبة له هذه المرة انها أصبحت أصغر بعد إلغاء 6 أكتوبر والواحات وفصلها لدائرة مستقلة، ويحظى مصطفى وعائلته بشعبية في بلدتهم منشأة البكاري حيث المصاهرة وصلات النسب مع عائلات كثيرة وكبرى، إضافة إلى صلات النسب بالهرم وكفر الجبل ونزلة السمان. أما في إطار الأحزاب ففي منشأة البكاري يدفع حزب المؤتمر بمرشح قوي وهو نصر عبد السلام كشوك وكان أحد الكوادر الحزبية بالحزب الوطني المنحل وعمل في مجال الخدمات، وهو ما يقسم أصوات منشأة البكاري ويصب هذا في مصلحة خالد خطاب وإيهاب غطاطي بشكل كبير، حيث يدفع أيضا حزب النور بمرشح من المنشية. ورغم هدوء الصراع فإن الأعمار للمرشحين ما دون الثلاثين عاما، تجعل الحالة في الدائرة أكثر نشاطا وحركة واستخداما للتكنولوجيا ومواقع التواصل في الدعاية. وتعد دائرة الهرم من الدوائر السلفية ويحظى فيها حزب النور بشعبية وأرضية كبرى خاصة المناطق الموجودة في غطاطي وكوم بكار والكوم الأخضر ومنشأة البكاري والتي تعد هي مركز من مراكز جماعة أنصار السنة ويسيطر عليها السلفيون بشكل كبير رغم انقسام السلفين فيما بينهم في أكثر من تيار، أبرزهم تيار مؤيد لجماعة الإخوان وهم الذين تواجدوا في رابعة العدوية بينما الباقي يندرج تحت جمعية أنصار السنة المحمدية وفيه تيار أو جزء كبير ضمن حزب النور، ومجموعة أخرى ترفض الانخراط في السياسة والاكتفاء بالعمل الدعوي خوفا من أن تستولى وزارة الأوقاف على مساجدهم. وتشهد المرحلة الحالية تحركات للاتفاق على تنازل أو انسحاب بعض المرشحين لعدم تفتيت الأصوات، حيث ترشح من نزلة البطران والهرم العليا حوالي 20 مرشحا، مما يفتت أصوات كفر الجبل والسمان والبطران، بينما يحظى إيهاب غطاطي بأصوات بلدته إضافة إلى الأصوات التي سيحصل عليها من باقي المناطق. وكانت عائلات الهرم أو الوجوه المعروفة قد احجمت عن الترشح مرة أخرى بعد ما حدث من اتهامات لنواب الهرم يوسف هنداوي وعبد الناصر الجابري بالتورط في موقعة الجمل وسجنهما.