كتب - حمادة عبدالوهاب أقلية تمثل 20 بالمائة من نسبة السكان، يقبع نصفهم تحت خط الفقر، كما يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية، ويعانون شتى أشكال الاضهاد والتمييز العنصري .... هذا هو حال عرب إسرائيل أو عرب 48 أو العرب داخل الخط الأخطر، تعددت المسميات والهم واحد. ومن أجل الدفاع عن حقوق هذه الأقلية قررت أربع كتل عربية أن تشارك في انتخابات الكنيست الإسرائيلي، وأن تدخل الانتخابات هذه المرة على قائمة موحدة، من أجل ضمان نسبة تمثيل أكبر، قد تمكنهم من الضغط على الحكومة الصهيونية من أجل انتزاع بعض بعض حقوق العرب المهدرة في الداخل الإسرائيلي، وربما دفع عجلة السلام إلى الأمام من أجل تحقيق حل الدولتين، لكي يحصل الفلسطينيون على حقوقهم في دولة مستقلة. وهذا الأمر يأتي في يشهد صعود كبير لأحزاب اليمين الديني، ولا سيما في الفترة الماضية الذي صعد فيها صقور اليمين إلى سدة الحكم في الدولة العبرية، مثل بنيامين نتيناهو و أفيجادور ليبرمان ، ونفتالي بينت مع حزب شاس اليمني المتطرف، وحزب يهودت هاتوراه. ويبدو أن فرص العرب هذه المرة سانحة من أجل الحصول على نسبة تمثيل أكبر في الانتخابات . وتخوض أربعة أحزاب عربية تحت راية واحدة لأول مرة ، هم "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، و"القائمة العربية الموحدة"، و"التجمع الوطني الديمقراطي"، و"الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية" ، الاتحاد في قائمة واحدة أطلقوا عليها "القائمة العربية المشتركة"، ويأملون أن يكونوا أكثر تأثيراً في الدورة القادمة للكنيست. وأظهرت عمليات المسح أن القائمة العربية الموحدة قد تجيء في المركز الثالث في الانتخابات بحصولها على 13 مقعدًا، ويصبح لها دور فاعل في تشكيل الائتلافات الحكومية التي تهيمن على السياسة الإسرائيلية التي لم تشهد احتكار حزب واحد للأغلبية في البرلمان. ويعتبر عدد كبير من عرب (إسرائيل) الذين يشكلون 20% من عدد السكان الذي يبلغ ثمانية ملايين نسمة هذا التوحد الجديد خطوة كبيرة على طريق محاربة التمييز وكسب الاعتراف. ويقول عرب (إسرائيل) إنه في كثير من الأحيان يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية. وعرب (إسرائيل) - عرب 48 - هم من بقوا في البلاد خلال حرب عام 1948 التي فر خلالها أو أجبر على الرحيل مئات الآلاف من الفلسطينيين أصحاب الأرض لينتهي بهم الأمر كلاجئين في الأردن ولبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية. مواطنون من الدرجة الثانية ومن بقي يشكون طويلا من تدني الخدمات ومخصصات غير عادلة في التعليم والصحة والاسكان. ويعيش أكثر من نصف عرب 48 تحت خط الفقر. الوحدة قوة لم تشارك أحزاب عربية قط في أي حكومة إسرائيلية ولم تسع للمشاركة. وهذا لن يتغير الآن على الأرجح لكن القائمة العربية الموحدة يمكن أن تلعب دورا كبيرا بعد فرز الأصوات. وتحصل الأحزاب العربية عادة على نحو 11 مقعدا في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) المكون من 120 مقعدا. وتشير استطلاعات الرأي إنهم كقائمة موحدة يمكن أن يحصلوا على 13 مقعدا بينما ترتفع توقعاتهم الداخلية إلى 15 مقعدا وهو ما يضعهم بوضوح في المركز الثالث. وفي النظام الانتخابي البرلماني الاسرائيلي يختار الناخبون أحزابا لا أفرادا وزعيم الحزب الذي له أكبر عدد من الحلفاء السياسيين هو الذي يفوز عادة بتفويض رئاسي لتشكيل الحكومة. الموقف من رئيس الحكومة المقبلة ولمح أيمن عودة رئيس القائمة العربية الموحدة إلى أن القائمة قد تساند اسحق هرتزوج الذي يسير حزبه الاتحاد الصهيوني وهو يسار وسط كتفا بكتف مع حزب ليكود الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي اليمني قبل الانتخابات التي تجري في 17 مارس. وفي مثل هذه المنافسة المحتدمة كل مقعد يصبح له قيمة. وقال عودة نريد لهذه الحكومة التي قادتنا جميعا يهودا وعربا إلى طريق مسدود ألا تستمر. لكننا في الوقت نفسه لسنا في جيب هرتزوغ . وقال عودة كانت لدينا صيغة ناجحة في التسعينات مع حكومة رابين مشيرا إلى رغبته في التوصل إلى ترتيب مماثل. واستطرد قائلا وحدنا المهمشين والمهددين ونسعى لشراكة مع اليهود أيضا . وينحدر عودة من مدينة حيفا، التي يطلق عليها الفلسطينيون "عروس الشمال"، وهي ذاتها التي ولد وترعرع فيها توفيق طوبي الذي كان أول عضو عربي في الكنيست منذ التئامه للمرة الأولى في 14 فبراير 1949، أي قبل 26 عاماً من ولادة عودة في يناير 1975. دعوات لزيادة المشاركة العربية وفي مسعى منهم لزيادة نسبة المشاركة في الاقتراع ينشط مرشحو القائمة العربية الموحدة في التحرك ما بين المدن والقرى العربية في إسرائيل، وينظمون اجتماعات في القاعات والجامعات لشرح برامج قائمتهم. و يستعين أعضاء هذه القائمة بمقاطع فيديو قصيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، تحاكي واقع العرب في إسرائيل وتعد بالعمل على حلها. فيظهر النائب العربي، طلب أبو عرار، في قرية بدوية في النقب، جنوبي إسرائيل، في شريط وهو يقول: "لا يحك جسمك إلا ظفرك، فاليوم مع قائمتنا المشتركة يمكننا أن نحرك مطالبنا، ففيها تحد وصمود لتعزيز الوجود، بإرادة شعبنا نحن قادرون على النصر". وقدمت القائمة العربية المشتركة برنامج طموح من 5 أبواب تبدأ بقضايا الجماهير العربية في إسرائيل، مرورا ب"ضد الاحتلال، ومن أجل السلام العادل"، و"دفاعا عن الحقوق الديمقراطية وضد العنصرية" و"حقوق العاملين والعدالة الاجتماعية والبيئية"، وصولاً إلى "حقوق المرأة". وانتشرت في "أم الفحم" البلدة التي يعيش فيها 48 ألفا من عرب 48 التي تقع قرب الحدود الشمالية للضفة الغربية اللافتات التي تدعو السكان للتصويت للقائمة العربية الموحدة على طول الطرق الصاعدة الى التلال. وعلق عند مدخل البلدة راية الحزب ذات اللونين الأزرق والرمادي وكتب عليها "هم واحد..صوت واحد". على مقربة تطل مأذنة مسجد على علامة ماكدونالد التجارية وعلى نصب اقيم في ذكرى 13 شابا قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلية عام 2000 خلال مظاهرة تضامن مع الانتفاضة الفلسطينية. ومن جانبه قال عضو الكنيست أحمد الطيبي، لمجموعة من الطلاب العرب في حيفا، لحثهم على المشاركة في الانتخابات: "هذه تجربة غير مسبوقة في العمل السياسي الوطني في الداخل". وأضاف الطيبي، وهو طبيب بالمهنة، في شريط مصور للقاء نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك): "أن تكون هناك كتلة من 15 نائباً عربياً بالكنيست يجلسون في صف واحد مقابلهم (زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني أفيغدور) ليبرمان على رأس كتلة صغيرة من 4-5 مقاعد، فإن هذا مشهد غير بسيط بالنسبة لهم، إنه يرفع ضغط دمهم، فأنا طبيب، وسعيد بارتفاع ضغط دمهم هذا". وفي هذا الصدد أيضًا، قالت عضوة الكنيست، حنين زعبي: "نحن جميعاً أمام مسؤولية ، فالشعب الذي طالب بالوحدة عليه أن يعطي الوحدة قوتها، إن نسبة تصويت 70% ستجعلنا قوة ثالثة" وأضافت زعبي التي لطالما عانت من ملاحقات اليمين الإسرائيلي بسبب مواقفها المناهضة للسياسات الإسرائيلية، في فيديو قصير نشرته على صفحتها في "فيسبوك": "علينا أن ننزل بجميع فئاتنا نساءا ورجالاً في الجليل والمثلث (شمال)، والنقب (جنوب)، ونقول نحن نريد أن نكون وحدة وقوة سياسية داخل البرلمان في مواجهة العنصرية". مرشحو القائمة العربية وإضافة إلى أيمن عودة، و حنين زعبي، وأحمد الطيبي، وطلب أبو عرار، فإن القائمة العربية المشتركة تضم المرشحين: مسعود غنايم، جمال زحالقه، عايدة سليمان-توما، عبد الحكيم حاج يحيى، يوسف جبارين، باسل غطاس، أسامه سعدي، عبد الله معروف، جمعة زبارقة، وسعيد خرومي.