نفتش في أسرار «مستقبل وطن»..أبو هشيمة وريدة وفرج عامر أبرز ممولي الحزب

أمين طه وعبدالجواد محمد:
قيادات الحزب يجتمعون في فيلا فاخرة بمصر الجديدة.. و40 مقرا بالمحافظات
مقار فاخرة بجميع محافظات الجمهورية، تمويل واسع -غير معلن- لحزب شبابي، يرأسه رئيس اتحاد طلاب مصر السابق، وإعلانات دعائية للحزب تملأ شوارع العاصمة وبعض المحافظات؛ هذا هو حال حزب مستقبل وطن، الذي يرأسه عضو لجنة الدستور السابقة، والحملة الرسمية للرئيس عبدالفتاح السيسي، الشاب محمد بدران.
"ويكيليكس البرلمان ، يكشف حقيقة الحزب الوليد، الذي يقوده عدد من الشباب، والذي شارك بقوة في حملة الرئيس الحالي، وجمع أكثر من 26 ألف توكيلًا له خلال السباق الرئاسي، ودفع مؤخرًا بنحو 100 مرشحًا في انتخابات مجلس النواب المؤجلة، للحزب الحاصل قبل سبعة أشهر على موافقة لجنة شؤون الأحزاب على إشهاره.
بدران افتتح خلال الأسابيع الأخيرة عددًا كبيرًا من مقار الحزب بالمحافظات، وكان آخرها بمحافظتي القليوبية والغربية، في ظل مشاركة فعالة من شباب الحزب في غالبية الأحداث السابقة، وسط إنفاق دعائي واضح لمرشحيه المحتملين، الذين يخوضون الاستحقاق الانتخابي للمرة الأولى.
بداية مستقبل وطن
البداية كانت مع محمد مصطفى بدران، رئيس اتحاد طلاب جامعات مصر، عندما فوض ليكون عضوًا بلجنة الخمسين للتعديلات الدستورية، وبعدها دشن حملة "مستقبل وطن" لدعم خارطة المستقبل، بمشاركة مجموعات من الشباب العشريني، وبعد نجاح الحملة في 27 محافظة، تكونت كوادر شابة في تلك المحافظات، نظّموا العديد من الفعاليات في الأحدث السابقة.
وبعد رفع الحملة في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، لصورة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بجوار شعار "نرى فيك مستقبل وطن"، إضافة إلى عبارت أخرى تساند الجيش، انتشرت في معظم أنحاء الجمهورية، أرسل رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب، خطابًا رسميًا، في إبريل 2014، يشكر فيه منسق عام الحملة، وشبابها، لأهدافهم الوطنية الصادقة.
ومع الوقت، ظهر جليًا دعم أجهزة الدولة للحملة، وإزالة جميع المعوقات أمامها، حتى تم تدشين الحزب بذات الاسم، وافتتاح مقار في جميع المحافظات، دون أن يعلن صراحة عن مصادر تمويله، خاصة أن أغلب مقار الحزب عبارة عن فيلات فاخرة، أبرزها فيلا المقر الرئيسي بحي مصر الجديدة.
الحزب في عيون الآخرين
هناك بعض الأحزاب ترى أن "مستقبل وطن" خطوة إيجابية للشباب، لأنهم مهملين داخل الأحزاب، ولا بد أن يكون لهم منبر شرعي للمشاركة السياسية بشكل فعال، عبر قناة رسمية لهم، دون النظر لمصادر التمويل، لأن معظم الأحزاب تعتمد على تمويل رجال الأعمال.
البعض الآخر يرى أن الحزب يمول من قبل رجال أعمال داخل مصر، لخدمة مصالحهم المتسترة في الحزب، ومن جهات خارجية، خاصة من دولتي الإمارات والكويت، بجانب الدعم الرسمي من أجهزة الدولة.
ممولي الحزب
"ويكيليكس البرلمان" حققت في مصادر تمويل الحزب؛ حيث كشف لها بعض المصادر أن أحد أبرز ممولي الحزب، هو رجل الأعمار البارز، رئيس مجلس إدارة مجموعة حديد المصريين، أحمد أبو هشيمة، والذي دعم الحزب ماليًا، منذ نشأته، ساهمت في تأجير مقار الحزب الفاخرة.
وعن التمويل، قال المتحدث الإعلامي للحزب هشام القاضي، إنه يوجد عدد من شباب رجال الأعمال في المحافظات المختلفة وراء التمويل، وأيضًا بعض رجال الأعمال من المشهورين بالقاهرة، ومن بينهم –بخلاف أبو هشيمة- نائب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم، وعضو اللجنة التنفيذية للفيفا، هاني أبوريدة، ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات فرج الله، فرج عامر، ومستشار وزير القوى العاملة والهجرة الأسبق، هاني عزيز .
كما أن الداعمين للحزب، رئيس حزب الوفد، الدكتور سيد البدوي، الذي ساعدهم في التحول من الميدان الثوري إلى ميدان العمل السياسي، لوجود تشابه كبير في نشأتهما؛ حيث نشأ الأقدم بعد ثورة 19، والآخر بعد ثورة 30 يونيو، وذلك بحسب القاضي.
أبرز المقار
أمين القاهرة أكمل نجاتي، قال إنه يوجد للحزب نحو 40 مقرًا في 27 محافظة، ومن المتوقع أن تزيد خلال الفترة المقبلة، حيث يوجد ثلاث مقرات للحزب بالعاصمة، المقر الرئيسي بمصر الجديدة، ومقر الأمانة العامة بميدان رمسيس، والأخير بحي منشية ناصر.
ومن أعلى هذه المقرات كلفة، المقر الرئيسي بمصر الجديدة، وهو عبارة عن فيلا فخمة، على مساحة 500 متر، مكونة من طابقان، ومفروشة بشكل جيد، ويوجد حديقة خضراء أمام مبنى الفيلا.
مرشحي الحزب
الحزب رشح على المقاعد الفردية 100 عضو، وعلى قائمة "في حب مصر" 6 أعضاء، وذلك بعد تقدم 210 عضو، تم اختيار السابقين منهم، وهذه المرة الأولى للحزب في خوض الانتخابات البرلمانية، رغم وجود أحزاب أقدم بكثير لم يستطيعون التقدم لمجلس النواب بأكثر من 20 مرشحًا.