سحبت الأردن، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، اليوم السبت، مشروع القرار المصري الذي تقدمت به إلى المجلس الأسبوع الماضي بشأن ليبيا. ويهدف سحب الأردن لمشروع القرار إلى، إعادة صياغته حتى يلقى قبولًا من كافة أعضاء المجلس، ولاسيما الدول دائمة العضوية (أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين)، حسب مصادر دبلوماسية في المنظمة الدولية. وتعتزم المجموعة العربية بنيويورك عقد مشاورات مكثفة خلال الساعات القليلة المُقبلة بهدف الوصول إلى صيغة مشتركة لمشروع قرار بديل يلقى قبول الدول الأعضاء بالمجلس، وتكون فرص تمريره أكبر من مشروع القرار الذي تم سحبه، حسبما أكدت مصادر لوكالة الأناضول، ومن غير الواضح حتى الآن، متى ستوزع الأردن الصياغة الجديدة لمشروع القرار المصري. وذكرت مصادر دبلوماسية بالأممالمتحدة، أن الأردن لم تُقدم حتى الآن، مسودة المشروع الجديد، مؤكدة أن مسودة المشروع (في حالة تقديمها من قبل الأردن) ستتطلب مفاوضات مكثفة من كافة مندوبي الدول الأعضاء بمجلس الأمن، فضلًا عن المفاوضات الدائرة بين عواصم الدول الأعضاء بخصوص مشروع القرار الجديد. وقالت المصادر إنه لم يتم حتى الآن، تحديد موعد للتصويت على مشروع القرار، مشيرة إلى أن الأمر قد يستغرق عدة أيام قبل أن تطلب الأردن عقد جلسة طارئة للتصويت على مشروع القرار. وكان مندوب بريطانيا الدائم لدى الأممالمتحدة السفير مارك ليال غرانت، قدم أمس الجمعة مشروع بيان (أقل من قرار) إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي بشأن ليبيا، فيما وصفته مصادر دبلوماسية، بأنه محاولة بريطانية (مدعومة من غالبية الدول دائمة العضوية في المجلس) بعرقلة صدور مشروع القرار المصري. ونجحت الأردن (العضو العربي الوحيد في المجلس) في كسر فترة الصمت لمشروع البيان البريطاني ومنع صدوره، ونص البيان الذي لم ير النور، على أن أعضاء مجلس الأمن، يدعمون بشكل الكامل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، ويحثون جميع الأطراف في ليبيا على "المشاركة البناءة مع جهوده لتسهيل التوصل إلى حل سياسي للتحديات المتزايدة التي تواجه ليبيا". ويؤكد أعضاء المجلس، وفق البيان ذاته، "الحاجة الملحة لتهديدات الإرهاب والأزمة السياسية والأمنية المستمرة، تتطلب الاتفاق على وجه السرعة في تشكيل حكومة وحدة وطنية، على أساس جداول زمنية واضحة. وتابع البيان، الذي لم يصدر، أنه "لا يوجد حل عسكري للأزمة السياسية في ليبيا"، وكرر الدعوة إلى "وقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط، والذي يحظى باحترام وتأييد من قبل جميع الأطراف في ليبيا". ويدعو مشروع القرار المصري الذي وزعته الأردن على أعضاء مجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء الماضي، لرفع حظر تصدير السلاح إلى "الجيش الوطني الليبي تحت قيادة السلطة التنفيذية الشرعية في ليبيا"، في إشارة إلى الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد في طبرق (شرقي ليبيا) والمعترف بها من المنظمات الدولية نيويورك.