كتبت- رنا عبد الصادق: رامز: مبادلة ديون شركات السياحة بسلع روسية مع بدء التنفيذ تباينت آراء خبراء الاقتصاد حول استعداد مصر وروسيا الاعتماد على العملتين المحليتين للبلدين، وهما الروبل الروسى والجنيه المصرى فى التبادل التجارى بينهما، حيث توقع اقتصاديون أن تحقق هذه الخطوة انتعاشة اقتصادية بين البلدين والقضاء على السوق السوداء للعملة فى مصر، فى حين رفض البعض الآخر الفكرة تخوفا من العواقب الدولية. وتأتى هذه الخطوة مع انخفاض عملة البلدين أمام الدولار الأمريكى، حيث وصل الجنيه المصرى إلى أدنى مستوى له فى تاريخه ليبلغ سعر الدولار الواحد نحو 7.63 جنيه، كما فقد الروبل نحو 45% من قيمته منذ فرض العقوبات الغربية ضد موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية، ليبلغ الدولار الواحد نحو 65.70 روبل. هشام رامز محافظ البنك المركزى قال إن التعامل بالجنيه والروبل قيد البحث لتحديد السلع التى سيتم المقايضة عليها، وقال إن هناك توجها لاستخدام ذلك فى مبادلة ديون شركات السياحة المصرية بسلع روسية. أستاذ التمويل الاستثمارى والخبير الاقتصادى، الدكتور مصطفى النشرتى، قال ل"التحرير"، إن استخدام نظام المقايضة مع روسيا والتعامل بالروبل الروسى فى مصر من شأنه أن يتسبب فى حدوث المزيد من المشكلات مع الدول الأخرى وعواقب دولية وخيمة، نظرا لأنه سيعمل على انهيار الدولار، مشيرا إلى أن الفكرة يمكن تنفيذها، لكن يجب أن تقوم الدولتان بوضع خطط لرفع حجم التجارة بينهما، إلى جانب تطبيقها بين الدولتين فقط، خصوصا أن مصر تعتمد بشكل رئيسى على الدولار فى معاملاتها الدولية، ومنعا لحدوث مشكلات دولية نتيجة تراجع العملة الروسية عالميا. من جانبه، أوضح الخبير الاقتصادى والمساعد السابق للمدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، الدكتور فخرى الفقى، أن التبادل التجارى بين مصر وروسيا بالعملات المحلية يساعد فى تنشيط حركة التجارة، ويحقق انتعاشا لجميع الأنشطة الاقتصادية، لافتا إلى أنه سيساعد أيضا فى حل مشكلة العملة فى مصر والقضاء نهائيا على السوق الموازية، وذلك نظرا للقيام بتوفير احتياجاتنا بالعملة المحلية بدلا من الدولار كشراء القمح على سبيل المثال، فضلا عن أن مصر تعتمد على عمليات الاستيراد بشكل أكبر من التصدير إلى الخارج. الخبير الاقتصادى أضاف أنه من الأفضل الاعتماد فى المعاملات التجارية بين البلدين على الروبل الروسى بدلا من الجنيه المصرى، خصوصا أن الميزان التجارى لصالح روسيا، وفى هذه الحالة من الممكن أن يتحقق نظام المقايضة بشكل ناجح. رئيس شعبة المستوردين بغرفة تجارة القاهرة ورئيس مجلس الأعمال المصرى الروسى سابقا، أحمد شيحة، أوضح أن التعامل بالجنيه والروبل يعمل على زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى نحو 9 مليارات دولار سنويا، لافتا إلى أن التعامل بعملة البلدين سيمثل ضربة قوية للدولار الأمريكى، خصوصا أنه يسهم فى تراجعه لأقصى درجة ممكنة، إلى جانب أنه سيؤدى إلى إحداث تكامل سلعى بين البلدين، وهو الأمر الذى سيقلل من احتياجات مصر من الدولار وتنشيط السياحة الروسية لمصر. شيحة أضاف هذه الفكرة ستسهم أيضا فى زيادة الصادرات المصرية لروسيا، فضلا عن دفع عملية الإنتاج الصناعى لمصر، كما أنها ستفتح الأسواق الروسية على مصراعيها أمام المنتجات المصرية، لافتا إلى أن هناك عديدا من السلع التى يمكن تبادلها تجاريا بين البلدين مثل الحبوب والغاز إلى جانب المستلزمات الزراعية، مؤكدا أن مصر وروسيا فى حاجة إلى هذه الخطوة، وذلك بسبب نقص المخزون الاستراتيجى من العملة الأجنبية.