في عالم يعُج بالتكنولوجيا والأجهزة الرقمية، يظن البعض أن امتلاك كاميرا وصفحة على موقع فيسبوك، أمران كافيان حتى يكتسب المرء صفة "مصور"، وهو أمر خاطئ، فالتصوير موهبة وفن، وليس مجرد ضغطة على زر. وبين الموهبة والشغف "شعرة"، هذه الشعرة هى العلم، الذى قد ينقل شخصاً إلى مرحلة يصبح فيها فناناً، بينما يقف صاحبنا "حمادة فوتوجرافر" فى عالمه الافتراضى والتعليقات "الكيوت" على فيسبوك. وفى هذا الموضوع، تحكى إحدى المصورات التى اكتسبت صفة "فنانة"، كيف استطاعت أن تلتقط صوراً رائعة، أضافت لها ضباباً بأسلوب علمى عن طريق استخدام "الثلج الجاف". تاتيانا لوميير، هى فنانة متخصصة في مجال التصوير المفاهيمى، تنتمى إلى ولاية بنسلفانيا الأمركية، وتدور جميع أعمالها حول الصور الحالمة، الأنيقة، والمليئة بالمشاعر الإنسانية. وبدأت لوميير رحلة إضافة الضباب إلى أعمالها بشراء ماكينة ضباب تشبه التى يتم استخدامها في حفلات الزفاف والاستعراضات الغنائية. وبعد تجربتها الأولى مع الماكينة، لاحظت لوميير أن النتائج النهائية ليست هى الأمثل، فالناتج الذى حصلت عليه كان أقرب إلى الدخان منه إلى الضباب، لتقرر الفنانة حينها تبريد الضباب قبل خروجه من الماكينة باستخدام مُبرد، إلا أنه لم يعطى أيضاً النتائج المأمولة كما تشاهد فى الصورة التالية. وبعد تفكير عميق، استدعت لوميير "العلم" ومزجت بينه وبين التصوير، فقررت استخدام "الثلج الجاف" للحصول على الضباب بشكله الرائع دون أن يتحول إلى دخان. الثلج الجاف، هو عبارة عن ثانى أكسيد الكربون مُجمد في حالة صلبة بدرجة 78 تحت الصفر، ويشبه في جميع الأحوال زفير الإنسان، وله أثار سلبية قد تؤدى إلى صعوبة التنفس، الغثيان، وربما الاختناق حتى الموت، لذا فقد وضعت لوميير مجموعة من إرشادات الأمان للرغبين في الإقدام على خوض التجربة مثلها كما يلى: -لا تقوم أبداً بلمس الثلج الجاف باليد، ويجب ارتداء قفزات، ويفضل عدم اللمس المباشر. -تأكد من امتلاء المنطقة التى ستقوم بالتصوير فيها بالهواء النقى قبل استخدام الثلج الجاف -قم بظبط الإضاءة، واختيار الزوايا النهائية للتصوير قبل إدخال الثلج الجاف كعنصر في الصورة. -عندما تكون بالقرب من الضباب، تذكر أنه ليس من الجيد استنشاق الهواء بشكل كامل، أى "التنفس بضمير". -يمنع منعاً باتاً تعريض الأطفال، الحيوانات الأليفة، أو كبار السن المصابين بالربو إلى الضباب. وبالإنتهاء من هذه الإرشادات، إنتقلت بنا لوميير إلى كيفية إنتاج الضباب من الثلج الجاف في عدة خطوات بسيطة كما يلى: -يمكن انتاج الضباب عن طريق وضع الثلج الجاف في الماء الساخن، وكلما زادت حرارة الماء، سيُنتج المزيد من الضباب. -كلما زاد الماء الساخن، وقلت كمية الثلج الجاف، كلما كانت النتائج أفضل وليس العكس، وإليك كيف يبدو المشهد: -عندما تقل درجة حرارة البيئة المحيطة، يُفضل زيادة درجة حرارة الماء، والصورة التالية هى نتاج مشهد التقطته لوميير في الهواء الطلق مع درجة حرارة أقل من درجة التجمد. -عند استخدام تقنية الضباب الناتج عن الثلج الجاف في بيئة دافئة، فإن الضباب ينخفض ويتراكم، كما يتحرك بصورة سريعة ويشكل طبقات رقيقة. -عند إضافة الحليب إلى الماء، ووضع أوعية على يمين ويسار الشخص الذى تقوم بتصويره، فإن الضباب سيكتسب شكلاً دائرياً رائعاً. -في الصورة التالية، يبدو لك أن الفتاة التى قامت لوميير بتصويرها واقفة على الأرض، إلا أنها في الحقيقة كانت ملقاة على ظهرها، وقبعة الضباب التى تتواجد فوق رأسها هى نتاج عمل "الأوعية" التى تم ذكرها في النقطة السابقة. -الضباب يتبدد بسرعة كبيرة كما ترى في الصورة التالية. -عندما يتحرك الضباب إلى أسفل، يعطى تأثيراً مختلفاً، وفى الصورة التالية وضعت لوميير وعاءاً من الماء الساخن بداخلة ثلج جاف على طاولة، فيما كانت الفتاة تجلس أسفلها. وفى نهاية حكايتها مع الضباب، أوضحت لوميير أن هذه التقنية يمكن للمرء أن يصنعها منفرداً، ولكن إذا إراد المصور سلك طريق الاحتراف، فيُفضل أن يعين مساعداً له حتى لا يخسر ثوان ثمينة في إعدادها، كما أكدت على رخص ثمن التقنية التى لا تتعدى تكلفتها 5 جنيه إسترلينى.