التقط مصورون عرب وأجانب عشرات الصور الفوتوغرافية لمدينة شفشاون الشمالية المغربية تتفق جميعها في غلبة اللون الأزرق واعتبار السماء سقفا مفتوحا تتطلع إليه صور يضمها معرض فني افتتح مساء أمس الثلاثاء في القاهرة. ومعرض (شفشاون.. الؤلؤة الزرقاء) الذي يستضيفه (المركز المصري للتعاون الثقافي الدولي) التابع لوزارة الثقافة المصرية بانوراما لتفاصيل الحياة في مدينة شفشاون. وتسجل الصور الجانب الذي رآه كل مصور، فالإسباني خوان ريباس صور لوحة أثناء كتابة خطاط مغربي لها بخط أندلسي وتتضمن الآية القرآنية: "مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا أَفَلا تَذَكَّرُونَ". أما الليبي ماجد قريرة فيصور درجا أشبه بنفق غارق في الزرقة ويضيق مع الصعود وصولا إلى باب منزل. ويصور التونسي عمر عبادة حرز الله بنتا صغيرة تقف خلف باب أزرق ولكنها تمد يديها إلى الهواء الطلق عبر فتحة ضيقة تكفي لرؤية ابتسامتها وراء الباب المغلق. وتركز المصرية ندى محروس على الأزياء التقليدية المحلية كما تلتقط صورة لصفوف من الأحذية التلقيدية الخففية بألوان زاهية. وتأسست مدينة شفشاون الواقعة في شمال المغرب في 1471 وكانت ملجأ لمسلمي الأندلس الذين تم طردهم من شبه الجزيرة الأيبيرية عام 1492 بعد سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس. والمعرض الذي افتتحه السفير المغربي في القاهرة محمد سعد العلمي ورئيسة قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة المصرية كاميليا صبحي يضم صورا أخرى لكل من المغربيين وحيد التاجاني وسمير الحسيني والإماراتي سعيد الشامسي والأمريكي روبرت هال والمصريين جورج ماهر وأحمد شبيطة المنسق العام للمعرض. وقال شبيطة في دليل المعرض إن "مدينة شفشاون بشخصيتها المتفردة وألوانها الزرقاء.. في حد ذاتها لوحة فنية طبيعية". وأضاف أنه أقام في ديسمبر 2013 معرضا عنوانه "المغرب بعيون مصرية وفرنسية" ضم صورا لأكثر من مدينة مغربية له ولمصور فرنسي ولكن فكرة معرض "شفشاون.. الؤلؤة الزرقاء" كانت وليدة التلقائية. وأضاف أنه صور جانبا من تفاصيل شفشاون وبالتواصل الإلكتروني مع بقية المصورين اكتشف أنهم وقعوا "في عشق المدينة" وأن بقية الصور تحمل "روح الدفء والطمأنينة" فكان هذا المعرض الذي يستمر حتى 12 فبراير الجاري.