حراك سياسي كبير يشهده حاليًا أهالي منطقة حلايب وشلاتين، وذلك بعد تخصيص دائرة انتخابية ضمن قانون تقسيم الدوائر الجديد لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، لاسيما أنه لأول مرة في تاريخ البرلمان يحصل أبناء المنطقة على مقعد يمكن من خلاله عرض مطالبهم ومشكلاتهم وتوصيل أصواتهم بالإضافة إلى منحهم إمكانية المشاركة في التشريع وسن القوانين. ولم يقف هذا الحراك عند القبائل التي ستدفع بأحد أبنائها إلى الساحة السياسية من خلال البرلمان، بل امتد إلى الشباب والمرأة وكذلك المغتربين المقيمين في تلك المناطق، حيث شارك البسطاء من أبناء تلك المناطق في النقاش حول شخص المرشح وقدرته على إنجاز ما يلزم في خدمة أهالي المنطقة. ويرى شاذلي القرباوي، أحد المرشحين المحتملين، عضو المجلس القومي لشؤون القبائل المصرية، وأحد أبناء قبيلة العبابدة والبشارية - وفقًا لوصفه - أن حلم الحصول على مقعد في البرلمان ظل يراود أبناء المنطقة منذ وقت بعيد، وأن تحقيقه حاليًا في ظل حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي يعطي مؤشرا إيجابيا لتوجه الدولة إلى أبناء الجنوب. وبسؤاله عن اعتزام عدد من الأشخاص خوض التجربة الانتخابية في ضوء نظام قبلي يسود المنطقة، وإمكانية توافق القبائل حول مرشح واحد، أكد القرباوي - والذي مارس العمل السياسي في المجالس المحلية منذ عام 1996 - أن دخول أكثر من مرشح في الانتخابات يعد إثراء للحياة السياسية، وأن المجال مفتوح أمام الجميع، ومن يرى في نفسه القدرة على خدمة بلده ومدينته يتقدم بغض النظر عن الانتماء القبلي، قائلًا "في النهاية سيتم الاحتكام إلى الصندوق، خاصة وأن المرحلة الحالية من تاريخ مصر تضع عضو مجلس الشعب محل تقييم من المواطنين". وعن أهم الأهداف التي سيسعى لتحقيقها داخل البرلمان حال فوزه بالانتخابات، قال القرباوي إنه سيعمل على ضم قرى "برنيس، والشيخ الشاذلي، وحماطه، وأبو غوصون" حتى مرسى علم مع دائرة حلايب وشلاتين الانتخابية، موضحًا أن تلك القرى يتقاسم أهلها نفس العادات والتقاليد، كما سيعمل أيضًا على عدم ضم أي أجزاء من تلك المناطق إلى محافظات وادي النيل مثل أسوان والمنيا، ضمن مشروع التقسيم العرضي المقترح للمحافظات. وأعرب عن أمله في إدراج مشروعات سياحية وزراعية وتعدينية بالمنطقة من خلال الترويج لها في المؤتمر الاقتصادي المقرر انعقاده في منتصف شهر مارس المقبل، وخاصة أنها تتمتع بمقومات فريدة. واختتم شاذلي القرباوي تصريحاته، مثمنًا جهود الرئيس السيسي في دعم الحياة السياسية، وأشار إلى سعي الرئيس من خلال لقائه مع رؤساء الأحزاب مؤخرا، إلى التوحد على قائمة موحدة لخدمة الوطن. وفي سياق متصل، قال ممدوح علي عمارة، المرشح المحتمل من قبيلة البشارية، إن منطقة حلايب وشلاتين وأبو رماد مصرية 100%، وكل أبناء القبائل ينتمون إلى مصر قلبا وقالبا، وكل ما يشاع بشأنهم محض افتراء، وأن الدولة المصرية لم تدخر يومًا جهدها في خدمة وتنمية أهالي الجنوب، معربا عن أمله في استمرار الدولة في تنمية تلك المناطق. وأشاد بتخصيص دائرة انتخابية لأبناء المنطقة، موضحًا أن هذا التخصيص سيدفع بأحد أبناء حلايب وشلاتين وأبو رماد إلى البرلمان، لعرض تطلعاتهم ومطالبهم والحديث بشأنهم، مشيرًا إلى أنه سيسعى لتحقيق ذلك من خلال المشاركة في التشريع والرقابة في ضوء إلمامه بمطالب واحتياجات أهالي منطقته. وقال إنه حال نجاحه، سيسلط الضوء على ما تتمتع به منطقة حلايب وشلاتين وأبو رماد من ثروات معدنية وسياحية وزراعية يمكن للدولة الاستفادة منها بشكل أفضل، كما سيسعى إلى توجيه الدولة لبناء مساكن ومستشفيات ومدارس وبنوك لتسهيل الحياة على المواطن. وأعرب عن أمله في عمل تخطيط عمراني كامل لهذه المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية التي يمكن أن تكون سببًا في دعم وتنمية الاقتصاد المصري. وعن رؤيته بشأن علاج القصور في الخدمات الطبية المقدمة لأهالي المنطقة، قال إنه سيسعى إلى مطالبة وزارة التعليم العالي بمنح أبناء المنطقة استثناءً لدخول كليات الطب والتمريض والصيدلة عبر منحهم درجات إضافية للمساعدة في هذا الشأن. كما أعرب عن أمله في إنشاء معاهد عليا في المنطقة وكذلك تسهيل عملية الاستثمار عبر سن قوانين جديدة بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير البنية التحتية، وإحياء ميناء "عيذاب" ليكون منفذًا للحجيج من أهالي الصعيد، والاستفادة من قرب المسافة مع السعودية. وأشار عمارة إلى أهمية تنشيط التجارة البينية باعتبار أن المنطقة تعد مركزًا متميزًا للتجارة بين مصر والسودان، وهو ما يمكن أن يوفر فرص عمل لأبناء المنطقة في مجال التجارة والصناعة. وحول رؤية الشباب من أهالي المنطقة عن الانتخابات البرلمانية المقبلة، توافق الجميع حول أهمية المشاركة في هذا الاستحقاق الديمقراطي، في حين تباينت آرائهم حول موقفهم من المرشحين، ففي الوقت الذي أكد بعضهم أنهم سيدعمون من يرون فيه القدرة على تحقيق مطالبهم وإحداث تنمية ملحوظة داخل المنطقة، بغض النظر عن الانتماء القبلي، رأى البعض الآخر أنه يجب اتباع الرأي التوافقي بين كبار القبيلة في اختيار المرشح. وفي سياق متصل، قال مجموعة من الشباب إنهم يسعون إلى الدفع بأحد شباب القبائل يدعى "خالد طاهر" لخوض الانتخابات البرلمانية، وأضافوا أنهم دشنوا في سبيل ذلك صفحة خاصة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لدعم مرشحهم المحتمل. ومن ناحية أخرى، أكد عيسى حامد باحث بيئي من سكان مدينة الشلاتين أن المرشح عن المنطقة يجب عليه حال فوزه الاهتمام بتنمية المنطقة في مجالات الصحة والتعليم والإسكان وأن لا يكون نائبا للخدمات الفئوية والمصالح الشخصية. وعن دور المرأة في الانتخابات، قالت فاطمة عيسى رئيسة الجمعية النسائية بمدينة الشلاتين إن المرأة تلعب دورا بارزا في العملية الانتخابية، وإنها الأكثر مداومة على الاستحقاقات الدستورية، معربة عن سعادتها لتخصيص مقعد في البرلمان لمدينتي شلاتين وحلايب والقرى التابعة لها، إلا أنها تخوفت من التقسيم العرضي للمحافظات الذي يمكن أن يدفع بمدينة حلايب إلى الضم مع محافظة أسوان، وطالبت ببقاء الشلاتين وحلايب ضمن مدن البحر الأحمر. وفي ذات السياق، أكدت فاطمة أحمد فرح، من أهالي مدينة الشلاتين وتنتمي لقبيلة العبابدة، أنها ستدعم المرشح الذي يحقق مطالب أهالي المدينة، وفقا لبرنامجه الانتخابي، مشيرة إلى ارتفاع عدد السيدات اللائي يشاركن في الانتخابات بالمقارنة بعدد الرجال، مرجعة ذلك إلى انشغال معظم الرجال من سكان تلك المناطق في أعمال الرعي داخل الجبال بعيدا عن المدينة.