منذ الواحدة ظهرًا، وطوال ست ساعات، شهدت منطقة المطرية اشتباكات وحالة من الكر والفر بين المتظاهرين المؤيدين للإخوان وقوات الأمن، امتلئت فيها سماء ميدان المطرية بالغاز المسيل للدموع إلى جانب دخان المولوتوف وصناديق القمامة وإطارات السيارات التي أضرم فيها "متظاهرو الإخوان" نيرانهم. بدأ العشرات من إخوان المطرية الاحتشاد أمام مسجد الرحمن بشارع التعاون، بعد صلاة الظهر، ورفعوا شارات رابعة العدوية، ورددوا هتافات معادية للجيش والشرطة، لتبدأ الاشتباكات فور وصول قوات الأمن. حيث أشعل "الإخوان" النيران في أحد المحال التجارية بشارع التعاون، إثر إلقاء المولوتوف والألعاب النارية عليه، ووضعوا قنبلتين صوت، انفجرتا بميدان المطرية، بالإضافة إلى إضرام النيران فب سيارة تاكسي، بشارع التعاون بالمطرية. وهدأت الأوضاع في المنطقة بعد ما يزيد عن ساعة من الاشتباكات، حتى تجمع مجددًا، عدد من "الإخوان" في شارع التعاون، واستأنفوا الاشتباك مع قوات الأمن، ليتجدد الكر والفر مرة أخرى، حيث ألقت عناصر الإخوان قنابل المولوتوف على قوات الأمن المتواجدة بالشارع، فيما وردت قوات الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع. ووصلت تعزيزات أمنية، تشمل "4 مدرعات وسيارتان فض شغب، 4 سيارات عمليات خاصة"، في محاولة لتفريق المتظاهرين وفض الاشتباكات، بالإضافة إلى تدخل عدد من الأهالي للوقف دون تظاهر "الإخوان" في الميدان. ومع اقتراب الغروب، أطلق عناصر الإخوان الخرطوش والرصاص صوب أهالي المطرية الرافضين تنظيم مسيرتهم، ما أدى إلى إصابة عشرات الأهالى، كما ألقوا القنابل على رجال الأمن. كما حطموا "كشك" محطة الترام بميدان المطرية، عقب تمكنهم من الوصول إلى الميدان، وقطعوا الطريق أمام حركة السيارات. وأضرم عناصر "الإخوان" النيران في أتوبيس هيئة نقل عام، بميدان المطرية، وهم عدد من الأهالى بإخماد حريق كشك محطة الترام الموجود بالميدان، بإشعاله فيما تتمركزت قوات الأمن فى الميدان، تحسبًا لعودة عناصر الإخوان. ومع حلول المساء، تجددت الاشتباكات، للمرة الثالثة، بشارع التعاون بميدان المطرية، بين قوات الأمن المركزى، وعناصر "الإخوان"، انقطع على إثرها التيار الكهربائي بأعمدة الإنارة بشارع التعاون المتفرع من ميدان المطرية. وأشعل المتظاهرون النيران في صناديق القمامة والأخشاب المتواجدة أمام مسجد "الرحمن"، بمنطقة المطرية، ما دفع إدارة مسجد الرحمن، التابع لإحدى الجمعيات الخيرية بشارع التعاون، إلى إغلاق أبواب المسجد ولم ترفع شعائر صلاة العشاء. ومن جانبه، نفى رئيس مباحث المطرية، المقدم وائل متولى، شائعة مقتل معاون مباحث القسم، مؤكدًا على عدم وجود وفيات فى صفوف الشرطة بدائرة القسم. وقال متولى، في تصريحات ل"التحرير "، إن قوات الشرطة بصدد السيطرة على الأوضاع فى منطقة المطرية، مؤكدًا أن المنتمين إلى جماعة الإخوان يُطلقون النار على القوات، الأمر الذى نجم عنه إصابة 6 ضباط بإصابات مختلفة. وعلمت التحرير من مصادر طبية، أن الاشتباكات في المطرية، أسفرت عن إصابة 34 شخصًا و12 قتيلًا، بينهم 4 بطلق ناري مباشر في الرأس، و3 بطلق ناري في البطن، و5 بطلق ناري في كل الجسم، وأصغر قتيل عمره 14 عامًا ومجهول الهوية.