للعلم، الأخَوان شريف وسعيد كواشى منفذا عملية «شارلى إبدو» بباريس فرنسا منذ أيام هما من أعضاء جماعة الإخوان، وقد حضروا ثلاث مظاهرات فى فرنسا تأييدا للإخوان.. أخوك الشيخ د.مصطفى راشد، عالم أزهرى. ■ ■ ■ ما تقوله نعلمه أيها الأخ الكريم.. والإخوان يعلمونه.. ودول كثيرة تعلمه، ولكن تلك الدول خرجت من الحرب العالمية الثانية بعقدتين كبيرتين، أضاف إليهما الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عقدة ثالثة.. عقدتا الحرب العالمية الثانية هما الانفراد بالسلطة، وانقلاب موازين القوى.. فانفراد هتلر بالسلطة حوّله إلى وحش نازى، انطلق بكل شراسة لفرض سيطرته على أوروبا، وحلم بالسيطرة على العالم، وشن فى سبيل ذلك حربًا عالمية، أسفرت عن تدمير دول، ومصرع أكثر من أربعين مليون بشرى. أما انقلاب موازين القوى فهو أكثر وضوحًا، فقد بدأت الحرب العالمية الثانية وإنجلترا وفرنسا هما القوتان العظميان فى العالم، ولهذا كان هتلر يحلم باحتلالهما، وحمى وطيس حلمه، بعد أن احتل فرنسا بالفعل، وتبقّت أمامه بريطانيا، التى كانوا يلقبونها بالإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، ثم ظهرت أمريكا وروسيا فى الحرب، التى انتهت بتراجع فرنساوبريطانيا، وصعود أمريكا وروسيا إلى عرش القوتين العظميين فى العالم. العقدة الثالثة عند الغرب عقدة زعامة جمال عبد الناصر.. جمال جاء، بغض النظر عن اتفاقك معه أو اختلافك، فنقل مصر من دولة مهمّشة إلى دولة يحسب لها حساب، وربما لهذا كرّروا معه ما فعلوه مع محمد على، ودبّروا نكسة 1967م، ليمحوا زعامته، وليدخلوا مصر فى ما هى فيه الآن. ولهذه العقد الثلاث يعلم الغرب أن الإخوان ومن يتبعونهم إرهابيون ولكنهم يحرصون على وجودهم كجبهة نزناز، تضمن أن لا تستقر الأمور فى العالم العربى، الذى لو اتحد لصار قوة عظمى، تهدّد عروشهم وزعامتهم.. وزعامة السيسى تثير خوفهم وذعرهم أيضا، لأنهم، ومنذ وفاة ناصر، كانوا حريصين على أن لا يظهر زعيم آخر فى المنطقة العربية.. ومع ظهوره، وانبهار العالم العربى كله به، أطلّت عقدة الزعامة من رؤوس الغرب مرة أخرى.. ولكل هذا فهم يعلمون أن الإخوان إخوان الشياطين، وأنهم حليف أساسى وممول للإرهاب، ولكنهم فى الوقت ذاته وسيلتهم لتدمير المجتمعات العربية، ومنع نهوضها لمنافستهم.. بمعنى أصح: عارفين وبيستعبطوا.. والإخوان يستمرئون هذا، لأن هدفهم لا يختلف.. تدمير الهوية العربية، وإعادتها ألف عام إلى الخلف.. ولكن الإرهاب، إرهاب أنصار الإخوان، بدأ يضرب الغرب نفسه، وهذا سرعان ما سيقلب الموازين مرة أخرى.. فانتظروا.. وتنبهوا.