عندما خرج آلاف الأوربيين إلى الشوارع مرة أخرى فى مدينة ديسدرن الألمانية احتجاجا على ما أسموه "أسلمة الغرب"، كانت هذه التصرفات ليس فقط نتيجة الاستياء والخوف، ولكن أيضا نتيجه الجهل بمساهمات المسلمين الأوائل فى العديد من الاختراعات والفنون، ولذلك قامت صحيفة "هافنجتون بوست" بسرد بعضا من هذه الإسهامات. قام أحد المتظاهرين فى احتجاجات ديسدرن بظبط نظارته، وقال بتهكم "لا أعتقد أن قام أحد من العالم العربى بأى اختراع حديث"، وإذا كان أحد المتظاهرين يعزف على الجيتار فهو بذلك يعزف على ألة موسيقية من أصول عربية!، ويكتب متظاهر أخر على اللافتات بعض الأرقام فتأكيد هذه الأرقام مأخوذة عن الأرقام العربية. ولذلك قالت صحيفة "هافنجتون بوست" إن الغرب مدين للمسلمين بالكثير من الابتكارات ولعل من أهمها: 1- علم الجبر: يفخر العديد من الغربين والألمان على وجه الخصوص بتحقيق العديد من الانتصارات فى مجالى التكنولجيا والهندسة؛ ولكن عرفت أوروبا الأسس الرياضية المعروفة فى القرن الثانى عشر؛ وذلك عندما ترجم الفيسلوف والمهندس المعمارى البريطانى روبرت هوك بترجمة كتاابات المفكر العربى الخوارزمى – مؤسس علم الجبر- والذى تم تسميته "خوارزميات". 2- فرشاة الأسنان: يعتبر الإسلام أحد الأديان العالمية الأولى التى ركزت بشكل خاص على النظافة الجسدية، ويحتوى القرآن الكريم على العديد من تعليمات الاغتسال، ولذلك فالاهتمام بالأسنان له أولوية خاصة فى الأهتمام تماما كما ذكر الإسلام. ويعتقد أن المصريين القدماء ابتكروا فرشاة أسنان مصنوعة من فروع الشجر، ومع الوقت تطورت ليصبح معروف باسم "السواك" انتشرت فكرة المسواك للجميع الناس خاصة عند استخدام النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) بانتظام كفرشاة أسنان، فى حين لا توجد أى إشارة فى القرآن الكريم عن فكرة السواك، هى فقط مذكورة فى العديد من كتابات علماء المسلمين. 3-الجيتار: تعود جذور الجيتار المعروف لنا اليوم إلى العود العربى، وجد العود منحنى الرقبة خلال العصور الوسطى، حيث استخدمها المسلمون فى إسبانيا وعرفت بعدها باسم "الجيتار". يُقال إن معلم الموسيقى جلب جيتار وأعطاه للحاكم الأموى عبد الرحمن الثانى خلال القرن التاسع، والجيتار الحديث كان نتيجة للعديد من التطورات للعود القديم، ولذلك فالعود العربى له الفضل فى ظهور الجيتار. 4- العدسة المكبرة/النظارات الطبية: لم يكن العرب السبب فى ظهور علم الرياضيات ولكن أيضا يرجع الفضل لهم فى ابتكار البصريات، كان العالم الحسن ابن الهيثم أول عالم مسلم وصف كيفية عمل العين فضلا عن إسهاماته فى علم الفلك والرياضيات. قام ابن الهيثم بالعديد من التجارب بالمواد العاكسة وأثبت من خلالها أن العين لا تشعر بما يحيط بها فى فى غياب أشعة الشمس، كما كان يعتقد العلماء فى هذه الفترة الزمنية، واكتشف أيضا أن الواجهات الزجاجية المنحنية يمكن استخدامها فى تكبير الأشياء. كانت "عدسة القراءة" هى أولى النظارات المكبرة، لتكبير الحروف والأكثر شيوعا فى الاستخدام، ومن هنا نشأت فكرة النظارات الطبية فيما بعد، وعلاوة على ذلك، كتب ابن الهيثم نصوص علمية هامة فى علم الفلك والأرصاد الجوية. 5-القهوة: تعتبر القهوة من أفضل صادرات العالم الإسلامى للغرب، رغم أنها نشأت فى أثيوبيا، حتى أنها وجدت طريقها إلى البحر الأحمر ثم إلى شبة الجزيرة العربية ومن ذلك الحين عرفت طريقها إلى العالم الغربى. يُعتقد أن تاجر عثمانى قام بجلب المشروبات التى تعتمد على حبوب القهوة إلى لندن فى القرن السابع عشر، ونشأت أول مقهى للقهوة فى البندقية بإسبانيا عام 1645، فى حين عرفت ألمانيا مشروبات القهوة بعد تحرك الجنود الأتراك من النمسا إلى ألمانيا عام 1683، وفى نفس السياق تقول الأسطورة إن جنود السلطان تركوا كمية كبيرة من القهوة ورائهم. 6-المستشفيات: كانت مستشفى أحمد بن طولون هى أول مستشفى حديث مزود بالممرضات فى القاهرة عام 872، وفيها تلقى جميع المرضى الرعاية الصحية بشكل مجانى، حيث يعتبر تقليدا إسلاميا فى ظهور بوجود المستشفيات. وجدت العديد من المستشفيات الهامة فى بغداد قبل هذا التاريخ، ولكن كان نموذج القاهرة هى النموذج المثالى الذي ظهرت بعده المستشفيات بشكلها الحالى فى جميع أنحاء العالم. 7-الفرق الموسيقة العسكرية: تعتبر فريق الموسيقى الرسمية للدولة العثمانية قديما والذى أطلق عليه "مهترخانه"، وهى فرق موسيقة كانت تصحب الجيوش العثمانية عند خروجها للحروب، ويقول المؤرخون إنها أقدم الفرق الموسيقية العسكرية المعروفة فى التاريخ. كانت تتخلص مهمة هذه الفرق فى لعب الموسيقى خلال المعركة بأكملها، وتتوقف فقط عند هزيمة الجيش أو انسحابه من المعركة. وخلال حروب الغربيين مع الدولة العثمانية تركت هذه الفرق الموسيقية انطباعا وتأثيرا كبيرا على الجنود الأوروبيين، ومن هنا بدأوا فى استخدامها فى الحروب العسكرية. 8-الاختراعات الجراحية: كان الطبيب الأندلسى أبو القاسم الزهراوى واحدا من الشخصيات الطبية الأكثر أهمية فى العصور الوسطى، حيث كتب أكثر من 30 مجلد، ووصف من خلالهم أهمية العلاقة الطبية بين الطبيب والمريض، وناقش لأهمية تلقى جميع المرضى لنفس مستوى الرعاية الطبية بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التى ينتمون إليها. اخترع أيضا علاجا جراحيا لأمراض عديدة مثل أمراض مجرى البول والأذن والمرئ، وكان الزهراوى أول من وصف حالات الحمل خارج الرحم، واستعان الأطباء الأوروبيين بأفكاره العظيمة خلال القرن السادس عشر، ولذلك فأفكاره لها الفضل فى تشكيل أسس الجراحة الحديثة.