يحتفل المسلمون كل عام، في بعض الدول العربية، بذكرى المولد النبوي الشريف، ليس باعتباره عيدًا فحسب، بل فرحًا بولادة الهادي رسول الإسلام محمد بن عبد الله، فتبدأ الاحتفالات الشعبية، من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته، وذلك بإقامة مجالس يُنشد فيها قصائد مدح النبي، وتُعرض فيها دروسًا من سيرته، وذكر شمائله ويُقدّم فيها الطعام والحلوى، مثل حلاوة المولد. يوافق مولده صلى الله عليه وسلم، عطلة رسمية في عدة دول منها، الجزائر، المغرب، سوريا، مصر، ليبيا، الأردن، وتونس، والإمارات. وللدول العربية في احتفالاتهم بالمولد النبوي مذاهب وأشكال، نستعرضها في عدد من الدول الإسلامية. السودان يُخصص السودانيون أرضًا للاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، حيث تنصب الخيام وتتلألأ الأنوار فيها، وتُرفع الرايات وتسير المواكب الصوفية، يتقدمها رجالات الدولة ومشايخ الطرق الصوفية والموسيقى العسكرية، ويتبعهم حملة الزي الصوفي والشارات والأعلام، وصولًا إلى أرض الاحتفال، حيث تبدأ الدروس والمحاضرات وقصائد المديح، التي تمتد حتى الليلة الأخيرة، التي تُختتم بصلاة الصبح. المغرب وللمغرب في الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم شكلًا مختلفًا، فترتبط هذه المناسبة بأكل، الكسكسي، وزيارات الأقارب وشراء الملابس الجديدة. ماليزيا وتتميز مظاهر الاحتفال في ماليزيا، بكرنفالات تتخللها المواكب الضخمة في الشوارع، وتتزين المنازل والمساجد بالزينات والأنوار، ويتم توزيع الصدقات على الفقراء، ويقُدم طلاب المدارس وصلات شعرية يتغنون فيها بسيرة الرسول الكريم. الجزائر ويُعد المولد النبوي فيها، احتفالًا رسميًا وشعبيًا للحفاظ على الهوية، وهو من المظاهر الراسخة في أذهان الجزائريين، واستمرار الشعب الجزائري في إحياء هذه المناسبة، التي شكلت مظهرًا من مظاهر تمسكهم بهويتهم الجزائرية. تركيا وتبدأ مظاهر الاحتفال بهذا اليوم بعد صلاة العشاء، خاصة في المساجد الكبيرة، حيث تُقام مراسم الاحتفال الكبيرة، وتتسابق القنوات التلفزيونية، من أجل الاشتراك في إحياء هذا اليوم عن طريق البث المباشر، فتبث القرآن الكريم والصلوات الشريفة، والخطب عن سيرة النبي. مصر وتشتهر بحلوى المولد النبوي، أحد أهم مظاهر الاحتفال الشعبي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وتُقام فيه الخطب الدينية ويُتلى القرآن الكريم في المساجد.