تنظيم داعش أعلن أنه قد نجح فى إسقاط طائرة أردنية مقاتلة، بنظام دفاعه الجوى، وأسر الملازم الشاب معاذ، كان الله سبحانه وتعالى فى عونه، وهوّن على أسرته وعائلته. الخبر صحيح، فى الجزء الخاص بأسر معاذ فحسب، أما كل ما عدا هذا فهو كعادة المتأسلمين والمتطرفين، كذب فى كذب. فى البداية يستحيل أن يمتلك تنظيم داعش منظومة دفاع جوى قادرة على إسقاط طائرة حربية، ليس تقليلًا من شأن التنظيم، ولا كذبًا، فالكذب وكل النقائص الأخرى هى من شيمة مَن يملؤون الدنيا صراخًا بأنهم وحدهم من أهل الجنة، وكأن الجنة فى نظرهم لا يدخلها إلا كل دموى وحشى كاذب وحقير!! يستحيل أن يمتلك تنظيم داعش منظومة دفاع جوى قوية قادرة على إسقاط طائرة حربية لأن منظومات الدفاع الجوى، من هذا النوع، تعتمد على نظام رادارى متقدّم، تبث إشارات تنعكس على الطائرة، لتحدّد موقعها وسرعتها، لتوجيه الضربة إليها. والطائرات الحديثة تلتقط هذه الإشارات، وتحدّد موقعها، وترصد إحداثيات بثها، حتى يمكن ضرب مواقعها وتدمير دفاعاتها. ولم يتم رصد أى بث من قبل تنظيم داعش الكاذب، لا قبل ولا فى أثناء ولا بعد سقوط طائرة معاذ!! وباستطلاع رأى الخبراء، أفادوا بأن ما يمتلكه التنظيم الكذاب هو أسلحة دفاع جوى حرارية يحملها الأفراد، وهى غير قادرة على إصابة طائرة، تعلو أكثر من مئتى متر عن الأرض، والطائرة المقاتلة التى كان يقودها معاذ يستحيل أن تنطلق على ارتفاع منخفض كهذا إلا لو أصابها عطل فنى أجبرها على الهبوط. تفسير الخبراء إذن، فى الطيران والدفاع الجوى، هو أن عطلًا أصاب محركات الطائرة، فقفز منها الطيّار كما هو متبع، وبعد سقوط الطائرة هبط هو بمظلته، فوجد نفسه محاطًا بضباع داعش وكلابهم، الذين انقضّوا عليه، وهلّلوا لنصر لم يحرزوه. الكذابون نشروا صورًا لهم، وهم يحيطون بالطيار الشاب، وكذبوا -كعادتهم- فى نصر لم يحرزوه، وهلّلوا لكذبهم، على طريقة جوبلز، وزير وأستاذ البروباجندا فى زمن النازية، الذى ظل يصدر بيانات نصر زائفة، والروس على مشارف برلين!! وهكذا كل المتطرفين والمتأسلمين، يتصورون أن الكذب سبيلهم للانتصار فى المعارك، ولم يتعلموا من التاريخ أن جوبلز، أستاذ ورئيس قسم الكذب، ومبتكر أساليبه الحديثة، لم ينقذ ألمانيا من الهزيمة، وأنه على الرغم من أستاذيته فى الكذب قتل زوجته وأطفاله الستة ثم انتحر، عندما أدرك أن سقوط برلين فى قبضة الروس صار حتميًّا. اكذبوا.. اكذبوا.. اكذبوا.. ولكن أخبرونى: بمَ يجعلكم الكذب -وهو عار- أفضل ممن تقاتلونهم؟! وكيف يجعلكم مقاتلين فى سبيل دين حرّم الكذب؟! تطلقون على أنفسكم اسم داعش (دولة الإسلام فى العراق والشام)، ولكنكم بخداعكم والكذب على أنفسكم ستنتهون إلى داحس (دولة أم الكدب فى السجون).. هذا إن لم تجمعكم المقابر أولًا.. يا كدابين.