كتب- أميرة إبراهيم ومحمد جمال الدين وعبد الحق وزيرى وأحمد حسن وصديق العيسوى وكارم الديسطى وسارة زينهم ويارا حلمى وشريف البرامونى: ما بين الضربة التى أغرقت مركب «بدر الإسلام» فى الحادية عشرة مساءً فى منطقة جبل الزيت بخليج السويس، وبين انطلاق أول سيارة إسعاف من مستشفى الطور فى الخامسة والنصف من فجر اليوم الثانى، كانت نهاية رحلة 43 صيادًا بين الموت والفقدان والاحتجاز تحت الماء إلا قليلا كتبت لهم الحياة، بعد أن صدم مركبهم حاوية كويتية ترفع علم بنما قادمة من إيطاليا، ومتجهة إلى ميناء جدة بالمملكة السعودية، وكانت الحادثة المأساوية، التى أدت إلى انقسام مركب الصيد فى التو واللحظة، حيث لقى 13 صيادًا مصرعهم فى الحال، حتى مثول الجريدة للطبع. أنوار بدر الإسلام انطفأت تمامًا فى الحادية عشرة والنصف مساء السبت، وعندما انتبهت بقية مراكب الصيد لاختفاء أضواء بدر الإسلام ، واتجهوا للبحث عنه اكتشفوا أنه غرق تمامًا، ومع ذلك يؤكد مسؤولو راديو القصير الخاص بتلقى إشارات الاستغاثة ومراقبة حركة الوحدات البحرية والسفن المارة فى البحر الأحمر فى نطاق منطقتى القصير وسفاجا أكدوا أنهم لم يتلقوا أو يسجلوا أى إشارات استغاثة بغرق مركب صيد أو أى إشارة طلب إنقاذ حتى السادسة والنصف من صباح الأحد، فقاموا بتوصيل الاستغاثة إلى غرفة عمليات هيئة موانى البحر الأحمر، وعلى الفور قامت بالاتصال بقيادة القوات البحرية لتتحرك عمليات الإنقاذ من خلال لنشات التحرك السريع، وطائرة هليكوبتر قامت بمسح المنطقة فى موقع الحادثة لأربع ساعات. وأوضحت مصادر خاصة ل التحرير أن موقع الحادثة مثّل صعوبة فى الوصول إلى مكان غرق المركب، حيث وقعت الحادثة على بعد 90 ميلًا بحريا من الغردقة، و30 ميلًا بحريا من الطور، حيث بلغت سرعة الرياح فى هذه النقطة 50 عقدة، ما أدى إلى انتشار حطام مركب الصيد على مسافة واسعة وبعيدة عن موقع الاصطدام فى وقت قصير. ورغم هرب الحاوية، التى تسببت فى الحادثة المأساوية فقد تمكنت وحدات القوات البحرية من رصدها وإيقافها وقامت باقتيادها إلى ميناء سفاجا، حيث يتم استجواب طاقمها، وفى مفاجأة غير متوقعة كشفت مصادر خاصة أن التحقيقات ستوضح سبب اصطدام الحاوية الكويتية بمركب الصيد، الذى ربما لن تكون السفينة مسؤولة بشكل مباشر عنه، وأوضح أن مراكب الصيد تقوم بالصيد ليلًا بطريقة الشانشيلا، التى تعتمد على توجيه أضواء كاشفة قوية إلى الماء لاجتذاب الأسماك، ومن ثم فإن انطفاء أضواء اللنش بدر الإسلام يمثل علامة استفهام، ورجح احتمال أن يكون المركب تعرض لعطل مفاجئ فى مولد الكهرباء لم يستطع الصيادون علاجه، ولم ينتبه زملاؤهم إلى اختفاء الأضواء، بينما اصطدمت الحاوية بالمركب دون أن تراها بسبب سوء الأحوال الجوية، وأردف بأن التحقيقات التى تباشرها النيابة ستؤكد أو تنفى هذه الاحتمالية. ومع تواصل عمليات البحث تبين أن المفقودين ربما احتجزوا داخل الكبائن، وهم صرعى، والجثث لن تظهر بسبب احتجازهم تحت الماء. وأوضح مصدر خاص أن وقت وقوع الحادثة كان ربع الطاقم تقريبًا فى راحة عندما غمرتهم المياه، وهم نيام فى الكبائن بعد أن غرق المركب بسرعة، وأشار المصدر إلى احتجاز 11 صيادًا فى حكم المتوفين فى كبائن النوم، بينما يجرى البحث عن 6 مفقودين آخرين، وإضافة إلى إنقاذ 13 صيادًا وانتشال 13 جثة بالفعل، فإن ضحايا الحادثة لن يقلوا عن 24 قتيلًا، والناجون لن يزيدوا على 19 إذا عثر على الستة المفقودين أحياء. البحرية المصرية وجهت ثلاثة لنشات سريعة لمسح المنطقة، والبحث عن ناجين يصارعون الأمواج فى نطاق أكثر من ثلاثين كيلومترًا حول مكان غرق بدر الإسلام ، بينما تستعد وحدات من غطاسى الإنقاذ بالبحرية المصرية للقيام بعملية دقيقة لفتح الكبائن الخاصة براحة الصيادين، وإخراج الجثث المحتجزة داخلها. وأشارت المصادر إلى صعوبة احتمال بقاء المفقودين أحياء إذا لم تلتقطهم أى سفن أو مراكب، حيث إن السباحة لأقرب ميناء، وهو الطور على بعد 30 ميلًا بحريا، من الصعوبة، بحيث يرجح احتمال غرقهم وانجذاب الجثث بعيدا عن مكان الحادثة بسبب شدة التيار. انتقل إلى موقع الحادثة اللواء أحمد فوزى عبد العليم، سكرتير عام المحافظة، واللواء محمود سامى، حكمدار جنوبسيناء، حيث تم وصول 8 جثث إلى مستشفى الطور العام، أما الجثث الخمس فهى فى الطريق، أيضًا المصابون الموجودون فى المستشفى حالتهم الصحية مستقرة، والإصابات خفيفة، وتم علاج عدد كبير من الحالات. وأعلن اللواء أحمد فوزى، السكرتير العام لمحافظة جنوبسيناء، أن اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء وافق على صرف مبلغ 5 آلاف جنيه لأسرة أى متوفى، وألف جنيه للمصاب من الشؤون الاجتماعية، وقال إن السفينة التى تسببت فى الحادثة تدعى كابور ، وتحمل علم دولة إيطاليا، قد ألقى القبض عليها، وقامت القوات البحرية بالتحفظ عليها فى ميناء سفاجا البحرى للتحقيق معها فى الحادثة. فى سياق متصل قال اللواء عصام خضر، مدير إدارة الأزمات والعمليات بالمحافظة، إن القوات المسلحة أرسلت طائرة هيلكوبتر تابعة لمركز الإنقاذ للمساعدة فى عمليات البحث والإنقاذ، موضحًا أن الطائرة أقلعت من مطار الغردقة، واتجهت إلى منطقة جبل الزيت بخليج السويس. وقام فريق من النيابة العامة تحت إشراف المستشار محمد عبد السلام بإرسال فريق للاستماع إلى أقوال المصابين، ومعاينة الجثث تمهيدا للتصريح بدفنهم. وفى تصريح خاص قال عبد الرحيم مصطفى، المتحدث الإعلامى باسم هيئة موانى البحر الأحمر، إن السفينة التى اصطدمت بالمركب تسمى الصفات ، كانت قادمة من إيطاليا فى طريقها إلى ميناء جدة السعودى محملة بنحو 256 ألف طن من الحاويات، وتحتوى على مواد خطرة قابلة للاشتعال، وعقب المسح الشامل الذى قامت به القوات البحرية تبين أن الحادثة وقعت بالقرب من منطقة جبل الزيت بمدينة رأس غارب، حيث اصطدمت السفينة بمركب صيد يسمى بدر الإسلام ، ووقع التصادم من الأمام، حيث تحطمت كشافات الإضاءة أولا ثم تحطم المركب بالكامل، وتعرض للغرق فى الحال. كما صرح الدكتور حسام جميل، مدير مرفق الإسعاف بالبحر الأحمر، بأنه تم رفع حالة الطوارئ بمستشفى رأس غارب المركزى الأقرب إلى موقع الحادثة، وذلك بناءً على تعليمات من وزير الصحة تحسبًا لوصول جثث أو مصابين. بكرى أبو الحسن، شيخ الصيادين بالسويس، قال إن السفينة الغارقة كانت قد غادرت ميناء الأتكة بالسويس فى الرابعة عصر الجمعة، وكان المركب بحالة جيدة، ولا يوجد به أى خلل فى تكوينه، مشيرًا إلى أنه وفى الحادية عشرة مساء السبت حسب أقوال الصياد الناجى، قام ريس السفينة، الذى توفى فى الحادثة، بإلقاء الخطاف بالقرب من منطقة جبل الزيت، ولم تمر علينا سوى نصف ساعة حتى وقعت الحادثة المفزعة، ولم يستطع أحد رفع الخطاف من عمق البحر، أو إعادة تشغيل الماكينات. أسماء القتلى على على العاصى، والأباصيرى مسعد المتولى، وعبده كابو الشوه، ومحمود السويركى، ورشاد بدير، وجمال الطيب، ومحمد أبو فهيم الجعيدى، وحسن راضى راضى. وغريب بدير، وعوض بهدوء، وموسى راضى، ومحمد الحناوى، وعبده أبو شلبى. أسماء المصابين محمد الأباصيرى مسعد، 35 سنة، وعلى عزت عبده الخريبى، 35 سنة، ومحمد محمود الصياد، 56 سنة، ومسعد الأباصيرى مسعد، 29 سنة، وصلاح حسن كشك، 44 سنة، والسيد محمد عرفة، 41 سنة، وممدوح صابر محمد داوود، 30 سنة، وإسماعيل محمد محمد رشاد، 27 سنة، والسيد محمد طارق، 30 سنة، ومحمد فتحى ناصر، 20 سنة، وحمد زكريا راضى. موانى البحر الأحمر : القوات البحرية احتجزت سفينة الحاويات هيئة موانى البحر الأحمر أعلنت عن تمكن القوات البحرية من ضبط السفينة التى تسببت فى حادثة غرق مركب الصيد فى البحر الأحمر، والتحفظ عليها. وقال عبد الرحيم مصطفى، المتحدث الإعلامى لموانى البحر الأحمر، إن إحدى سفن الحاويات القادمة من إيطاليا وعلى متنها 220 ألف طن حاويات بضائع عامة، وفى أثناء مرورها بمنطقة جبل الزيت بالبحر الأحمر والتى تبعد 50 كيلومترًا عن مدينة الغردقة، اصطدمت بلنش صيد بدر الإسلام يحمل 40 صيادا مما أدى إلى إغراق اللنش فى الحال. المتحدث الإعلامى: السفينة قادمة من إيطاليا وتحمل 220 ألف طن بضائع عامة وأضاف المتحدث الإعلامى لموانى البحر الأحمر ل التحرير أنه عند مشاهدة لنشات الصيد القريبة من اللنش الذى تم إغراقه، قامت تلك اللنشات بإطلاق إشارات استغاثة التقطتها جميع مراكز الإنذار فى المنطقة، وعلى الفور تحركت وحدات الإنقاذ فى القوات البحرية لتجوب المنطقة، وقامت بعمل مسح شامل، وتم انتشال 13 صيادًا فى حالة إعياء شديد، حيث تم نقلهم إلى مستشفيات الغردقة وأولاد غانم وانتشال 15 جثة، حتى مثول الجريدة للطبع. وأوضح مصطفى أن السلطات المصرية أصدرت تعليماتها للسفينة المتسببة فى الحادثة بالتوجه إلى ميناء سفاجا تحت إشراف القوات البحرية والتحفظ عليها حتى الانتهاء من إجراءات التحقيق، لافتًا إلى تواصل جهود قاطرات شركات البترول والقوات البحرية والوحدات البحرية فى البحر الأحمر للبحث عن باقى المفقودين. الناجون من الغرق: سفينة الحاويات صدمتنا ولم تتوقف لإنقاذنا حادثة أليمة بكل المقاييس. هذا ما أكدته روايات الناجين من الغرق، فيؤكد محمد الأباصيرى: كنا نقوم بأعمال الصيد فى عرض البحر كعادتنا والبعض نائم والآخرون يمزحون ويضحكون وهم يتلقون رزق البحر، ثم فوجئنا بالسفينة الكبيرة تصطدم بنا وتغير كل شىء فى الحال.. ارتج المكان بالصراخ، رأيت أصدقائى وهم يصارعون الموت . الأباصيرى: المركب انقلب وغرق فى ثوانٍ.. وسبحنا 4 ساعات حتى وجدنا لنشات الإنقاذ ويضيف الأباصيرى: لم أجد أمامى إلا صندوقا خشبيا من الذى نضع فيه الأسماك بعد اصطيادها أنا وصديقى محمد، وظللنا نصارع الأمواج حتى قابلنا أحد المراكب وانتشلنا حتى وصلنا إلى مستشفى طور سيناء العام عن طريق الإسعاف، واكتشفت فقدى لوالدى الحبيب وزوج شقيقتى . أما مسعد الأباصيرى، شقيق محمد، فقد أكد أن السفينة التى تسببت فى الحادثة لم تبال بعدما اصطدمت بالمركب وتركتهم يغرقون، مطالبا بضرورة محاسبة الطاقم المتسبب فى تلك الكارثة. بينما أضاف شقيقه محمد الأباصيرى، قائلًا: السفينة التى تسببت فى الحادثة صدمتنا من الجانب الأيمن، حتى إن طاقم السفينة هرب ولم يتوقف لإنقاذنا وقمنا بالسباحة فى المياه شديدة البرودة نحو 4 ساعات متتالية حتى وصلت إلينا طواقم النجاة، حتى إننا شاهدنا أربع جثث تطفو على سطح المياه . وأضاف غريب النجدى، والذى فقد عديله عبده أبو شلبى، الذى يعول أسرة مكونة من أربعة أطفال أصبحوا بلا عائل فجأة، وهو ريس المركب، وصهرى الأباصيرى مسعد متولى، والمتزوج ويعول ثلاثة أبناء، وبذلك فقد 8 أفراد عوائلهم وأصبحوا بلا مصدر للرزق فلقد صدمتنا الفاجعة بفقد اثنين من أعز الأحباب. ويشير محمد زكريا، أحد الناجين، إلى أن قائد المركب عبده أبو شلبى قام بالاتصال عبر المحمول بالمركب أبو علاء ، والذى كان أقرب مركب لهم واستغاث به لنجدتهم، مؤكدا أن هناك 11 صيادًا من طاقم المركب الغارق موجودون داخل ثلاجة المركب الغارق، ولقوا حتفهم بعد أن فشلوا فى الخروج من الثلاجة عقب غرق المركب. بينما قال على عزت، صياد ومن الناجين، لقد عشنا ساعات الموت منذ مشاهدتنا للسفينة الضخمة التى اصطدمت بنا وقد شعرت بأن هناك شيئًا، سيحدث عندما وجدتها تتجه نحونا على بعد 50 مترًا واستعددنا للمجهول، وفجأة وجدنا أنفسنا نسبح على سطح الماء نقاوم الأمواج والأسماك الضخمة حتى التقطنا المركب الشنشيلا أبو علاء ، ووجدنا العناية الطبية الجيدة فى المستشفى وسأخرج الآن لتسلم بعض جثث زملائى لمرافقتهم إلى بلدتنا المطرية دقهلية لتسليمهم إلى ذويهم. ويقول محمد محمد، الصياد، أحد الناجين من الحادثة، إن المركب العملاق اصطدم بهم على الرغم من أن المركب مضاء بالكامل وبه 30 كشافًا، ونظرًا إلى أن مركبنا صغير والآخر عملاق انقلب المركب وغرق على الفور. نقيب الصيادين بالمطرية: الحادثة لن تكون الأخيرة حالة من الحزن سادت أنحاء مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية صباح أمس بعد استيقاظها على خبر غرق مركب بدر الإسلام ، الذى كان يقل أكثر من 35 صيادا من أبناء المدينة، وما زال الأهالى ينتظرون وصول الجثامين لإقامة جنازة جماعية، فى ميدان العاقبين بوسط المطرية. حالة الحزن التى تعيشها المدينة ليست جديدة عليها، فخلال العام الماضى وتحديدا فى شهر مارس مات ستة صيادين اختناقا على مركب الحبيبة مكةبالبحر الأحمر، فى المياه الإقليمية الواقعة بين السعودية والسودان، بعد تسرب غاز ثلاجة المركب إليهم فى أثناء نومهم، كما لقى ثلاثة صيادين آخرين مصرعهم بعد أن أطلق خفر السواحل السعودية النار عليهم فى شهر إبريل الماضى بعد دخولهم المياه الإقليمية لبلدهم، على متن مركب الكعبة الشريفة . وحتى مثول الجريدة للطبع، عثر على جثث 13 صيادا، وفقد 12 آخرون، بينما نجا 11 صيادا كانوا على متن المركب فى مياه البحر الأحمر، بعد أن صدمتهم سفينة نقل بضائع، شطرت المركب إلى نصفين. رئيس جمعية الصيادين بالمطرية الحاج عبده الرفاعى قال إننا تأكدنا من وقوع الحادثة بالاتصال بالصيادين فى البحر، ورئيس المركب الغارق يدعى عبده أبو شلبى، وتم انتشال جثث 13 صيادًا، وجار البحث عن باقى الصيادين . صياد يدعى محمد أشرف أوضح أن مركب (بدر الإسلام) كان فى منطقة جبل الزيت فى الضفة الغربية من البحر الأحمر، وكان على متنه 35 صيادا جميعهم من مدينة المطرية بالدقهلية، وتأكد نجاة 11 منهم، وهناك حالة من الاستنفار بين المراكب فى البحر الأحمر، هبت جميعا لنجدة المركب الغارق، بعد أن تلقوا إشارة استغاثة، لكن الرياح شديدة للغاية والأمواج عالية، وهو ما جعل الوصول إلى مكان الحادثة صعبا ، مشيرًا إلى أن وابور سفينة نقل بضائع صدمت المركب، رغم أنه كان مضيئا ليلا، ما تسبب فى غرقه، وناشد السلطات المصرية سرعة ضبط هذا الوابور قبل هروبه خارج المياه الإقليمية المصرية. المتحدث باسم النقابة العامة للصيادين بالمطرية طلعت الجعيدى أفاد أنه علم بحادثة غرق مركب بدر الإسلام بعد وصول رسائل استغاثة له على الهاتف المحمول من أحد الصيادين على المركب، التى انشطرت نصفين بعد اصطدامها بالسفينة الأجنبية، وخرجت منذ يومين للصيد، وكان من المقرر أن تعود بعد 15 يومًا، مشيرًا إلى أن المعلومات المؤكدة تشير إلى غرق 13 هم على محمد عبد الرحيم وعبد اللطيف ثابت الشوا ورشاد بدير والأباصيرى مسعد المتولى وقائد المركب عبده عثمان فرج أبو شلبى ومحمود السويسى وجمال الطيب ومحمد أبو فهيم جعيدى وحسن راضى ووائل الصافوى ووائل الحناوى وموسى راضى وعوض على وعوض عبده . الجعيدى أشار إلى نجاة كل من السيد محمد عرفة ومحمد محمود الصياد وعلى عزت ومحمد الأباصيرى مسعد ومسعد الأباصيرى مسعد وصلاح صالح حسن ، حيث وصل هؤلاء الستة إلى مستشفى مدينة الطور، كما أن هناك سبعة ناجين آخرين على متن مركب آخر تم نقلهم إلى مدينة الطور أيضا. نقيب الصيادين بالمطرية الحاج حسن الشوا، ابن عم الصياد عبد اللطيف الشوا، الذى لقى مصرعه فى حادثة غرق السفينة، قال إن ابن عمه 42 سنة، مات بحثا عن رزق أولاده وهم أربعة أطفال، ولدان وبنتان، أكبرهم عنده 15 عامًا وأصغرهم فى الثامنة من عمره ، مطالبًا الحكومة بكفالة هذه الأسر وإيجاد حل جذرى لمشكلة بحيرة المنزلة لوقف نزيف دماء الصيادين. نقيب الصيادين بالمطرية أكد أن مركب مجد الإسلام كان فى حالة جيدة تماما، واعتاد على الخروج فى رحلات صيد طويلة فى البحر الأحمر، إلا أن رحلته هذه المرة كانت مختلفة، حيث تسبب اصطدامه بإحدى سفن البضائع إلى شطره إلى نصفين. وأضاف الشوا ما علمناه من اتصالاتنا مع الصيادين الناجين أن عمليات البحث ما زالت مستمرة عن 12 صيادًا آخرين مفقودين، لكن إهمال الحكومات المتعاقبة لبحيرة المنزلة وغض الطرف عن التعديات المستمرة على المسطح المائى بها، الذى أدى إلى تقلص مساحتها من 750 ألف فدان إلى أقل من 100 ألف، خلال الأربعين عاما الماضية، وكذلك صب مياه الصرف الصناعى والصحى والزراعى من مصرفى بحر البقر وبحر حادوث ومنطقة العصفرة الصناعية، إلى مياه البحيرة، أدى إلى إنهاء الحياة البحرية والقضاء على الثروة السمكية بالبحيرة، وهو ما دفع جزءا كبيرا من الصيادين لهجرة المهنة والعمل فى مهن أخرى، أما الباقون، فلجؤوا إلى الصيد فى البحرين الأحمر والمتوسط فى مراكب غير مجهزة بشكل لائق، وهو ما يعرض حياتهم للخطر . وأشار الشوا إلى أنه لا يكاد يمر شهر إلا وتحدث مصيبة لصيادى المطرية، فمنذ عام تقريبًا تم إطلاق النار على مركب الكعبة الشريفة من القوات البحرية السعودية لدخولهم المياه الإقليمية دون إذن وقتل فيها عدد من الصيادين، وظلت الأزمة قائمة لأكثر من شهر، قبل أن تفرج السعودية عن الصيادين ال33 المحتجزين لديها، ومنذ شهرين تم احتجاز مركب آخر قبالة المياه اليمنية، قبل أن تطلق السلطات اليمنية وجماعة الحوثى سراحها، كما لقى 6 صيادين مصرعهم اختناقا على سطح مركب صيد فى البحر الأحمر من 6 أشهر بعد تسرب غاز الفريون من ثلاجة المركب إليهم فى أثناء نومهم، وأخيرًا احتجاز مركب السيد علوش ورضا علوش فى المياه الإقليمية للسعودية منذ أسبوعين ، وأطلقت السلطات السعودية سراح المركبين والصيادين منذ أيام قليلة. الشوا أكد صيادو المطرية ضحايا لسوء التخطيط والإهمال، الذى تعرضت له بحيرة المنزلة خلال الأربعين عاما الماضية، وهم أيضا ضحية لتجاهل المسؤولين مشاكلهم والنتيجة شباب زى الورد بيرجعوا ميتين . حالة من الحزن الشديد ملأت أركان منزل الصياد عوض عبده، الذى عجزت والدته عن الكلام وسط صرخات نساء العائلة على ابنهم، الذى لم يكمل ال24 من عمره، وكان ينتظر حفل زفافه بعد ثلاثة أشهر. ْوالد خطيبته أحمد لبيب قال صدمة ابنتى وفاء كانت كبيرة، حيث تعانى من شبه انهيار بعد ورود أنباء عن غرق عوض ، مشيرًا إلى أن خطيب ابنته كان شابا جادا ومحترما لم يتعامل معه أى شخص إلا أحبه، كما كان يبحث عن رزقه فى كل مكان، وعندما عرض عليه الخروج فى رحله صيد على متن المركب (مجد الإسلام) لم يتردد لحظة واحدة بحثا عن مصاريف الزواج الذى اقترب، مشيرا إلى فرح عوض على ابنته كان مقررا له شهر مارس القادم، إلا أن كل شىء انتهى بعد هذه الحادثة. أحمد زكريا راضى شقيق الصياد محمد راضى أحد الناجين قال شقيقى له ثلاثة أولاد، واتصل بى صباح يوم الحادثة، وطمأننى على حاله، وأخبرنى أن السفينة كانت متوقفة بعيدا عن المجرى الملاحى بمسافة كافية تحسبا للاصطدام بأى مركب تجارية أو ناقلة بترول تسير فى اتجاه ساحل البحر الأحمر . وأضاف لم يستطيعوا إطلاق الطلقات التحذيرية فى الهواء للاستغاثة بقوات حرس الحدود، لكنهم حاولوا الاستغاثة بالمركب الذى اصطدم بهم، إلا أن قائده رفض التوقف، وكأنه كان يقصد قتلهم، فظلوا فى المركب حتى جاء مركب آخر هى (أبو علاء) وأقلهم إلى منطقة الطور . رئيس نقابة الصيادين المستقلة بالمطرية طه الشريدى قال الإهمال الذى يواجه بحيرة المنزلة والتعديات الواقعة عليها هى سبب النكبة التى يتعرض لها الصيادون كل عام، فأبواب الرزق أغلقت فى وجه الصيادين فى بحيرة المنزلة، وهو ما جعلهم يغادرون البلاد ويتوجهون إلى العمل فى البحر الأحمر، وكل عام تشهد مدينة المطرية حادثة مأساوية، والمسؤولون هم السبب . محافظ الدقهلية اللواء عمر الشوادفى بادر بإيفاد اللواء أحمد الإدكاوى، السكرتير عام المحافظة، إلى سيناء لمتابعة عملية إنقاذ الصيادين وانتشال الجثث والإسراع فى إعادة الغرقى والمصابين إلى أسرهم فى أسرع وقت. الشوادفى أشار إلى أن عملية إنقاذ الصيادين ما زالت متواصلة، وأسفرت حتى الآن عن إنقاذ 11 صيادا وانتشال 8 جثث، أعقبها انتشال 5 جثث أخرى، مشيرا إلى أن هناك خلافًا على عدد الصيادين، هل 34 أم 35 صيادًا؟. النقل : ننتظر تقرير هيئة السلامة البحرية وموانى البحر الأحمر الدكتور أحمد أمين، مستشار وزير النقل لقطاع النقل البحرى، أكد أن وزارة النقل طلبت تقريرا مفصلا من هيئة السلامة البحرية وموانى البحر الأحمر، بخصوص حادثة اصطدام سفينة محملة بالبضائع بمركب صيد مصرى بالبحر الأحمر. وقال مستشار وزير النقل فى تصريحات خاصة ل التحرير إننا لا نعرف جنسية تلك السفينة وهل هى ترفع علم مصر أم لا، ولو رافعة علمًا غير مصر سوف ندرس ملفها، لأننا لا نعلم عنها شيئا حتى الآن، لافتا إلى أن هيئة السلامة البحرية سوف تكشف فى تقريرها ملابسات الحادثة، وكذلك المركب المصرى آخر مرة اتعمل عليها فحص امتى . وتابع أمين: إن ما يهم الحكومة والوزارة هم المصريون اللى على المركب، وهدفنا الأول نشوف الصيادين دول إيه حصلهم، وليه، وإننا نجيب حقوقهم . من جانبه أوضح الخبير الدولى الدكتور أحمد سلطان مستشار وزير النقل لقطاع النقل البحرى الأسبق، أنه من البديهى أن تفتح وزارة النقل تحقيقا موسعا فى تلك الحادثة، خصوصا بعد غرق عشرات المصريين وفقدان آخرين جراء هذه الحادثة الأليمة، لافتا إلى أن هيئة السلامة البحرية تقوم بعمل تحقيق فورى فى الحادثة ومتابعة خط سير السفينة والمركب، وكذلك إجراء تحقيق فنى لتتبع خط سير السفينة والمركب ومعرفة المتسبب فى التصادم، ومسؤولية كل واحد على حدة، وهذا اختصاص أصيل لهيئة السلامة البحرية. وأضاف الخبير الدولى المتخصص فى مجال النقل البحرى ل التحرير أنه إذا كانت السفينة تحمل علما غير مصرى وصدمت مركبا آخر وغادرت دون إنقاذ طاقم المركب الذى صدمته، فهنا تقع عليهم مسؤولية جنائية ومالية، فعلى حسب قيمة المركب يتم دفع تعويضات للغارقين، أما بخصوص التقرير الفنى لهيئة السلامة البحرية فيتم ضمه لتحقيقات النيابة العامة لإعمال شؤونها. اللواء حسن فلاح، رئيس هيئة موانى البحر الأحمر السابق، قال إن أى مركب أو سفينة يطلب منه إنقاذ ولا يلبى، فيجب أن يعاقب بمقتضى القانون، فلو أن السفينة المحملة بالبضائع اصطدمت بالمركب المصرى ولم تنقذه، فإنها تقع تحت طائلة القانون البحرى. وتابع: لو السفينة خبطت الناس ومشيت دى مصيبة سودا . وأضاف رئيس موانى البحر الأسبق السابق ل التحرير أنه فى تلك الأحداث يتم تشكيل لجنة فنية من السلامة البحرية وانتداب عضو من القوات البحرية لدراسة الموقف والتفتيش على خط السير والإجراءات التى تم اتخاذها، وهل هى مسجلة أم لا، ويتم أخذ أقوال الصيادين الناجين، كما تدرس تلك اللجنة ملابسات الحادثة وتقرر المخطئ من عدمه، وطبقا للقانون يفرض عليها تعويضات للمضارين، ولازم يكتب تعهد بدفع التعويضات، والمنوط به التعهد بالدفع هو نوادى الحماية البحرية، حيث إن تلك السفينة تكون مشتركة فى هذا النادى، هى وكل السفن الأخرى، لأنها تدفع اشتراكا للنادى، والنادى يتعهد بدفع التعويضات. قانونيون: لا بد من التحفظ على طاقم السفينة البنمية حتى الانتهاء من التحقيقات حادثة تصادم مركب صيد مصرى، وسفينة تجارية بنمية، بالبحر الأحمر، فجر أمس الأحد، خلَّف تساؤلات عديدة عن خطوات التقاضى والتعويضات الخاصة بالضحايا، حال ثبوت خطأ السفينة التجارية. المحامى والفقيه القانونى عصام الإسلامبولى قال ل التحرير إن النيابة لا بد أن تحقق فى الواقعة، وتستمع لشهود مركب الصيد المصرى المصابين، وتستعين بالعاملين فى الميناء، وتراجع إشارات المراكب، على أن تظل السفينة الأجنبية محتجزة وطاقمها، إلى أن تنتهى التحقيقات. الإسلامبولى: الحديث عن الطرف المخطئ قبل التحقيقات كلام فارغ .. وهيكل: الشركة الأجنبية ملزمة بدفع التعويضات الإسلامبولى أضاف أن الحكم بمن المخطئ الآن كلام فارغ ، لأن الملابسات الدقيقة هى التى تحدد الجانى فى مثل هذه الحوادث، مشيرًا إلى أن تلك الملابسات لا تتضح، ولا يتم كشفها، إلا بعد انتهاء التحقيقات، التى تُجرى بشكل موسع، ويتم الاستماع فيها لكل الأطراف. الإسلامبولى أشار إلى أنه إذا ثبت وجود خطأ على السفينة الدولية، فطبقًا للقانون الدولى يتم التحفظ عليها، حتى يتم تقدير التعويضات التى لا بد من تقديمها للمضارين، سواء أسر القتلى أو المصابين، موضحًا أنه إذا تم تسديد التعويضات يتم ترحيل السفينة، أما فى حال رفض دفع التعويضات أو عجز الشركة مالكة السفينة عن سداد المبالغ المطلوبة، فيتم الحجز على السفينة، وعرضها للبيع، للوفاء بالتعويضات. وشدد الإسلامبولى على أن تقدير المبالغ المالية الخاصة بالتعويضات يتم عن طريق المتضررين من الحادثة، على أن تتخذ النيابة الإجراءات اللازمة لطلب التعويضات من الشركة مالكة السفينة، موضحًا أنه إذا ارتضت الشركة دفع المبالغ المطلوبة ينتهى الأمر، وإذا تراءى للشركة أن التعويضات مبالغ فيها، أو أنه يصعُب دفعها للمستحقين، تُحوَّل قضية التعويضات إلى المحكمة. وعن طاقم السفينة، أكد الإسلامبولى أنه لا بد من الإبقاء عليهم فى مصر، واحتجازهم حتى انتهاء التحقيقات، لأنهم متهمون بالقتل الخطأ، مضيفا أنه إذا ثبت الخطأ على السفينة البنمية، يتم احتجاز طاقمها، حتى يحدث التصالح، أو تُحوَّل القضية إلى المحكمة، لافتا إلى أنه طبقا لمبدأ السيادة الإقليمية على الأرض، فإن الجرائم الواقعة فى الإقليم المصرى يُطبَّق عليها القانون المصرى. بدوره، قال المحامى والناشط الحقوقى أسعد هيكل ل التحرير إنه لا بد من إجراء التحقيقات فى الحادثة، لمعرفة الطرف المخطئ، ويتم التحقيق وفقًا للمواثيق الدولية، لأن هناك سفينة أجنبية، وإذا اتضح من التحقيقات التى تجرى أن الخطأ يقع فى جانب السفينة الإيطالية، فلا بد أن تلتزم الشركة المالكة السفينة الأجنبية بتعويض المضارين، وهى شركة دولية، ما يوجب التعامل بالقانون الدولى. أسعد أضاف أنه لا بد من دراسة ملابسات الحادثة جيدا، ومعرفة هل مركب الصيد المصرى كان متحركا أم ثابتا، وإذا كان متوقفا، فهل كان يقف فى مكان صحيح، وهل قائد السفينة التجارية الأجنبية كان يرى المكان بوضوح، بخلاف سرعة الرياح واتجاهها، وبعض الحسابات الدقيقة التى تختص بها شرطة الموانى، والتى لا بد من معرفتها. من جهته أعلن فؤاد عبد العظيم، مدير عام مديرية التضامن الاجتماعى بجنوبسيناء، أمس، أنه سيتم صرف 5 آلاف جنيه لرب الأسرة المتوفى، كمساعدات مالية لضحايا حادثة غرق مركب الصيد، الذى غرق بمنطقة الزيتية بخليج السويس، وألف جنيه للمصابين، وأضاف أنه تمت مخاطبة وزارة التضامن الاجتماعى لمضاعفة المبلغ.